الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"كراكيب" المصريين.. الحياة فوق "أطلال الماضي".."بيكيا أون لاين": 260 طن مخلفات في العام ونستبدل "القديم" بسلع غذائية.. وبائعون: المهنة تنقرض

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«أثاث المنزل القديم المتهالك، لعب الأطفال القديمة، الملابس والأحذية، أدوات المطبخ التالفة، الكتب المبعثرة، كرسى مكسور، تليفون منزل قديم، أسلاك، طاولة قديمة» كل ما هو قديم فى منازلنا من أشياء يحتفظ بها الكثيرون، الذين يحرصون على عدم الاستغناء عنها، لما تمثله لهم من ذكريات، ويفضلون اقتنائها ووضعها فى المنازل، حيث تعم الفوضى المكان، بالرغم من عدم قابليتها للاستخدام مرة أخرى.
تتصف دائما أسطح المنازل فى مصر، بوضع «الكراكيب» بها واستغلال مساحات الأسطح بشكل خاطئ يثير الفوضى والعشوائية، فتنتشر الأشياء القديمة فى الكثير من المنازل المصرية، على الرغم من أن الطبيعى هو التخلص منها طالما لا تصلح للاستخدام.
كل الأبحاث العلمية تؤكد الآثار السلبية التى تنعكس على أفراد الأسرة فى ظل وجود «الكراكيب» بالمنازل، وفى الآونة الأخيرة اتجه كثير من المصريين إلى البيع والربح من هذه الأغراض القديمة واستغلالها ماديا، خاصة مع ارتفاع الأسعار والغلاء المسيطر على جميع السلع والمستلزمات، فانتشر على مواقع التواصل الاجتماعى وتطبيقات البيع «أونلاين» مجموعات بيع كل ما هو قديم. 
«بيكيا.. روبابيكيا» لفظ اعتاد جميع المصريين بمختلف الأجيال والأعمار على سماع هذه الجملة يوميا، خاصة فى الصباح الباكر، ودائما ما تنطلق هذه الجملة من رجل يتجول فى الشوارع وبين البيوت بحثا عن الأشخاص الذين يريدون بيع ما لا يلزمهم من مخلفات المنازل، والتى تعد تجارة الأشياء المستعملة والمستغنى عنها بصفة عامة، والتسمية «روبا بيكيا» محرفة عن التسمية الإيطالية لهذه التجارة، وتعنى «أشياء أو ملابس قديمة» وتجارة الأشياء المستغنى عنها، فى عام 2018 اختلف المشهد تماما وأصبح التخلص من الكراكيب القديمة «إلكترونيا»، حيث انتشرت المشروعات الصغيرة التى يتعاون من خلالها الشباب لجمع الأشياء القديمة وتقديمها إلى المصانع للإعادة صناعتها واستخدامها مرة أخرى بشكل مفيد بدلا من «كركبة المنازل والأسطح».


«بيكيا أون لاين»: 260 طن مخلفات فى العام.. ونستبدل «الكراكيب» بسلع غذائية 
«بيكيا» فكرة نفذتها مجموعة من الشباب، لتصبح هى أول مشروع «أون لاين» لتبادل المخلفات القديمة عبر الإنترنت، يقول علاء عفيفى، منفذ الفكرة والمشروع، إنهم يجمعون من المنازل كل الأدوات القديمة مثل الأوراق والكتب والبلاستيك، والزيت المستخدم فى الطعام لاستخراج الوقود الحيوى، مقابل سلع وخدمات، بدلا من إلقائها فى القمامة دون فائدة، عن طريق الموقع وصفحات الفيسبوك، بدخول الشخص، وتسجيل الاسم والبيانات وتحديد الكمية التى يريد تبديلها من «بيكيا» بالسلع المختلفة كالأرز والمكرونة والملح والكثير من السلع الغذائية، ويوضح أنهم يعملون فى ١٤ منطقة داخل محافظتى القاهرة والجيزة، بينها: «الدقى، العجوزة، الزمالك المهندسين، أرض اللواء، الهرم، أكتوبر، الشيخ زايد، التجمع».
مؤكدا أنهم تلقوا أكثر من ١٠ آلاف طلب استبدال «الكراكيب» من العملاء وتقديم الخدمات والسلع الغذائية بدلا منها كأدواتهم وأغراضهم القديمة، موضحا أن الأماكن الأكثر إقبالا وترحيبا بالفكرة وتم التعاون معهم عدة مرات، وهى: «حدائق الأهرام، أكتوبر، الشيخ زايد، التجمع».

