الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

30 يونيو.. مهمة إنقاذ وطن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من يقرأ التاريخ لا يدخل الحزن إلى قلبه أبدًا؛ لأنه يرى الأحداث والتقلبات على مر الأيام والسنوات بعدسة مُكبَّرة، ومن هنا تذكرت الأيام العصيبة التي عاشتها مصر وشعبها قبل ثورة 30 يونيو، إبان حكم جماعة الإخوان ورئيسهم مرسي العياط، كان أكثر ما يزعجني ويشعرني بالحزن أن أرى بلادي في موقف ضعف وذل ينظر الجميع إليها وكأنها شبه دولة، لا تستطيع حتى توفير احتياجات مواطنيها من السلع الرئيسية وبيئة خصبة لعمل أجهزة المخابرات العالمية التي كانت تتربص بنا على مدار الساعة، ولكني لم أفقد الأمل، وتوقعت كل ما حدث، ولم أشعر لوهلة أن القوات المسلحة ستتخلى عن مصر وشعبها وتتركهم فريسة لجماعة مستعدة لقتل نصف المصريين في سبيل الكرسي! 
وها قد جاءت اللحظة المنتظرة في 30 يونيو لتعلن القوات المسلحة تلبية نداء الملايين التي انتشرت في الشوارع والمياديين بأطفالهم حاملين أعلام مصر ولافتات وصلت إلى العالم أجمع "يسقط يسقط حكم المرشد"، كنت حينها في قلب ميدان التحرير، تنفست الصعداء وحمدت الله أن أنقذنا من بين براثن الفشل والتخبط، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من الأمل والتحدي لمواجهة عنف الجماعة الإرهابية بعدما أعلن قياداتها أنهم على أتم الاستعداد لحرق مصر في سبيل الشرعية "المزيفة"، وهنا قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي تحمل المسئولية وقيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان، ووقف رجال مصر من الجيش والشرطة على قلب رجل واحد، يتلقون الرصاص في صدورهم في سيناء والقاهرة والجيزة وأغلب محافظات الجمهورية دفاعًا عن مصر وشعبها، ليثبت المصريون للعالم أجمع أن المستحيل كلمة ليست في قاموسنا، وأننا سنبني بلدنا بأيدينا رغمًا عن الجميع، وبدأت مرحلة العمل وانطلق قطار التنمية والإصلاح الاقتصادي لبناء دولة حقيقية قادرة على حماية مواطنيها وتوفير حياة كريمة لهم. 
واليوم وبعد مرور 5 سنوات على إنقاذ الوطن وتأمينه، لا يسعني إلا أن أتقدم بتحية واجبة لأرواح شهداء الواجب من الجيش والشرطة الذين سطر التاريخ أسماءهم بحروف من نور، وللمصريين هذه رسالتي لكم "استحضروا روح 30 يونيو، ولا تلتفتوا إلى المحبطين لاستكمال مسيرة البناء بخطوات ثابتة وواثقة نحو المستقبل".. تحيا مصر.