السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

"البوابة نيوز" تحاور قاهر خط بارليف: مع الرئيس السيسي شعرت أن رأسي مرفوع وأناطح السحاب.. تجريف الساتر بالمياه لم يتوقعه العدو أبدًا.. جربنا الفكرة 300 مرة قبل الحرب

اللواء باقي زكي يوسف
اللواء باقي زكي يوسف خلال حواره لـ"البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتقل إلى رحمة الله اللواء باقي زكي يوسف صاحب الفكرة العبقرية لتدمير خط بارليف المنيع بحرب أكتوبر المجيدة.
وكانت "البوابة نيوز" أول وسيلة إعلامية تنجح فى اكتشاف نجم العبور وتسليط الضوء على بطولته من خلال حوار شيق نشر بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصار اكتوبر عام 2014.
بعد ثورتين مرتا على الشعب المصري ظهرت نجوم كثيرة لم نكن نسمع عنها من قبل أشعلت سماء العدو فى عز الضهر، نجوم أعادت لنا العزة والكرامة، ورفعت رءوس جميع المصريين إلى يوم القيامة.. مما حتم علينا ومع احتفالات ذكرى أكتوبر المجيدة أن نلتقى أحدهم ليحدثنا ويحكى لنا عن دوره فى أهم حدث فى تاريخ مصر، فى لقائنا به لمسنا حبه وإيمانه ببلده، ورأينا الدموع تترقرق فى عينيه، كما لو كان عبور القناة بالأمس، وحكى لنا كيف أتته فكرة الطلمبات التى تضخ المياه لتهدم الساتر الترابى وعن إحساسه وهو يرى نتيجه فكرته تتحقق أمام عينيه، الأمر الذى طالما شكر ربه عليه، واعتبره أكبر مكافأه ينالها مقاتل، إنه المقاتل المصرى لواء مهندس باقى زكى يوسف.

**فى البداية حدّثنا عن أحوال الجيش المصرى فى الفترة قبل 6 أكتوبر 1973؟
_بعد حرب 1967 أخذنا درسا قاسيا جدا لم يكن أمامنا إلا إعادة بناء القوات المسلحة، فكانت حياتنا بالجيش كلها تدريب فى تدريب على ضوء المهمة التى سنكلف بها فيما بعد وهى تحرير سيناء.
**كيف أتتك فكرة هدم الساتر الترابى رغم كل ما قيل عنه كونه لا يقهر، ومجرد التفكير فى عبوره شيء من الجنون؟
_ فى أبريل سنة 1964 كان مشروع السد العالى بحاجة لمهندسين من الجيش ليعملوا مع المهندسين المدنيين وخبراء الرى والخبراء الروس، وأنا كنت واحد من هؤلاء العسكريين الذين انتدبوا للعمل هناك، وكنت ضابط مهندس مركبات برتبة رائد، وتمت ترقيتى بعد ذلك، وأثناء مشروع السد إلى مقدم ، إلى أن حدثت نكسة 1967 صدرت الأوامر برجوع كل الضباط المنتدبين فى مهمات مدنية إلى مواقعهم، كان اليهود يقومون بأعمال تطوير وتحصين للساتر، وعند عودتى كانت المشيئة الإلهية أن أعود قائدا لفرقة مركبات موقعها الدفاعى غرب القنال فى نطاق الجيش الثانى، وكنت طوال تلك المدة أرى الساتر الترابى وأتأمل أعمال التطوير وأقول فى نفسى: (لو كان هذا الساتر فى أسوان لكنا دمرناه) ولم تكن هناك فكرة جاهزة بل مجرد خواطر فى عقلى.
**ما هو الساتر الترابى ومما يتكون؟
الساتر الترابى ما هو إلا كثبان رملية طبيعية وبواقى حفر القنال التى أخرجها ديليسبس وألقاها فى الصحراء شرق القنال بالإضافه إلى ما تخلف ونتج عن عمليات توسيع وتطهير القناة كان يلقى شرق القناة، واستغل اليهود كل ذلك وقاموا بتوصيل كل هذا معا وتم تعليته ليصل إلى عشرين مترا، وعمقه يتراوح بين 8 إلى 12 مترا، كذلك تم تقريبه من شاطئ القنال بحيث لا يوجد شط فتحميه القناة، ويصعب تسلقه لأنه كان بزاوية ميل 80 درجة، وهو نفس ميل القناة بعدما حفرها ديليسبس، وتم تحصينه بكافة التجهيزات من حقول ألغام وكهرباء، بالإضافة إلى وجود نقاط قوية مهمتها القيام بالهجمة المضادة بالمدفعية والطيران فى حالة عبور أي دبابة، وبالتالى ونظريا أصبح من الصعب التفكير فى عبوره بسهولة.
