الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"المارونية" ترد على مذيعة قناة "المسيح": مختلة عقليًا مجهولة الأصل والانتماء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأب يوحنا جحا: لا شيءَ أسهَل من الجَهلِ.. فهو مجّانيٌّ
بعد أن وجهت المذيعة أصابع الاتهام إلى قديسى لبنان، واتهمت القديس شربل بالكذب والدجل، ورفقا بالملعونة، لم تسكت الكنيسة المارونية اللبنانية، فاستنكر مدير المركز الكاثوليكى للإعلام الأب «عبده أبوكسم» تطاولها، وقال: «إنها امرأة مختلة، ولا تستحق الرد. فالمختل عقليا لا يمكن التكلم معه»، مشيرا إلى أن تلك المذيعة «تثبت كل مرة جهلها، وتبث حقدها على الكنيسة المارونية. ولو لم تكن الكنيسة تشكل عقدة لديها، لما ركزت عليها بهذا القدر».
وأضاف، فى بيان للكنيسة: «الكنيسة المارونية تعود إلى 1600 سنة، ولا تحتاج إلى شهادة من إنسانة مجهولة الأصل والانتماء. الكنيسة المارونية شاهدة وشهيدة، كانت فى الشرق ولا تزال. وأعطت قديسين، ولا تنتظر شهادة من إنسانة غير متزنة عقليا». 
وبعد حلقة ساخرة، تناولت المذيعة قصة حياة القديسة «رفقا» مؤكدة أن القصة التى تردد داخل الكنيسة المارونية عارية تمامًا من الصحة، وأكدت أن القديسة كانت تعانى من العديد من الأمراض وفقدان النظر، وأن جسدها كان هيكلا عظميا، وعلقت على ذلك بأنها كانت «مضروبة وملعونة».
جاء رد الكنيسة المارونية ممثلا فى الأب يوحنا جحا (راهب لبنانى ماروني) على صفحته فى مواقع التواصل الاجتماعى كالتالي: «نزولًا عن رغبة الأحبّاء، سأسعى إلى شرح قضيّة يستعملُها المغرضون، نسلُ الحيّات أولاد الأفاعي، أحفاد «لوسيفورس- الشيطان» الحيّة القديمة، التنيّنِ قاتِلِ الناسِ منذُ البدءِ، الكذّاب أبى الكذب. عشراتُ الفيديوهات على يوتيوب تتّهم الكنيسة عروس المسيح بسبب صلاة تصلّيها الكنيسة من مئات السنين ليلَةَ عيد الفصح المجيد.
وأضاف: السيّدة منال موريس عندها مشكلة مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكيّة، نكادُ نَعتَقِدُ من خلال كلام منال أنّ الكنيسةَ الكاثوليكيّة هى بدعةٌ هرطوقيّةٌ خَرَجَتْ عَن إيمان منال موريس القويم. ربّما غابَ عن بالِ هذه الجاهلة أنّها تنتمى إلى كنيسة مُزيّفة هى من جسم الكنيسة الرسوليّة أشبهُ بغصنٍ يابِسٍ غير مُثمِرٍ قُطِعَ من الكرمة المقدّسة.
تعتقد هذه الجِهْبِذَة أنّ التشققات الّتى يُمارِسُها أبطالُ القداسة من مار باخوميوس حتّى اليوم هى شعوذيات شَيْطانيّة وهذا ردٌّ بَسيط كافٍ، مختصر لما وَرَدَ فى مقالتنا عن رفقا: الوجه «المسيحيّ» للتكفيريّين – كفانا الله شرّهم كلمة من الشرقِ المتألّم إلى منال موريس الّتى تتلطّى بآيات مبتورة من الكتاب المقدّس، منتفخة بالعلم الفارغ، وممتلئة من الخبث، خلافًا لمريم الممتلئة نعمة، إذا كنت يا علاّمةُ تؤمنين بالكتاب المقدّس فخذى هذا، تدّعينَ أنّ رفقا ملعونة لأنّها ابتُلِيَت بالسلّ والعمى والكسح استنادًا إلى سفر اللاويّين الفصل 26: 14-16، ربّما غابَ عن بالِكِ المشغولِ بالحقدِ والضغينةِ لكنيسةِ المسيح، أنطاكيّة مهدِ المسيحيّة، أرض بطرس وبولس ذاكَ الحوارُ الّذى دار بين يسوع وتلاميذه فى إنجيل يوحنّا الفصل 9: 1-5. وبَينَما هو سائِرٌ رأَى رَجُلًا أَعْمى مُنذُ مَولِدِه. فسأَلَه تَلاميذُه: «ربِي، مَن أخطأ، أَهذا أَم والِداه، حَتَّى وُلِدَ أعْمى؟». أَجابَ يسوع: «لا هذا خَطِأ ولا والِداه، ولكِن كانَ ذلك لِتَظهَرَ فيه أَعمالُ الله. يَجِبُ علَينا، مادامَ النَّهار، أَن نَعمَلَ أَعمالَ الَّذى أَرسَلَني. فاللَّيلُ آتٍ، وفيه لا يَستَطيعُ أَحَدٌ أَن يَعمَل. ما دمت فى العالَم. فأَنا نورُ العالَم)».
