الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

المتحدث الرسمي السابق للكنيسة الكاثوليكية الأب رفيق جريش لـ"البوابة نيوز": توجد أسرار بخطاب بابا الفاتيكان لشيخ الأزهر في عهد الإخوان.. و"الجزيرة" أشعلت النار ضد البابا بندكت

الاب رفيق جريش
الاب رفيق جريش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكن يعتبر مهمة "المتحدث الرسمي للكنيسة الكاثوليكية بمصر " مهنة أو وظيفة لشخص يلقي بالبيانات أو ينقل الأخبار وينتهي دوره، بل أضاف الأب "رفيق جريش" الكثير لهذا الدور من خلال ثقافته الخاصة وعلاقته الممتدة برجال السياسة والفكر والثقافة، لذلك تعجب الكثيرون عندما ترك هذا الدور مؤخرا، وكان من الضروري أن نذهب إليه ونطرق بابه لنتعرف على كواليس هذا القرار ونتطرق إلى بعض الأسرار، وإلى نص الحوار...
في البداية كيف تأسس المكتب الصحفي للكنيسة الكاثوليكية بمصر؟
- بدأ المكتب الصحفي على يد الراحل الأنبا اسطفانوس الثاني بطريرك الأقباط الكاثوليك بمناسبة زيارة البابا يوحنا بولس إلى مصر عام 2000، وبما أني المسئول عن جريدة حامل الرسالة الكاثوليكية كان من الطبيعي أن أكون المتحدث الرسمي، حيث كان يرأس لجنة الإعلام نيافة المطران الأنبا يوحنا قلتة.
ماذا حدث أثناء الزيارة؟
- نجح دور المكتب في تغطية زيارة البابا لمصر الأمر الذى دعا البطريرك اسطفانوس الثاني ومجلس البطاركة الكاثوليك أن يطلبوا استمراره وتنميته.
هل كان هناك اعتراض لكونك تنتمي لطائفة الروم الكاثوليك وليس للأغلبية وهي طائفة الأقباط؟
- الحقيقة البطريرك اسطفانوس الثاني كان راهبا لعازوري وعمل عدة سنوات في لبنان ورغم أنه كان صعيديا إلا أنه كان منفتحا ولا يفرق بين الطوائف وبعضها، وأذكر أنه كان يعاملنى كابنه، فكان يتحدث بالهاتف ويقول "أنا البطرك تعال اريدك في أمرٍ ما"، كما ترأس الصلاة في كنيسة القديس كيرلس للروم الكاثوليك بالكوربة أكثر من مرة، وخدمت مع قداسته في مؤتمر الأسرة.
ماذا أضفت لدور المتحدث الرسمي للكنيسة؟
- من خلال كوني كنت معروفا بين الأوساط الثقافية والفكرية والسياسية في مصر ساعد ذلك المكتب الصحفي للكنيسة الكاثوليكية أن يضطلع بعدة أدوار فعالة وظهر ذلك بوضوح في المواقف الحاسمة بعد ثورة 25 يناير وأثناء حكم الإخوان وبعد ذلك.
لكن قبل ذلك كان لك دور فعال أثناء أزمة البابا بندكت؟
- نعم هذا حقيقي.. كان هناك موقفان محرجان للبابا بندكت أولهما وهي محاضرة راتينزبنيج بألمانيا حيث أشار إلى حوار من العصور الوسطى وتم اعتباره إساءة للإسلام، وتكالبت عليه وسائل الإعلام المرئية والمقروءة، وشعرت أن هناك تربصا شخصيا بي، وبتوفيق الرب استطعت امتصاص حالة الغضب الكبيرة بعد أن شرحت مقاصد البابا وقلت إن البابا بندكت "خانه الصواب"، وتفهم الأزهر ذلك، وفي اليوم التالي ذهبنا للأزهر مع نيافة المطران يوحنا قلتة والتقينا فضيلة الإمام محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر وقتئذ، وكان في حالة غضب شديد واستطعنا أن نمتص غضبه إلى أن هدأت الأمور والتقى البابا بندكت مع السفراء العرب لدى الفاتيكان وشرح موقفه وقدم شبه اعتذار وهدأت الأمور.
