خصص الدكتور خالد مصطفى أستاذ الاقتصاد، وحفيد الأمير سليمان أغا السلحدار، مسئول السلاح في عهد محمد علي باشا، مبلغ مالي كدعم للصيانة اللازمة والنظافة المستمرة لمسجد وسبيل وكتاب جده الأكبر سليمان أغا السلحدار؛ ودعوته لمواطني الولايات المتحدة، التي يُقيم فيها حاليًا لزيارة الآثار الإسلامية في القاهرة القديمة، في محاولة منه لتسليط الضوء على هذه الآثار، والتي تقع على رأسها قلعة صلاح الدين الأيوبي، أو "قلعة الجبل"؛ والتي تضم بين جدرانها مسجد محمد علي باشا.
المسجد نُشا بقبابهُ ومآذنهُ في سنة1246 هجرية 1830 ميلادية على طلال ابنية قديمة من مباني المماليك وانتهى إنشائه في سنة 1265 هجرية 1848 ميلادية، تمت نقوشه وزخارفه في عصر عباس باشا الأول، وبني المسجد على التراث العُثماني المشيدة في أسطنبول،وصمم على شكل مُربع طول ضلعه 41 مترًا، تغطيه في الوسط قُبة كبيرة قطرها 21 مترًا وارتفاعها 52 مترًا فوق أربعة عقود كبيرة مرتكزة على أربعة اكتاف ضخمة وحول هذه القبة أربعة أنصاف قباب، في كُل اتجاه نصف قبة، ويوجد أيضًا أربعة قباب صغيرة، عدا قبة أخرى تغطي بروز القبلة من الجنب الشرقي للمسجد، وجدرانه من الداخل والخارج يكسوها المرمر بارتفاع 11.30 متر تعلوها نقوش ملونة، وتحلى القباب بزخارف منقوشة ومذهبة،ويوجد في الجهة الغربية من المسجد دكة من المبلغ وهي محمولة على أعمدة وعقود من المرمر، وممرات القباب من البرنز المشغول وفي الغربي القبلي من المسجد يقع قبر محمد علي الكبير أعلاه تركيبة رخامية مدقوق بها زخارف وكتابات رائعة مميزة، ويحاط له مقصورة من البرونز المشغول بشكل مبهر، كان أمر بعملها عباس الأول.
تم إتمام أعمال النقش بالبوابات وأعمال الرخام في عهد الخديو عباس باشا الأول، وأمر أيضًا بتعيين القراء ورصد الخيرات على الجامع.
ودون في المراجع والمصادر المختلفة أنه عندما تم الانتهاء من إصلاح قلعة صلاح الدين الأيوبي وإنشاء المدارس أمر محمد علي باشا أن يبنى جامعًا تقام فيه الصلوات ويكون به مدفن يدفن به، وبالفعل رحل محمد علي في ليلة الإسراء والمعراج ليدفن في المسجد الذي بناه.