إذن كانَ المسيحُ صادقًا، يا بنتَ الكذّابِ أبى الكذب، يكونُ عمى رفقا وكسحها وصداعُها سبلٌ لإظهار أعمال الله. والقدّيس، إذا كنتِ لا تعلمين، هو إنسانٌ يفعلُ كلّ شيء لمجدٍ الله. وإذا كانَ هذا حقًّا ما يفقهُهُ قلبُكِ العصيُّ على الفهم والإيمانِ والمحبّة، أنّ آلام رفقا هى علامةٌ على لعنة الله تكونين من الكفّار لأنّك تجعلين المسيحَ زعيمَ الملاعين فالكتابُ المقدّس يقول فى تثنية 21: 22-2
وشدد أنّ المسيحَ نفسهُ، يا قليلة الإيمانِ، قد صارَ حقًّا لعنةً لأجلنا بحسب ما قال بولس الرسول فى غلاطية 3: 13، لذلِكَ كلّ قديسٍ يسعى إلى الاتّحادِ بالمسيح والتشبّه به يسعى أن يصير هو أيضًا لعنةً ليتمّ ما نقصَ من آلام المسيح فى جسده الّذى هو الكنيسة. هذا ما عبّر عنه بولس فى كولوسى 1: 2، رفقا بطلةُ الألم ليسَت غريبةً عن تعاليمِ بولُس، بل هى بنتُ الإيمان. نمت فى تربةِ قلبِها الطيبّة قمحةٌ طيّبةُ وأثمَرتْ حُبًّا جمًّا، حبًّا يشدّوها إلى المسيحِ حبًّا آسرًا، فأرادَت أن تشابِهَهُ فى آلامه. 
علمَت رفقا بمنطقِ الإيمان أنَّ ثمَنَ الخلاص ثقيلٌ، لأنّ ثقل الخطيئة كبير، وآلامُ المسيحِ لا تُخلّصُ إلاّ ما يقبلُه رب وفاد ويحملُ معهَ الصليب كلّ يوم، لقد ذهبَتَ رفقا إلى العمق أكثرَ من باقى المؤمنين، لأنّها أحبّت المسيح حتّى بذل النفس فسمعته، وها هيَ رَفقا طريحَةُ الفراشَ لسنينَ طويلَة، لا يدينِ ولا رجلينِ ولا عَيْنَين.
لقد سخرتِ يا قليلةَ الإيمانِ من إنسانَةٍ عانَت طوالَ حياتِها السلّ والشلل والعمى والصداع، ولم تتذمّر يومًا. ورغمَ آلامها المبرّحة أصرت بما تبقّى لها من قوّة فى الكفّين، أن تعمل فى الحياكة لئلّا تكونَ عالةً على أحد. هل السخريَةُ من المُتألّمينَ، يا فاقدَة الروح، هو عمل يخدم بشارة الإنجيل، أم هو دليلٌ على فقدانِ أدنى درجاتِ الأخلاق. لا تؤمنين بقداسة رفق ولا نحنُ نرضى أن نفرِضَ إيماننا فرضًا على الآخرين. أنتِ لا تؤمنين بقداسةِ رفقا، لكنّك تعلمين تمامَ العلمِ كم تحمّلت من آلام السلِّ ينخرُ بالعظام. والله يا عديمة البصيرة، إنّ الملحدينَ الّذينَ لم يعرفوا الله ولا مسيحَهُ، يضعفونَ أمامَ الألم ويحترمونَ كلّ متألِّم أقلّه باسم الإنسانيّة. أمّا أنت، يا من تدّعينَ الإيمانَ بالمسيح، كلمة الله، الّذى هو الحبُّ الكامِل، فتسخرينَ علنًا أمامَ الجماهير وبكلّ وقاحةِ من آلام إنسانةٍ حملَتْ من الألم ما تعجزينَ لا عن حمله، بل حتّى عن تصوّرِهِ.
واختتم الراهب رده على موريس بقوله: لا شيءَ أسهَل من الجَهلِ، هو مجّانيٌّ، ويُكتَسَبُ بغيرِ مجهودٍ. وما أكثرَ مَن يحملونَ شهاداتٍ عُليا فى الجَهلِ. وما أخطرَ على بُسطاءِ القلوبِ، تعاليمَ جهابِذةَ الجهلِ عندَما يلبسونَ قناعَ المعرفة.