الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"الكنيسة الكاثوليكية" تستعد لاستقبال موسم الحج

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الكنيسة الكاثوليكية» تستعد لاستقبال موسم الحج 
افتتاح «المغارة» بدير سيدة الانتقال للفرنسيسكان فى أسيوط.. وصلوات وشرح بكل اللغات ومبيت للزوار 
البابا تواضروس يستقبل أول فوج سياحى إيطالى يزور مسار العائلة المقدسة فى مصر.. ويؤكد: أنتم تزورون الأراضى التى عاش عليها المسيح 
وفد مجرى يبدأ جولته الدينية فى القاهرة.. وأقباط المهجر يفتتحون موقعا إلكترونيا لتشجيع زيارة مسار العائلة المقدسة فى مصر 
باخوم: الزوار يُحددون أماكن زيارتهم.. والجهات الأمنية تتولى تأمين خط سيرهم 

رحلة «العائلة المقدسة».. طقوس وإجراءات بدأت الكنيسة الكاثوليكية الاستعدادات الخاصة بها بافتتاح كنيسة المغارة بدير «سيدة الانتقال للآباء الفرنسيسكان» الكاثوليك الأسبوع المقبل، حيث تم إدارج دير المحرق ضمن مسار رحلة العائلة المقدسة فى مصر ضمن المرحلة الأولى التى حددها الفاتيكان. 
وبحسب لجنة إحياء مسار العائلة المقدسة، سيكون الحج المسيحى لمزارات ومحطات رحلة العائلة المقدسة فى مصر، خلال شهر يونيو من كل عام، حيث يوافق 1 يونيو من كل عام الاحتفال بـ«عيد سيدي» لدخول العائلة المقدسة لمصر، وعليه سيتطلب الأمر تحديد طقوس معينة وبرنامج لهذا الإجراء، وهو مسئولية لجنة إحياء مسار العائلة المقدسة، وهو ما سيبدأ بحثه بعد الانتهاء من كل مراحل مسار الرحلة.
قرية دير درنكة 
أما عن «دير درنكة»، فهى عبارة عن قرية صغيرة، تقع تحت سفح الجبل الغربى جنوب مدينة أسيوط وتبعد عنها نحو ثمانية كيلومترات، ولكنها محط أنظار آلاف من المؤمنين الذين يتوافدون من كل مكان طوال العام لإكرام العذراء مريم، وخاصة فى (7-22) أغسطس المكرس لها والاحتفال بعيد انتقالها إلى السماء، وهى من القرى القديمة التى ذكرها أميلينو فى جغرافيته. اسمها القبطى «ابسيديا» وبها مغارة أثرية كبيرة، وحسب المعتقد السائد هو أن العائلة المقدسة جاءت إلى هذا المكان ومكثت بعض الوقت أثناء هروبها من وجه هيرودس الملك إلى أرضنا الحبيبة مصر، ويبلغ عدد سكان القرية نحو خمسة آلاف من المسيحيين، هذا بالإضافة إلى الآلاف من الزوار الذين يأتون سنويًا لأخذ البركة من سيدتنا العذراء مريم.

