الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

من مصر إلى باريس "البوابة القبطية" في المزارات المسيحية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى العام الأول لصدور البوابة القبطية وصفحة بالناس المسرة، انفردت البوابة بعدد من التحقيقات والحوارات الصحفية، فكان أول انفراداتنا، فى الوقت الذى يتقاتل فيه الجميع من أجل الحصول على تصريح بناء كنيسة، كانت هناك كنائس معروضة للبيع، وبينما تنادى الكنائس المصرية بإصدار قانون لبناء الكنائس، وتنطلق وقفات احتجاجية لأقباط يطالبون بتمكينهم من بناء كنائس وفق تراخيص البناء الصادرة لهم، مثلما حدث فى كوم اللوفى بالمنيا، اتجهت بعض المذاهب المسيحية للتنازل عن كنائسها أو عرضها للبيع فى ظاهرة غريبة على مصر.
ومن أسوان إلى باريس زارت البوابة عدة مناطق دينية لاستكشاف المزارات القبطية على مدار ٣٦٥ يوما، لم تكف أقدامنا على وطء شتى بقاع مصر، كى نصل لكنائسها وأديرتها وأماكنها المسيحية المميزة، بل وامتدت خطواتنا إلى خارج حدود الوطن، فى محاولة منا لجلب أشهر الأماكن البعيدة عن عين القارئ كى يراها هنا على صفحاتنا.
ومن أهم تلك الأماكن كان دير الأنبا هدرا «ابن أسوان»، مفسر الكتاب المقدس، أوصى تلاميذه بأعمال الخير، والابتعاد عن ظلم الآخرين، ويعد الدير أكبر دير أثرى فى مصر يضم معالم دينية نادرة، اكتشفه الأثرى الإيطالى مونريه دى فلارد عام ١٩٢٥، ووصفه بأنه واحد من أكبر أديرة مصر العليا، وكان الدير يستقبل حجاج الكعبة قبل وصولهم للأراضى المقدسة.
ومتحف البابا شنودة الثالث «جيد البسيط» ذاك المزار المملوء بالكثير من مقتنياته والكثير من محبيه ممن تعلقوا به، وممن رأوا فيه صورة ومثالًا حيًا لله، وذلك فى كنيسة السيدة العذراء مريم بالزيتون، حيث افتتحه البابا تواضروس فى ٢ نوفمبر ٢٠١٣ ليكون أحد ثلاثة مزارات له، أولها وأهمها حيث يرقد بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، وثانيها بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
ويترصع المتحف بكلمات البابا الذى ضوت كالنور وسط الظلام، ويدور فى الخلفية بشكل دائم على مدار ١٢ ساعة يوميًا، يستقبل فيها المتحف رواده عظاته التى اشتهر بها خلال كلماته باجتماع الأربعاء الشهير والخاص به، ناهيك عن الزاوية المختلفة التى يراه بها محبوه.
وفى حصن بابليون بمصر القديمة خصّت كنيسة الروم الأرثوذكس «البوابة القبطية» بفتح أبواب مزارها الأثرى «المتحف»، الذى لم يتم افتتاحه بعد، وما زالت أبوابه مغلقة فى وجه الزائرين، ويصطحبنا الأب الراه ديموثيوس إلى داخل الدير، ومن أعلى الكنيسة، وفى الرواق الخارجي، أعلى صرح بابليون يقف ويشير بأصبعه، ويقول: من هنا كان يمر نهر النيل، مشيرًا إلى شريط مترو الأنفاق، ومن هنا وما بين برجى الحصن، كانت المياه تجري، وبنى الرومان مدينتهم على ضفاف النيل.
هذا الصرح الأثرى المكون من أربعة طوابق، اختبأ فيه الرومان وقت احتلالهم لمصر، لتتسلمه الكنيسة اليونانية الأصل، يرجع عمره إلى القرن الثانى قبل الميلاد.
ومن كاتدرائية بورسعيد المجهولة التى تحوى أجزاء من «صليب» المسيح وصخرة «الجلجثة» وبنيت على شكل «سفينة نوح» رمز الخلاص، ففى عام ١٩٣٠ أمر ببنائها بابا الفاتيكان على مدخل قناة السويس، وعام ١٩٣٧ كان الافتتاح، أما فى عام ١٩٨٧ فتحولت الكنيسة لـ«الأرثوذكسية» بعد انخفاض أعداد «اللاتين»، كما أن«الستر الحريري» الموجود بها يعود للكنيسة بعد رحلته على سفينة «جان دارك»، كما قال مسئول العلاقات العامة أنها تعد ضمن المزارات الرئيسية بمسار رحلة العائلة المقدسة، وأبوابها مفتوحة للجميع وعلى رأسهم «الكاثوليك»
وفى «سانت أوجيني» أقدم كنيسة أوروبية فى قلب «بورسعيد»، وصاحبتها «قديسة» ضحت بجمالها من أجل «الرهبنة» وبنيت كنيستها عام ١٨٩٠، كما أن تلك الكنيسة تنازلت لها شركة «قناة السويس» عن الأرض بالحى الأفرنجى لـ«الآباء الفرنسيسكان»، وكيف أنها تقع ضمن الآثار «الإسلامية المسيحية» بقرار رسمى عام ٢٠١٥، وتضم لوحات أثرية أصلية وتماثيل نادرة تعود للقرن الـ ١٩ وأقدم «أورج موسيقي» بكنائس مصر.
ومن كاتدرائية الأسرار والأساطير بفرنسا «نوتردام دو باري» التى أغلقها المتظاهرون خلال الثورة الفرنسية، واحتلها الألمان فى الحرب العالمية الثانية لجأ إليها أهل مارسيليا هربًا من وباء الطاعون، وبالفعل تم شفاؤهم عام ١٧٢٠، شيدت على تل ارتفاعه ١٦٠ مترًا، وتطل على نهر السين، وتحوى تمثالًا للعذراء يبلغ طوله ١١ مترًا، أربعة تماثيل منحوتة فى أركانها تعبيرًا عن وجود الشر فى كل مكان، وتعد رواية «أحدب نوتوردام» للكاتب فيكتور هوجو، من أنجح الروايات العالمية التى صورت «كاتدرائية النوتردام» بشكل عظيم، وهى المكان الرئيسى الذى شهد أحداث الرواية المأساوية، فنجحت فصولها بأن تأخذنا عبر المبنى العريق لنتعرف على معالمه، بل ونقلت روحه التاريخية، وهناك العديد من الروايات والأساطير حول هذا المبنى العظيم، وكاتدرائية النوتوردام تعد هى المكان الأول الذى يزوره الأقباط فور وصولهم مدينة النور.
وفى زيارة لدير الميمون والمعروف دير الأنبا أنطونيوس، الذى منه بدأت الرهبنة، فذاك الدير شاهد على فترات الاضطهاد الرومانى للمسيحية فى مصر، نواة لأول دير رهبانى فى مصر والعالم فى منتصف القرن الثالث، وكيف لقرية دير الميمون القرية الفقيرة التى يقطنها ١٥٦ أسرة معظمهم تحت خط الفقر، والتى رصدت عدسة «البوابة القبطية» معاناة الأهالى فيها.