أما الموقف الثاني فوقع بعد تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية في 31 ديسمبر عام 2010 فبعدها بأيام اجتمع البابا بندكت مع السفراء العرب وطالب مصر بحماية المسيحيين ومواطنيها من الاعتداءات الإرهابية، وهنا ضخمت قناة الجزيرة التعبير ووضعته كخبر ثابت على شريط الأخبار لمدة يومين وقالت: "البابا يطلب حماية المسيحيين في مصر"، وكانت القناة الوحيدة التى صاغت الخبر بهذا الشكل وأخذت تلح على وجوده، وبسبب هذا الموقف قرر الإمام أحمد الطيب تجميد الحوار مع الفاتيكان وظل الحوار مقطوعا مع الفاتيكان وليس مع الكنيسة الكاثوليكية المصرية وكان لها اسهاماتها وتم تمثيلها في بيت العائلة بتمثيل الأنبا يوحنا قلتة في مجلس الأمناء، وأنا رئيس لجنة الإعلام، وظل الحوار مقطوعا رغم المحاولات العديدة التى قامت بها الكنيسة الكاثوليكية المحلية وسفير الفاتيكان في ذلك الوقت وهو المطران مايكل فيتزجيرالد، وكان متخصصا في الإسلاميات، ولم تتغير الأمور إلا باختيار بابا جديد للفاتيكان هو البابا فرنسيس خلفا للبابا بندكت، وإرسال الإمام الأكبر تهنئة للبابا وردَّ البابا عليه بخطاب خاص، وكان ذلك فى عهد الإخوان وقمت بتقديم الخطاب يوم 29 يونيو 2012 في مكان خارج المشيخة – لن أذكر اسمه الآن – حتى يكون تقديمه لممثل الإمام الأكبر بعيدا عن أعين المتربصين من الإخوان.
هل كنت تعلم بمحتوى الخطاب ولماذا هذه السرية حوله؟
- كل ما أستطيع أن أقوله إنه خطاب خاص.
هل كنت تتقاضى أجرا عن مهمة المتحدث الرسمي؟
- لا.. اطلاقا، فأنا تحملت شخصيا نفقات المكتب طيلة 18 عامًا من خلال الإنفاق على المكتب والموظفين مع حامل الرسالة والأجهزة والمتابعة.
 ماذا حدث إذن لتترك هذه المهمة؟
بعد 18 عاما طلبت إعفائي وكنت أفكر في ذلك منذ عدة سنوات لتجديد الدماء وتقدمت برؤية عما يجب أن يكون عليه المكتب الصحفي بالداخل والخارج ومن المنتظر أن تنفذ.
هل بتركك المكتب الصحفي للكنيسة سوف تبتعد عن الإعلام؟
- مازالت مسئولا عن صحيفة حامل الرسالة وهي من أقدم الصحف بمصر حيث يعود امتيازها إلى عام 1958 وتصدر باللغتين العربية والفرنسية، وهذا عمل صحفي، كما أن نشاطي الصحفي متمثل في كتابة 5 مقالات صحفية بصحف ومواقع الكترونية أسبوعيا، وتركي مهمة المتحدث سوف يجعلنى أركز في النواحي العلمية والثقافية والفكرية أكثر، فاهتماماتي متعددة وأذكر أنه كان لي السبق في ترجمة بعض فصول مذكرات هيلاري كلينتون الأمر الذى دعا الصحف إلى البحث عنها والاهتمام بها، كذلك أنا عضو في لجنة المواطنة بالمجلس الأعلى للثقافة، وأشارك بعدة مؤتمرات في الداخل والخارج بأوراق بحثية كان آخرها مؤتمر في لبنان تحت عنوان "المواطنة والتربية والتعليم".
