الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الجامع الأزهر.. شاهد على التاريخ

الجامع الأزهر
الجامع الأزهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد الجامع الأزهر، الذي تحل اليوم 22 يونيو ذكرى افتتاحه، واحدًا من علامات مصر التاريخية، فهو ليس مسجدًا يجمع المصلين بين جنباته وحسب، وإنما هو كيان شاهد على تحولات وتغيرات سياسية واجتماعية مهمة في تاريخ مصر.
عندما أتى القائد جوهر الصقلي إلى مصر في عام 969م من قبل الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الفاطمي لفتحها، تمت له المهمة دونما عناء يذكر، لينهي بذلك عصر الدولة الطولونية ويبدأ عصر الدولة الفاطمية، وإن كان جامع عمرو بن العاص هو أول جامع بني في مصر الإسلامية، فإن الجامع الأزهر هو رابع الجوامع التي بنيت بها، فمصر عرفت قبل الأزهر ثلاثة مساجد جامعة هي جامع عمرو بن العاص في الفسطاط، وجامع العسكر في مدينة العسكر، وجامع أحمد بن طولون في مدينة القطائع، وقد أقدم جوهر الصقلي على بناء هذا الجامع مع القصور الفاطمية بمدينة القاهرة ليصلي فيه الخليفة، وليكون في الوقت نفسه مركزًا للدعوة لنشر المذهب الشيعي بمصر، فشرع في بنائه سنة 970م، وقد استغرق بناء الجامع عامين، وأقيمت أول جمعة به سنة 973م، وعرف بجامع القاهرة.
يتميز الطراز المعماري للجامع الأزهر بمساحته التي تحتل 12 ألف متر مربع وهندسة البناء، وللجامع ثمانية مداخل، الجانب الغربي المطل على ميدان الأزهر، وباب المزينين، والباب العباسي (نسبة إلى الخديوي عباس حلمي الثاني)، وفي الجانب الجنوبي توجد أبواب المغاربة والشوام والصعايدة، أما من ناحية الجانب الشمالي فتوجد الجوهرية والشرقي، وباب الحرمين، والشورية، وله خمس مآذن، ثلاث منها داخل باب المزينين، منهما مئذنة الأقبغاوية، ومئذنة قنصوة الغوري، كما توجد مئذنة رابعة بجانب باب الصعايدة، ومئذنة خامسة بباب الشورية.
والأزهر هو أول مسجد جامع أنشئ في مدينة القاهرة، رابع عواصم مصر الإسلامية، ويقع بين مكانين يزخران بالآثار الإسلامية، الدرب الأحمر والجمالية، ومن الآثار القريبة منه التي يمكن زيارتها المشهد الحسيني ومسجد محمد أبي الذهب ووكالة بازرعة ووكالة الغوري وحوض قايتباي ومدرسة العيني ومنزل زينب خاتون ومسجد عبدالرحمن كتخدا وبيت الهراوي ومنزل ووقف الست وسيلة وسبيل أبي الإقبال وزاوية أحمد شعبان ووكالة الصناديقية لترى عراقة العمارة القديمة. ويعد المسجد خير مآثر لمعالم المدينة الفاطمية في أوائل القرن العاشر الميلادي.
كانت بداية الجامع الأزهر فى العصر الفاطمى كمركز لتغيير المذهب السنى لأهل مصر ونشر التشيع الفاطمى، فجعله الخليفة العزيز بالله جامعة يتم فيها تدريس العلوم الباطنية الإسماعيلية للدارسين من إفريقيا وآسيا، وكانت الدراسة آنذاك بالمجان، وفى العصر الأيوبي، وبعدما تولي صلاح الدين سلطنة مصر، أصبح جامعا سنيًا ليعود المذهب السنى فى مصر.
كان للأزهر مواقفه المشهودة في التصدى لظلم الحكام والسلاطين المماليك لأن علماءه كانوا أهل الحل والعقد أيام المماليك، ويروي الجبرتي في يومياته أن أمراء المماليك في سنة 1795م اعتدوا على بعض فلاحي مدينة بلبيس فحضر وفد منهم إلى الشيخ عبدالله الشرقاوي وكان شيخا للأزهر وقتها، وقدموا شكواهم له ليرفع عنهم الظلم، فغضب وتوجه إلى الأزهر وجمع المشايخ وأغلقوا أبواب الجامع، وأمروا الناس بترك الأسواق والمتاجر، واحتشدت الجموع الغاضبة من الشعب، فأرسل إبراهيم بك شيخ البلد لهم أيوب بك الدفتردار، فسألهم عن أمرهم، فقالوا: نريد العدل ورفع الظلم والجور وإقامة الشرع وإبطال الحوادث والضرائب، وخشى زعيم الأمراء مغبة الثورة فأرسل إلى علماء الأزهر يبرئ نفسه من تبعة الظلم، فما كان من العلماء إلا أن طالبوا بوضع نظام يمنع الظلم ويرد العدوان، واجتمع الأمراء مع العلماء، وكان من بينهم الشيخ السادات والسيد عمر مكرم والشيخ الشرقاوي والشيخ بكري والشيخ الأمير، وأعلن الظالمون أنهم تابوا والتزموا بما اشترطه عليهم العلماء، وكان أيضًا للأزهر أياد بيضاء في مواجهة الاحتلال الفرنسي والإنجليزي لمصر.