السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

في حواره لـ"البوابة نيوز".. عمدة فرانكفورت: القاهرة أكثر أمنًا من برلين.. و"الطيب"غيَّر مفاهيمي عن الإسلام

عمدة فرانكفورت في
عمدة فرانكفورت في حواره لـ«البوابة نيوز»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اتسمت العلاقات بين مصر وألمانيا بالقوة والصداقة، فضلًا عن كونها تشهد طفرة إيجابية مؤخرًا، وهو ما تعكسه الزيارة الأخيرة لعمدة فرانكفورت إلى مصر، فالعلاقات الثقافية بين الدولتين تتميز بطابع خاص، ويعتبر برتوكول التعاون المشترك هو الإطار الرئيسى الذى ينظم العلاقات الثقافية المصرية الألمانية، كما لعبت الكنيسة الإنجيلية دورًا مهمًا فى إدارة بعض الأنشطة الثقافية فى مصر، لتعزيز التعاون الثقافى والاقتصادى وتبادل المعرفة والخبرة بين الدولتين، والحوار الإسلامى المسيحى، ومن المقرر أن تساهم بلدية فرانكفورت فى تعزيز العلاقات السياحية من خلال الإعداد لعدد من الأنشطة السياحية بين مصر وألمانيا، كما ستشهد الدعم من خلال التعليم وغيرها من الأنشطة الأخرى، وهذا ما سيتعرض له حوار «البوابة» مع بيتر فيلدمان، عمدة فرانكفورت الذى عمل بالمجال السياسى، بعدما عمل فى مجال رعاية المسنين وتربية الأطفال والعمل المجتمعى، بينما رأى الحزب الديمقراطى الاجتماعى الألمانى الذى ينتمى له أنه سوف يفعل طفرة فى العمل السياسى، وبالفعل فاز بمنصب عمدة فرانكفورت وتجديد الثقة مرة أخرى لمدة 6 سنوات مقبلة، وهو من مواليد 1958 هلمشتيت، ألمانيا، وحصل على دراسته من جامعة ماربورج، كما حصل على عدد من الجوائز التقديرية العالمية، وإلى نص الحوار..
■ ما انطباعك فى نهاية زيارتك الرسمية إلى مصر؟
- تعتبر الزيارة هى الأولى لى رسميًا، بينما قمت بزيارة مصر منذ فترة للسياحة، وسافرت إلى شرم الشيخ وطابا والغردقة والأقصر وأسوان، ولدىَّ معرفة بقيمة مصر السياحية، وأتيت فى هذه الزيارة بورقة عمل محددة وفكر، لتكون الزيارة مثمرة ومؤثرة من خلال التعاون المشترك فى العلاقات الدولية بين البلدين، خاصة بين محافظة القاهرة وفرانكفورت.ومصر بلد مهم، والقاهرة العاصمة هى مفتاح أفريقيا فى كل المجالات.
وزيارتى للكنيسة الإنجيلية المشيخية فى مصر كانت فى غاية الأهمية، خاصة فى الالتقاء بالقيادات الكنسية والإسلامية والبرلمانيين والسياسيين والشباب والمرأة، من خلال الحوار المسكونى الذى تقوده الكنيسة، وأنا مؤمن بأهمية الحوار، وكيف يؤثر فى تغيير الشعوب والعمل على تغيير مسار المجتمعات من خلال الضغط على أصحاب القرارات والسياسات فى الدول، لذلك شعرت بارتياح داخل الكنيسة.
■ ماذا دار بينك وبين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب خلال زيارتك للأزهر؟ 
- زيارتى لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب كانت من أكثر الزيارات التى أتسمت بالشفافية والصراحة وعمق الحوار الذى دام أكثر من ساعتين، ووجدت أجوبة كثيرة لأسئلتى السياسية والخاصة والفقهية. وأعجبت بكلمة فضيلة الإمام الأكبر عندما قال إن جميع الأديان السماوية تؤمن بالله الواحد، فبالنسبة لى أعطانى الثقة أكثر للاستماع لفضيلته.