** أين كانت الحكومة طوال مدة بناء وتجهيز خط بارليف ليصبح بهذه القوة والمتانة؟
لا تنسوا أن الأوضاع بعد حرب 1967 كانت سيئة فى الجيش وعوده قواتنا من اليمن بخسائر كبيرة كل ذلك كان له أثر سلبى وكان كل هم الحكومة إعادة روح الثقة فى القوات المسلحة ثم تم بناء حائط الصواريخ والاستعداد للمعركة الفاصلة فى تاريخ مصر، بالإضافة إلى أن فترة السنوات الست تعتبر أقل فترة عرفها التاريخ لإعادة بناء قوات مسلحة من الصفر.


** متى أتتك فكرة اختراق الساتر وكيف تبلورت فى مخيلتك؟
_ كنت فى تلك الفترة فى موقعى غرب القنال أشاهد الساتر الترابى وأحدث نفسى بأنه لو كان فى أسوان لكنا دمرناه بسهولة؛ لأننا استطعنا إزالة ربع السد العالى بنظرية التجريف بمضخات المياه، إلى أن صدرت الأوامر فى مايو 1969 بالاستعداد للحرب، وأن يتم كل قائد استعداده فى أكتوبر من نفس العام وكان كل قائد يضع أمامه كل المشاكل المتوقع أن يقابلها أثناء العبور، وكانت أهم مشكلة هى التغلب على الساتر الترابى وفتح الثغرات فيه.
**لماذا كانت الصعوبة فقط فى عبور الساتر الترابى وخط بارليف؟
_لأن فى المدارس العسكرية كلها عندما يجتمع مانع مائى وخلفه ساتر ترابى يكون التعامل التقليدى معه بالمتفجرات أو المدفعية أو الطوربيد البنجلوط وما شاكل ذلك من طرق متعارف عليها فى الحروب، وبتجربة كل هذه الوسائل فى فترة الاستعداد وجدنا أن أقل وقت نستطيع فيه العبور هو من 12 إلى 15 ساعة، الأمر الذى يشكل صعوبة على عسكرى المشاة فى عبوره كونه يحمل معه معدات ثقيلة ومدفعيه كما أننا وجدنا أن الخسائر فى الأرواح قد تقترب من الـ 20000 شهيد. 
**كيف عرضت فكرتك فى هدم الساتر باستخدام مضخات المياه على قادتك وكيف قابلوها؟
_فى أكتوبر 1969 كان اجتماعنا مع القادة ليعرض كل قائد فرقه خطته فى العبور بأقل خسائر وكان دورى فى العبور بصفتى قائد مركبات هو أن أنقل المركبات والمعدات بعد فتح الثغرات فى الساتر اى فى اخر المهام ولا تتعلق بعمليه اختراقه وكنت جالسا استمع الى اقتراحات باقى زملائى الى ان يحين دورى فى شرح مخططى ،الى ان قام قائد فرقه العبور بشرح خطته وشرح الساتر الترابى وفوجئت بطبيعته الرمليه البسيطه التى تتشابه مع السد العالى، والتجهيزات العسكريه والقتاليه التى وضعها اليهود فيه بما شكل حائط من التحصينات يصعب اختراقه الى ان هالنى حجم الخسائر التى سنخسرها والزمن الذى ستستغرقه المهمه ،كل ذلك تجمع فى مخيلتى بالاضافه الى المكونات الاساسيه للساتر البسيطه فرفعت يدى طالبا التحدث فرد على قائد الفرقه اللواء سعد زغلول عبدالكريم متعجبا(إيه يا باقى انت دورك فى الآخر لان انت اللى هتشيل كل ده) فكان ردى ( انا عاوز اتكلم فى الساتر الترابى ده) وقلت له ان الساتر ده اساسه كله رمال ومبنى عليه كل التجهيزات وربنا جعل المشكله وجعل حلها تحتها، الحل فى طلمبات مياه ماصه كابسه تحملها الزوارق الخفيفه تمتص الماء من القنال وتكبسها وتضغطها بعزم كبير وتصوب على الساتر فى نقاط معينه تسمى عسكريا (بالسواده) وميل الساتر سيسمح بانهمار الرمال فى قاع القنال ومع استمرار تدفق المياه ستفتح ثغرات فى الساتر بعمقه وبالعرض الذى نريده.