الرهبان الفرنسيسكان وخدمة المجتمع
بينما بدأ الرهبان الفرنسيسكان رسالتهم فى القرية، أواخر القرن التاسع عشر قادمين من أسيوط، وفى عام 1902م افتتحوا أول دير لهم، وكان منزلًا بالإيجار واستخدم للصلاة وكان بمثابة نواة للكنيسة الكاثوليكية بالقرية، ثم جاء الأب زكريا برتى الذى خدم فيها بكل غيرة رسولية واستطاع بمساعدة الجمعية الخيرية الإيطالية، أن يبنى كنيسة صغيرة وتم تكريسها فى 7 مارس 1907م، وفتح مدرسة ابتدائية صغيرة وذلك فى نفس السنة، وفى عام 1974م عين الأب جرجس غطاس راعيًا للكنيسة، فقام بإنشاء مطحن للغلال فى عام 1975م، ومخبز لتوفير الخبز لأهل القرية فى عام 1984م، ثم أسس ورشة للنجارة عام 1986م باشتراك مطرانية الأقباط الكاثوليك وبعض الأهالى عن طريق الأسهم، وذلك لرفع مستوى القرية الاقتصادي. ومازالت هذه الأنشطة تعمل بنجاح فى القرية حتى الآن. ولا تكتمل الرسالة فى القرية الإ بوجود الراهبات. حيث تم استدعاء الراهبات الفرنسيسكانيات لقلب مريم الطاهر فى 9 أكتوبر 1927، كما قامت الراهبات بافتتاح مستوصفٍ لعلاج المرضى من أهل القرية عام1937م، ومازال الراهبات يعملن بكل حب وتفان لخدمة القرية والقرى المجاورة.

«درنكة» تستعد لتفعيل مسار العائلة المقدسة
أما كنيسة المغارة، فهى مبنية على الطراز الريفى الأوروبى من بداية القرن العشرين، على أطلال كنيسة قديمة، والكنيسة نفسها عبارة عن مغارة أسفل الكنيسة الكبرى بالدير، وتتكون من عدة غرف والتى من المحتمل إن العائلة المقدسة قد قضت بها بعض الساعات أو الأيام فى أثناء عودتها إلى فلسطين. وتعتبر منطقة درنكة هى نقطة البداية لعودة العائلة المقدسة إلى فلسطين.
وتحتوى المغارة على جزء من حجر بيت السيدة العذراء مريم بالناصرة، كما تحتوى على حجر من مدينة أورشليم القديمة، وأيضًا صورة من مخطوط قديم يروى تفاصيل الرحلة.
كما يوجد أيضًا جزء حجرى غالبًا بقايا مرسى المراكب الذى كان يستخدم فى وقت الفيضانات، وهو المكان الذى من المحتمل أن تكون العائلة المقدسة قد استخدمته فى طريق عودتها إلى فلسطين عن طريق أحد المراكب المستخدمة فى هذه المنطقة.
كما تحتوى الكنيسة أيضًا على طريق الآلام، وهو عبارة عن 14 مرحلة من درب الصليب، والتى تحتل جزءا هاما من مراحل التقديس التى يقوم بها أى مسيحى خلال زيارته للأراضى المقدسة فى فلسطين.

بانوراما وتطبيق على الموبايل لمحطات العائلة المقدسة
هى أول بانوراما كاملة عن أماكن زيارة العائلة المقدسة بمصر، وتصور 22 مكانا زارتها العائلة المقدسة أثناء رحلتها فى مصر، ويستطيع الزائر أن يرى كل هذه الأماكن خلال نصف ساعة، وجار عمل تطبيق على الموبايل يسمح للزائر بسماع شرح مفصل لكل محطة. 
ويقدم الرهبان الفرنسيسكان عددا من الخدمات الروحية للزوار الأجانب والمصريين؛ حيث الصلاة بالطقس القبطي، بالإضافة إلى الصلاة بالطقس الغربى الأوروبى بكل اللغات، بالإضافة لوجود أماكن استضافة للأفراد والمجموعات لعمل الرياضات الروحية.
كما يقدم المزار خدمات لجميع طوائف الشعب، ويستقبل الزوار فى موسم صوم السيدة العذراء من يوم 7-22 أغسطس من كل عام. 
ويقام القداس والتطواف بأيقونة مريم العذراء فى شوارع القرية بالترانيم والألحان وصلاة المسبحة يوميًا، كما تذاع الترانيم والابتهالات طوال اليوم لكى ينتعش المؤمنون روحيًا. 