كما تحدثنا عن تجديد الفكر الدينى والخطاب، وكيف يؤثر فى النهوض بالإنسان والشعوب، كما وضح فضيلته أن الأزهر الشريف هو الوحيد الوسطى، ويسعى لتحقيق السلام، موضحًا أن الأزهر عمل على ذلك من خلال تأسيس بيت العائلة المصرية الذى يجمع فى عضويته بين الأزهر وجميع الكنائس المصرية للتصدى للتحديات المشتركة التى تواجه المصريين، كما عمل على توطيد علاقاته بالمؤسسات الدينية العالمية الكبرى، كما يسعى الأزهر لتوثيق الحوار بين الشباب فى العالم العربى والإسلامى والشباب الغربى، وأضاف فضيلته أنه سيعقد مؤتمرًا دوليًا بين شباب الغرب والشباب المسلم خلال الشهر المقبل للتعرف والحوار بينهم وبين بعضهم البعض. كما دعوته لزيارة فرانكفورت العام المقبل للاحتفال بمرور ٤٠ سنة على الشراكة بين القاهرة وفرانكفورت.
■ ماذا عن الشراكة بين القاهرة وفرانكفورت؟
- هذه الشراكة عقدت منذ ٣٩ سنة على التآخى والتبادل الثقافى بين مدينتى القاهرة وفرانكفورت، وكان المحرك الأساسى لها مع مدينة فرانكفورت ومحافظة القاهرة والخارجية المصرية والسفارة الألمانية، وللحوار الإسلامى المسيحى أيضًا، هو الدكتور القس ثروت قادس، رئيس مجلس الحوارات والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية ورئيس الأكاديمية الدولية للحوار، الذى هو من أصل مصرى، ويحمل الجنسية الألمانية. وهذه الشراكة تعمل على توطيد العلاقات وتعزيز تبادل الأنشطة فى كل المجالات بين المدينتين فى إطار اتفاقية التآخى الموقعة بينهما منذ حوالى ٤٠ عامًا.
■ ماذا عن زيارتك لمحافظ القاهرة؟
- تناقشت مع محافظ القاهرة حول ضرورة العمل على الاستفادة من التجربة والخبرات الألمانية فى مجال النقل العام والتخطيط، وتنشيط السياحة، وأيضًا الاستثمارات الاقتصادية التجارية بين البلدين من خلال المشاريع التى سوف تأتى للطرفين بالمنفعة العامة لهم.
كما تناقشنا فى تطوير الأعمال بالإدارة المحلية بالقاهرة، وفى كل المجالات الأخرى الثقافية والاجتماعية والتجارية والرياضية، وتبادل شباب المدارس والجامعات لتوطيد العلاقات وتبادل الخبرات والثقافات. 
كما أكد محافظ القاهرة لى أهمية تعزيز التدريب المهنى وتطوير المدارس الصناعية بالقاهرة ومحكاه مشروع مبارك ـ كول، والذى أفاد الطلاب المصريين واكتسابهم الخبرات الفنية والحرفية. ولفت المحافظ إلى أن القاهرة تتسم حاليًا بالأمان الكامل والذى يماثل كبرى عواصم العالم وهو السبيل لتشجيع إقبال السياحة الألمانية للقاهرة، خاصة لما تتمتع به القاهرة من العناصر الأساسية للسياحة، خاصة مع قرب الانتهاء من إنشاء المتحف المصرى الكبير بالهرم، وهذا الأمر أيضًا ما أفاد به السفير الألمانى فى مصر بأن مدينة القاهرة أكثر أمنًا وأمانًا من برلين. وأريد أن أعرب عن سعادتى بوجودى فى القاهرة والحفاوة وحسن الاستقبال التى شهدتهم من محافظة القاهرة الشريك للتوأمة، ومن الكنيسة المصرية والأزهر الشريف.
وتتميز مدينة فرانكفورت بالتنوع والجميع متعايش بسلام واحترام للقانون وقبول الآخر رغم اختلاف الآراء والديانات والجنسيات واللغات، كما توجهت بدعوة محافظ القاهرة لزيارة فرانكفورت خلال العام المقبل للاحتفال بمناسبة مرور ٤٠ عامًا على توقيع اتفاقية التآخى بين المدينتين واستعراض نتائج الأبحاث عن كل النقاط التى يمكنها تفعيل زيادة التبادل والنشاط بين البلدين والذى سوف يتم عن طريق لقاءات عمل مصغرة بين المتخصصين فى كل مجال.