**كيف كان رد فعل الحضور على اقتراحك البسيط بعد ما كانت المقترحات كلها متفجرات وإلغام وطوربيدات؟
_فى البداية ساد الصمت القاعة لدرجة أنى اعتقدت أن اقتراحى تافه، وأننى أخطأت بطلب الكلمه فقطعت الصمت قائلا: إننا فعلنا ذلك من قبل فى السد العالى حيث كان 50 مليون متر مكعب وازحنا ربعه بمعدل 10 مليون متر مكعب بمضخات المياه تلك وان هذه الفكره تتفق مع كل نظريات الهندسه لان هناك نظريه اسمها نظريه المقذوف وقانون نيوتن الثانى الذى يقول ان القوه = وزن المياه ×(سرعه المياه عند خروجها من المضخه _سرعه المياه عند الساتر الترابى )وبايجاد القوه سنوجد معامل الانهيار من معادله معامل الانهيار = القوه ÷ المنطقه التى سترتطم بها المياه من الساتر
وبالتالى سينهار لا محالة وبثقل الرمال ستهبط الى قاع القناه نفس الفكره التى كنا ننفذها فى السد العالى مع اختلافات بسيطه
حينها بدأ الحضور يستوعبون الفكره وسأل قائد الفرقه المتخصصين وفتح باب المناقشه حولها ولم تقابل بأى اعتراض مع وجود تخوف واحد من تربه الثغره بعد الفتح وهل ستسمح بالعبور فرد قائد الفرقه اننا فى هذه المرحله الاولى لسنا بحاجه الا الى المجنزرات والدبابات لتلحق بالمشاة وأثناء عبور هذه المجنزرات التى لا تؤثر فيها التربه سيتم تمهيد الطريق إلى أن يحين دخول باقى المركبات.

**ماذا عن الطلمبات التى تسخدم فى عملية هدم الساتر هل هى ذاتها المستخدمة فى السد العالى؟
سُئلت هذا السؤال فى الاجتماع وكانت إجابتى فى السد العالى كانت أعمال التجريف مختلفة معقدة أكثر ونحن هنا لسنا بجاحة لها كل ما نحتاجه طلمبات ماصة كابسه تمتص المياه وتضخها تجاه الساتر باستخدام خراطيم تسمى بالبشبورى مع مراعاه ان تكون هذه الطلمبات صغيره الحجم لنتمكن من المناورة بها مع الاخذ فى الاعتبار أننا سنحدث فجوات على طول الساتر الترابى من السويس إلى بورسعيد.
**كيف تم تصعيد عرض الفكرة على القادة تباعا إلى أن نالت موافقه الرئاسة حينها؟
بمقارنة فكرتى بالأفكار السابقه وما لها من تكاليف وحجم خسائر مهول شعر قائد الفرقه: إنها يجب أن تدرس وتوضع فى الحسبان فاتصل بقائد الجيش الثانى الميدانى اللواء طلعت حسنين على، وأخبره أن هناك فكرة جديرة بالدراسة، وعلى إثر ذلك طلب منى التوجه إلى القيادة صباح اليوم التالى، وهناك عرضت فكرتى فى وجود رئيس الفرع الهندسى، وتم عرض الأمر على رئيس هيئه العمليات ورد علينا نائبه اللواء ممدوح جاد تهامى وكنت قد خدمت تحت قيادته ويعرفنى جيدا قطلب التوجه اليه سريعا، ذهبت اليه وعرضت عليه الفكره فما كان منه الا ان طرق الطاوله امامه بقيضته بشده لدرجه ظننتها انكسرت وقال لى (مالهاش الا كدا......هى متجيش الا كدا) وصعد الأمر لرئيس الهيئه الذى أمر بأرسالى لمدير المهندسين لاعرض عليه الامر ورجعت للواء ممدوح تهامى اخبرته بما حدث وانصرفت من عنده وتوجهت الى وزاره السد العالى لاطلع على الخرائط والنشرات التى كانت تستخدم فى تجريف السد وتوجهت الى قياده الفرقه وقصصت عليه الامر كله باستخدام الخرائط والمنشورات وطلب منى كتابه تقرير عن الفكره بشكل ملخص بشكل هندسى وعرضته عليه فى اليوم التالى ليفاجئنى ان الرئيس جمال عبدالناصر بعرض الفكره عليه بشكل مبدئى قرر عقد اجتماع طارئ لمناقشه الفكره بشكل اوضح وطلب منى تقرير نهائى ومبسط للفكرة.