خط سير العائلة المقدسة 
رحلة العائلة المقدسة «يوسف النجار، السيدة العذراء مريم، الطفل يسوع»، من فلسطين إلى مصر عبر طريق العريش- شمال سيناء- ووصلوا إلى منطقة بابليون فى مصر القديمة- جنوب القاهرة- ثم تحركوا نحو صعيد مصر واختبأوا هناك فترة، ثم عادوا للشمال واجتازوا الدلتا مرورًا بـ«سخا»، ثم واصلوا طريق العودة عبر سيناء إلى فلسطين، من حيث أتوا.
ومرت الرحلة بخمس مراحل تخللتها ٢٩ محطة، واعتمد الفاتيكان فى أكتوبر من العام الماضي، المرحلة الأولى من رحلة العائلة المقدسة والتى ضمت 8 مواقع شملت «كنيسة أبو سرجة- الكنيسة المعلقة بمنطقة مصر القديمة وأبو سرجة - كنيسة العذراء بالمعادى- المطرية- أديرة وادى النطرون الثلاثة: الأنبا بيشوى، السريان، الباراموس- دير المحرق بجبل قسقام أسيوط- دير العذراء بجبل درنكة) ويتضمن دير المحرق المغارة التى لبثت بها العائلة المقدسة وكنيسة العذراء مريم، وهى أقدم الكنائس فى العالم المسيحي، وتم بناؤها عام ٣٨ ميلاديا. 

درنكة المحطة الأخيرة فى مصر والعودة لفلسطين
انتهت رحلة العائلة المقدسة فى جبل درنكة، قبل عودتها إلى فلسطين، والدير به مغارة منحوتة فى الجبل، وهى آخر المحطات للعائلة المقدسة، وكان مجيء العائلة المقدسة إلى جبل أسيوط فى شهر أغسطس، وهو الذى يحل فيه صوم العذراء، ولهذا يقيم الدير احتفالاته الدينية سنويا ابتداء من يوم ٧ حتى ٢١ من أغسطس كل عام. 
ويضم الدير مجموعة من الكنائس أقدمها كنيسة المغارة، طول واجهتها ١٦٠ مترا وعمقها ٦٠ مترا وهى منذ نهاية القرن الأول لميلاد المسيح، يذكر أن مغارة الدير ترجع إلى نحو ٢٥٠٠ قيل الميلاد، وبالدير الكثير من الأبنية يصل بعضها إلى خمسة أدوار، وبها قاعات كبيرة للخدمات الدينية والاجتماعية والأنشطة الفنية، وحجرات للضيافة والإقامة، شيدت كنيسة بدرنكة سنة ١٩٥٥، وتقع شرق المغارة التى استراحت العائلة المقدسة بها، وتوجد مجموعة من الكنائس منها كنيسة طرازها يماثل طراز الكنائس فى إيطاليا، وكذلك بنى العديد من الاستراحات وحجرات للضيافة تستوعب الآلاف من الزوار فى أعياد ومناسبات الدير، ومؤخرا استقبل دير السيدة العذراء بجبل درنكة جثمان الأنبا ميخائيل مطران أسيوط للأقباط الأرثوذكس وشيخ المطارنة حيث دفن بكنيسة رئيس الملائكة المقامة بالدير.

أول وفد من الحجاج المسيحيين لمصر
وكان البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك فى مصر، استقبل قبل أيام وفدا إيطاليا لزيارة مسار العائلة المقدسة. وجاء ذلك بعد التنسيق لزيارة الوفد بين وزارة السياحة المصرية وهيئة الليونيتالسى الإيطالية التابعة للكنيسة الكاثوليكية، وتضمن برنامج زيارة الوفد لبعض أماكن العائلة المقدسة فى القاهرة وبعض الأديرة وكلية العلوم الإنسانية واللاهوتية بالمعادي، التابعة للكنيسة الكاثوليكية، وعددا من الشخصيات العامة والكنسية.