■ هل يوجد ربط بين زيارة للأكاديمية الدولية للحوار التابعة لمجلس الحوار بالكنيسة الإنجيلية ووزيرة السياحة فى نفس التوقيت؟ 
- نعم بالفعل يوجد ربط بين زيارتى للأكاديمية الدولية للحوار ووزارة السياحة، لأنهما سيقومون بخدمة بعضهما البعض، أى أنهما سيجمعون الأشخاص من الجنسيات والأديان المختلفة حول العالم سواء الأكاديمية أو السياحة.وأعجبت بالترابط الذى شاهدته فى الأكاديمية من أعضائها، لأنهم لا يسعون لجمع المال أو التربح من هذا المشروع، ولكن هدفهم الأساسى هو السعى لخدمة الإنسان البشرى، وفى نفس الوقت كان اللقاء مع وزيرة السياحة مهمًا جدًا.
■ ماذا عن لقائك برانيا المشاط وزيرة السياحة؟
- يوجد ٤٠ عامًا من الشراكة بين فرانكفورت والقاهرة، وفرانكفورت شهدت التطور الإيجابى الذى تشهده، والتى تعتبر قلب ألمانيا الاقتصادى، كما أن المدينة تتضمن أكثر من ١٨٠ جنسية، وأكثر من ٢٠٠ لغة، وتمتاز بالتعايش السلمى وحب التعارف وقبول واحترام الآخر، وسيكون بيننا أوجه تعاون مشتركة كمساهمة بعض الشركات الألمانية فى مشروعات الترميم المختلفة فى مصر، وقيام شركة هان الألمانية بتجهيز فتارين العرض بالمتحف الكبير، مؤكدًا أن السياحة تساهم فى تعزيز قيم الصداقة والمعرفة والثقافة.
كما أنه هناك خطة لتسيير خط ملاحى من ألمانيا إلى ٤ مقاصد فى مصر خلال فترة الصيف، وهى: شرم الشيخ؛ مرسى علم؛ الغردقة؛ الأقصر، مؤكدًا، أنه يشارك الجانب المصرى فى أهمية السياحة إلى مصر، موضحًا الرغبة فى التعاون لزيادة الأعداد الوافدة من ألمانيا إلى مصر. وأحب أن أذكر تطوير السياحة وزيادة أعداد السائحين المصريين إلى فرانكفورت وكذلك العكس، بالإضافة إلى ما يمكن فعله من أجل تطوير هذا القطاع ليصبح جاذبا بصورة أكبر هو التغلب على الإجراءات البيروقراطية.
وأريد أن أقول كما تحدثت لأحد القنوات الفضائية المصرية والألمانية بهذا الشأن، بأن ما يجذب السائح الألمانى لمصر هو تاريخها القديم والأهرامات والأقصر وأسوان والإسكندرية والمزارات التاريخية والثقافية، والألمان يحبون المناطق المشمسة والسباحة والغوص ومن ثم يذهبون إلى الغردقة. والقاهرة مكان ثقافى وعريق للأجانب وهذا شىء نشعر به حقًا، ولذا أقرر بأن أعود إلى القاهرة مرة أخرى مع عائلتى.
■ ماذا عن اللقاء الذى أعد خصيصًا بشأن الغرفة الألمانية العربية التجارية؟ 
- بالفعل كان لقاء مثمرًا ومتميزًا، وتم عرض فيلم تسجيلى عن المشاريع الاقتصادية والتجارية بين البلدين، لتشجيع رجال الأعمال المصريين والألمان على الاستثمار فى مصر وألمانيا عن طريق السفارات ودولها.
وكما عرضت فى اللقاء أن مدينة فرانكفورت تحتاج من ٤٥٠ إلى ٥٠٠ فرصة عمل فى الاستثمارات التجارية والاقتصادية الألمانية، وعرضت المواثيق والقوانين والأمور المتعلقة بالاستثمار بين البلدين من تسهيلات والإجراءات المطلوبة والخدمات، التى تقدم لهؤلاء المستثمرين من تعليم وصحة.
وأحب أن أذكر الدور المصرى الذى لعبه عدد من الشخصيات الدبلوماسية والمرموقة والسفير الدكتور محمد حجازى، نائب وزير الخارجية الأسبق، البروفيسور ثروت قادس وآخرون، لذا كرم الوفد كلًا من السفير محمد حجازى والدكتور القس ثروت قادس.