**ماذا حدث بعد ذلك وماذا كان رأى عبد الناصر فى الفكرة؟
_بعد حوالى 5 أيام دعانى القائد الى مكتبه وطلب منى مسوده التقرير واحرقها فى حضورى وقال لى انه بعرض الامر على الرئيس عبدالناصر ومناقشته له بشكل موسع صدرت الاوامر بعدم البوح لاى شخص كان بالفكره لانها اصبحت اسرار عليا كما صدرت الاوامر بدراسه الفكره بشكل فعلى تقوم به اداره المهندسين وقامت الاداره بعمل 300 تجربه اولها كانت فى سبتمبر 1969فى حلوان واستغرقت 4 ساعات باستخدام طلمبات السد العالى الكبيره الحجم بعد ذلك وفى تجارب تاليه استخدمت طلمبات تربينيه اصغر حجما وقوتها اكبر فتحت السد فى ساعتين ونصف الى ان اصبحنا فى يناير 1972 فى جزيره البلاح داخل القنال فى الإسماعيلية وهى الأقرب بشكل كبير للساتر الترابى الحقيقى واستغرقت 3 ساعات حينها صدرت الاوامر بوقف التجارب والاستقرار على الشكل النهائى للعمليه واستخدام اسلوب التجريف فى فتح الثغرات فى الساتر، وبعد ذلك تم العمل على تجهيز المعدات التى ستستخدم من طلمبات وجلبها من المانيا وانجلترا وتجهيز الزوارق التى ستحملها بالإضافه إلى تدريب الافراد فى استخدامها
**ماذا عن النتائج المباشرة نتيجة تطبيق العملية؟
_بدأ العبور بالضربه الجويه الاولى فى الثانيه ظهرا وفى تمام السادسه كان الدور على عبور القناه واختراق الساتر الترابى اول ثغره فتحت فى الثامنه والنصف من معبر القرش شمال الاسماعيليه عبر لواء مدرع بالكامل وفى تمام العاشره كان الساتر مثل الغربال وبه 60 ثغره على امتداد القناه وانهار منه 90الف متر مكعب رمال فى قاع القناه وهو انجاز هائل لم نتوقعه نحن قبل العدو فتسبب ذلك فى ارباك العدو هذه الفكره كانت مناسبه تماما لطموحاتنا واقل فى الخسائر وفى نفس الوقت صادمه للعدو
**حدثنا عن إحساسك وأنت ترى فكرتك سببا لنصر الأمة كلها؟
_ الحمدلله فى حرب أكتوبر كنت رئيس فرع المركبات للجيش التالت الميدانى كله بعد أن كنت رئيس الفرقة 19 فقط وهى جزء من الجيش الثالث كله، وتقلدت هذا المنصب منذ 1972 إلى 1974، وكانت مكافأة الله لى بأن أتحمل مسئولية التأمين الفنى للجيش فى الحرب بما يحتويه من المعابر والمحاور ووسائل النقل والانتقال فى الجيش التانى كله وكان من مهمتى تأمين المعابر شرق وغرب القناه وفى يوم 7 اكتوبر فى السابعه صباحا عبرت بسياره النجده من معبر الفرقه السابعه ومنحنى الله الفرصه لارى فكرتى على ارض الواقع وان اعبر من هذه الثغرات انا وكل القوات وانا اعتبر هذا تكريم من الله لى على الارض ان ارى خط بارليف ينهار امامى كما لو كانت سكين تشق قطعه من الجبن، وعندما رأيت الثغرات فى الساتر كشرايين تضخ الدم فى سيناء كان احساسى عظيم بحجم المكافأه وتكريم الله لى، ايام الحرب مكنش فى حد بيفكر فى نفسه مدنيين او عسكريين
**ما الخطه الأساسية للعبور بالترتيب؟
كانت الأوامر بالبدء أولا بالطلعة الجوية التى كان لها اثر كبير فى تشتيت انتباه العدو عما يحدث على شط القنال وبعدها كانت المدفعيه التى سهلت الامر لعبور المشاه وزوراق الطلمبات ثم الفرق الهندسيه ولا يجب الخوض فى الامور العسكريه اكثر من ذلك ولكن كل ما استطيع قوله هو ان كل الامور كانت مدروسه ومخطط لها بشكل علمى وكانت تدريباتنا شامله والخطأ غير وارد ولا مكان له فى الخطة.