الحُجاج يختارون أماكن الزيارة 
ضم الوفد شخصيات قيادات كنيسة وحُجاجا، وبعض الصحفيين ومقدمى البرامج الإيطالية. وقد نال الحدث أهمية باعتباره الأول فى مجال السياحة الدينية المسيحية، عقب لقاء الوفد المصرى العام الماضى بالبابا فرنسيس، والذى بارك أيقونة العائلة المقدسة.
من جانبه أكد الأب هانى باخوم المتحدث الرسمى للكنيسة الكاثوليكية بمصر، إن أقباط كاثوليك المهجر بالمجر قاموا بافتتاح موقع إلكترونى لتشجيع زيارة مسار العائلة المقدسة والسياحة الدينية والحج بمصر، وسيقوم وفد مجرى بأول رحلة إلى مصر خلال الأيام المقبلة بالتعاون مع الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية فى مصر.
وكشف باخوم أن الوفد الإيطالى هو الأول من نوعه الذى قام بالزيارة لأماكن زارتها العائلة المقدسة فى منطقتى المعادى ومصر القديمة. مشيرًا إلى أن الزوار هم من يُحددون الأماكن التى يودون زيارتها، وتقوم الجهات الأمنية بعد التنسيق بين الكنيسة، بتأمين خط سيرهم من وإلى أماكن الزيارات.

وفد مجرى يلتقى البابا تواضروس 
وكان وفد مجرى قد وصل للقاهرة الأسبوع الجارى وقام بزيارة أديرة وادى النطرون وأديرة البحر الأحمر، حيث التقى الوفد البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس مساء أمس الأول الثلاثاء. وبدأ الوفد المجرى يوم الأربعاء بالزيارات الخاصة بنقاط تابعة لمسار العائلة المقدسة بالقاهرة. وقد صرح المسئول عن الوفد عن مدى سعادته بهذه الزيارة التاريخية. ويعد الوفد الأول من دولة المجر فى مجال السياحة الدينية، وسبقه وفد دولة إيطاليا قبل أيام.
يترأس الوفد المكون من 12 شخصا، الأب سابولش رئيس دير الآباء البولنديين بالعاصمة المجرية بودابست، ولفيف من الإعلاميين وأساتذة الجامعة، حيث قام بتنظيم هذا الحج الأستاذ الجامعى مايكل عادل أمين.
وكان البابا البابا تواضروس، قد استقبل قبل أيام الفوج السياحى الإيطالي، الأول من نوعه والذى زار مسار العائلة المقدسة بمصر. وقد أعرب قداسة البابا تواضروس فى كلمته على ترحيب الدولة والكنيسة بالفوج السياحى الإيطالي، موكدًا على روح المحبة والأخوة مع قداسة البابا فرنسيس، وفى ختام اللقاء أهدى البابا لأعضاء الوفد؛ كتاب اليوبيل الذهبى لتجلى السيدة العذراء بالزيتون والميدالية الرسمية لزيارة العائلة المقدسة لمصر، وقال البابا مرحبًا بالوفد؛ «أنتم تزورون الأراضى التى عاش عليها السيد المسيح مدة ثلاث سنوات ونصف، ولذلك صارت مصر أراضى مقدسة تمامًا مثل فلسطين، وعندما تتصفحون فى الكتاب المقدس ستجدون أكثر اسم ذكر فى الكتاب هو (مصر). ورحلة العائلة المقدسة كانت بمثابة ملجأ أمان لها.. ومصر لها طبيعة خاصة فى التاريخ الإنساني، فهى صاحبة أقدم حضارة وصاحبة التاريخ الغني. ولدينا مجموعة من أديرة الراهبات، وزيارة الأديرة دائمًا مفتوحة للبركة، ومن الأشياء الجميلة أن المسلمين والمسيحين يزورون الأديرة دائمًا لنوال البركة فى عطلاتهم الأسبوعية.. ولأن الأديرة أغلبها فى الصحراء وعملها أساسًا يقوم على الصلاة، فالصلاة المرفوعة فى هذه الأديرة هى بمثابة حماية لأرض مصر».