ماذا تتمنى للمكتب الصحفي الجديد؟
- أتمنى للكنيسة الكاثوليكية أن تكون كاثوليكية بحق وكلمة كاثوليك تعني (الجامعة) فيتم تمثيل السبعة طوائف المندرجة تحت اسم كاثوليكية بحيث لا تستثر طائفة بعينها أي الأقباط الكاثوليك وهم العدد الأكبر بل يتم استعاب الجميع.
 ما هي هذه الطوائف؟
- 7 طوائف هم "الأقباط الكاثوليك" الأكثر عددا ثم "الروم الكاثوليك" الذين أنتمي لهم، و"الموارنة" و"السريان"، و"الكلدان" و"الأرمن" و"اللاتين الشرقيين".
لاحظ البعض إغفال المكتب الجديد لأخبار الطوائف الأخرى؟
- ربما بسبب قلة الخبرة أو لأن المكتب جديد.
 كيف ترى وصول أول وفد للحج الديني في مسار العائلة المقدسة؟
"العائلة المقدسة" مصطلح ديني تاريخي، فالعائلة مكونة من المسيح وهو طفل، وأمه السيدة مريم العذراء ويوسف النجار خطيب مريم، وصاحب يوسف النجار المسيح وأمه في رحلة الهرب من هيرودس فحاولوا قتل المسيح الطفل فهربت به مريم ويوسف النجار إلى مصر.
تباركت مصر بزيارة السيد المسيح والعذراء مريم والبار يوسف النجار، وتنقـلوا خلال هذه الرحلة فى أرض مصر، شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا، وفوق وديان أرض مصر الطيبة، وعلى ضفاف نيلها العـظيم، وجدت العائلة المقدسة الأمان والحماية، ومنحت العائلة المقدسة البركة لأرض مصر وشعبها «مُبَارَكٌ شَعْبِى مِصْرُ» (إشعياء 19: 25).
ورحلة العائلة المقدسة لأرض مصر، حدث انفردت به مصر وسط بلاد العالم كله، وتحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية على حد سواء واعتبرت هذا اليوم عيدا تحتفل به يوم 24 بشنس الذي يوافق الأول من يونيو من كل عام، وبارك البابا تواضروس الثاني والبابا فرنسيس بابا روما هذا المسار.
وذكر الإنجيل بحسب القديس متى البشير أنه بعد ميلاد المسيح أراد هيرودس الملك قتله لأنه عرف من المجوس الذين جاءوا من المشرق ليسجدوا للطفل ويقدمون له هدايا بأنه ملك ووريث عرش داوود.
وتحركت العائلة المقدسة إلى مصر، ومرت بأماكن كثيرة وباركتها، ومكثت هناك حتى مات هيرودس الملك، وبذلك تمت نبوة هوشع النبى في عودة السيد المسيح إلى أرض إسرائيل:"من مصر دعوت ابنى" (هوشع 11:1 ).
ورحلة العائلة المقدسة لأرض مصر تغرس قيما روحية وإنسانية واجتماعية، وإكرام الضيف وقبول الآخر، من المتألمين واللاجئين والنازحين من مخاطر الحروب والنزاعات، الذين بلا سكن ولا مأوى، الذين ليس لهم أحد يذكرهم، وهذا المسار المبارك أطول مسار روحي في العالم يجتازه الحجاج ليساعدهم على الترفع عن حياة العالم والارتقاء بالنفس والصلاة لله والتقرب منه، ويأتى عـيد دخول السيد المسيح أرض مصر هذا العام فى وسط احتفال كبير حيث يشهد هذا المشروع مجهودات متواصلة من وزارات السياحة والآثار والتنمية المحلية وغيرها، واعتباره مشروعًا قوميًا تتضافر فيه كل جهود الوزارات والهيئات وكل أجهزة الدولة ونأمل أن تكون الحكومة المصرية مهدت الطرق ووسائل الانتقال حتى يستطيع حجاج العالم زيارة مصر والسير على خطى العائلة المقدسة.