**متى تلقيت الأوامر بساعة الصفر؟
_ يوم 5 أكتوبر الساعة 5 عصرا عقد قائد الجيش اللواء عبدالمنعم واصل اجتماعا فيه كل قادة الفرق ورؤساء الأفرع وكنت أنا أحدهم بصفتى رئيس هيئه فرع المركبات فى الجيش وقرأوا الفاتحة حتى إن اللواء واصل داعبنى قائلا انه لم يجد انجيلا لى لكى اقرا منه واقسمنا وتلقينا امر القتال والحلف بتمام السريه حتى مع القائد الثانى الا فى الساعه ال11 من صباح 6 اكتوبر وتوجه كل منا لوضع اللمسات النهائيه فى خطته.
**بعد الحرب كيف كرمت الحكومة المقاتلين أمثالك بعد النصر المجيد فى أكتوبر؟
_ أكبر تكريم لنا انا وزملائى هو النصر الذى اهديناه الى مصر ولكن انا عن نفسى تلقيت نوط الجمهوريه لاعمال القتال الاسثنائيه وليس فكره تدمير بارليف كما ان رؤيتى لمنظر انهيار الساتر الترابى يعتبر اعظم تكريم يراه مقاتل.
**ترددت الكثير من الأقاويل عن إهمال جسيم يتعرض له المحاربون القدامى وأن عبد العاطى صائد الدبابات مثلا توفى ولم يجد ثمن حقنه بماذا ترد على هذه الأقاويل؟
أنا أحد المحاربين القدامى وعضو فى جمعية المحاربين وأقول لك إننا نعامل أفضل معاملة، وتتم مراعاتنا الصحية وكل تقدير على أكمل وجه حتى إنهم يرسلون لى تورته عيد ميلادى كل عام، وكل ما يتردد اقاويل لا اساس لها من الصحه لان القوات المسلحه لم تضن ابدا على اي من افرادها، كما ان الجيش كمنظمه يختلف عن اى منظمه اخرى لان المقاتل يهب عمره لوطنه وبالتالى يجب الا تتاخر عنه قيادته وذلك من ابسط حقوقه التى ننالها كمقاتلين من الدوله على اكمل وجه. 
**بما أنك عايشت نصر أكتوبر، كيف نستلهم روح أكتوبر للعبور بمصر إلى بر الأمان خاصة بعد الفترات العصيبة التى شهدتها مؤخرا ؟
أنا عشت الكثير قبل اكتوبر فقد عشت فتره التعمير واعاده البناء بعد النكسه والنصر فى اكتوبر ورأيت وعرفت المصرى فى كل المواقف ثوره 30يونيو تشبه بالذبط فتره نصر اكتوبر بعد سنوات من الاحساس بالهزيمه فقد كان الجيش فى نفس عمر الثوار ،ففى 30 /6 لجأ الشباب الى الجيش ليعلن استيائه وتمت الثوره وازيح النظام الفاسد واتت مرحله البناء والتعمير من جديد والله وحده قادر على ان يتم المرحله على خير لان اى زلزال له توابع وما حدث يمثل زلزال وان شاء الله سنجد الحل ،لان السيسي هو الوجه الاخر والامتداد الطبيعي لصانعي اكتوبر الحقيقيين، ولا يستطيع احد ان يعيب على الشعب رغبته فى التغيير والديموقراطيه فالشعب المصرى معدنه اصيل وسريع الاستيعاب وتمييز ماهو فى صالحه وما قد يحمل له الضرر.
**حدثنا عن روح الوحدة الوطنية فى أكتوبر، أعتقد أننا بعد أحداث الفتنة الطائفية التى تكررت فى السنوات الأخيره بحاجة لاسترجاع روح أكتوبر لنذكر بأن الشعب المصرى نسيج واحد لا فرق بين مسلم ومسيحي؟
_فى أكتوبر وما قبل أكتوبر وطوال عمرنا لم نعرف مثل هذا الكلام التافه كنا جميعا نهتف الله اكبر دون أن تحمل أى إيحاء دينى كنا نحارب فى رمضان ولم نشعر من فينا صائم ومن اخر مفطر ولم يخطر على بالنا اى من ذلك كلنا واحد هدفنا مصر وقصه مسيحى ومسلم دخيله على بلادنا كنا فى الحرب نقتسم رغيف الخبز وشربه المياه دون أن نميز المسلم من المسيحى.
أما ما نراه الآن فما هو الا تخريف ولعبه سياسيه يستخدمها ذوى الأغراض الدنيئة ولن تستمر طويلا فالدين لله والوطن للجميع.
*بما أنك شاهد على فترة أكتوبر، ما هو دور مبارك الحقيقى فى حرب أكتوبر وهل ما يقال حقيقى عن كونه أقل بكثير مما صور لنا طوال فترة حكمه بأنه قائد الضربة الجوية الأولى وكأنه البطل الوحيد فى الحرب؟
_حرب أكتوبر تسمى فى لغه العسكريين حرب الأسلحة المشتركه، أي كل قوات الجيش من بحرية وجوية وبرية ودفاع جوى مشتركة كلها ومنسق بين أدوارها فى الحرب، العمليه كانت لتحرير أرضنا المغتصبه من عدو غاشم لم تجد معه الوسائل السلميه وبالتالى كان يجب تسخير كل القوات لتحقيق الهدف وبالطبع منها القوات الجويه وهو قائدها وبالتالى طبعا له دور كبير فهو قائد للقوات الجويه كلها وكان له دور كبير وخطير.
** كيف ترى الخلاف بين الفريق سعد الدين الشاذلى رحمه الله وبين الحكومات السابقة وما حدث فى الثغرة وما نتج عن حديثه عنها فى كتابه من سجن ونفى لخارج مصر؟
الفريق سعدالدين الشاذلى رحمه الله كانت له وجهة نظر عسكرية تُحترم لتجنب الثغرة، وطرحها فى غرقة العمليات على الرئيس السادات إبان حرب أكتوبر ولكن السادات وجد صعوبة فى الأخذ بها، وارتأى شيئا آخر لا يهم الآن من المصيب ومن المخطئ لكن المحصله النهائية أننا انتصرنا واسترجعنا الأرض ومهما كانت الخسائر فهى هزيلة فى مقابل النصر، أما عن السجال الذى دار بينه وبين الحكومات السابقة فلا أستطيع إلا أن أقول إلا أنها طبيعة البشر.
*** بعد حضورك احتفالا بمناسبه ذكرى 6 أكتوبر بصحبة الرئيس السيسي بالكلية الحربية، كيف ترى الفرق بينه وبين المعزول محمد مرسي؟
الرئيس السيسي يحمل جينات صانعى أكتوبر الحقيقيين وامتداده يرجع إلى عبدالناصر والسادات محرري الأرض من المغتصبين اليهود، وهو مثلهم رد الاعتبار والكرامة للشعب المصري باسترداده سيناء التى كاد المعزول أن يفرط فيها لبعض الجماعات المتطرفة.
بالأمس في الاحتفالية شعرت أن رأسي مرفوع، ويناطح السحاب؛ لأن الحق رد لأصحابه بعدما رأيت زملائي الأبطال والمصابين ينالون التكريم الذي يستحقونه من حارس مصر وقائدها الرئيس السيسي الوجه الآخر للسادات محرر الأرض.
أما احتفالية المعزول فلا أستطيع التعبير عنها إلا بكلمة واحدة وهى مهزلة كبيرة.