إعادة الاستخدام
وأضاف أنه بعد جمع هذه المخلفات يتم الاحتفاظ بها بالمخازن، لحين عرضها على المصانع لشرائها وإعادة استخدامها فى الصناعة مرة أخرى قائلا: «المشروع عليه إقبال كبير جدا.. والفكرة بدأت تنتشر ويقتنع بها كثير من الشباب وربات المنازل بشكل خاص لتبديل أدواتهن القديمة والمستهلكة بسلع مفيدة». 
مشيرا إلى أنهم حصلوا على أكثر من ٢٦٠ طن مخلفات من البيوت خلال عام واحد فقط، وتم استخدامها وإعادة تدويرها مرة أخرى بدلا من إلقائها بالقمامة أو «كركبة» المنازل والأسطح.
أكد أن الشباب بالمشروع يعملون على تطويره خلال الفترة القادمة، والعمل على الانتشار بالمناطق المختلفة بشكل أسرع، وبحث فكرة انطلاق تطبيقات على الهواتف لسهولة الاستخدام بشكل أوضح.
رصدت «البوابة نيوز» آراء بعض من العملاء الذين رحبوا بفكرة تبادل «الكراكيب» بالسلع والخدمات، خاصة عبر المواقع الإلكترونية، حيث قال أحمد عبدالرحمن «موظف» أنه كان يحتفظ بالعديد من الأغراض القديمة بالمنزل مما يسبب إزعاجا للجميع، ولكنه فضل أن يتخلص منها خاصة أنها تستبدل بأشياء أكثر فائدة وأهمية وسلع غذائية قائلا: «عندما نتخلص من كل الأشياء التى ليس لها فائدة أو دور فى حياتنا فسوف نلاحظ التأثير الإيجابى والتغير فى حياتنا للأفضل».
وقالت زينب محمود، إخصائية اجتماعية، إنها من أكثر العملاء تعاملا مع «بيكيا»، خاصة أن الكراكيب تنتج بسبب الكثير من الأشخاص الفوضويين، فبالتالى أى مكان يصبح مزدحمًا بالأشياء عديمة القديمة، وأنها تفضل تبادل هذه الأشياء بالأرز أو المكرونة كسلع غذائية ذات أهمية، وأوضحت ليلى السيد، ربة منزل، تعاملها مع الفكرة الجديدة والشبابية وأصبح منزلها خاليا من الكراكيب والفوضى وخاصة أن البيع أون لاين، من قبل الشباب المشجع للمشروعات والأفكار الجديدة، بقولها: «بنستفاد منها.. بدل ما هى مركونة ومكركبة البيت».
وقال أحمد مصطفى، طالب جامعى، إنه أصبح يهوى جمع المواد البلاستيكية، والأدوات وكتب الدراسة القديمة للتخلص منها عبر المواقع الإلكترونية لتعود عليه بالنفع.

المهنة ستنقرض

التقت «البوابة» مع أحد الباعة القدامى «باعة الروبابيكيا» فى ظل وجود وانتشار البيع الإلكترونى، لمعرفة هل أصبح الشخص يقبل على البائعين المتجولين بالشوارع بحثا عن الأدوات القديمة أم انتهى زمن بائع الروبابيكا التقليدى، وقال إبراهيم أبو العلا، إنه يبدأ يومه منذ الـ٩ صباحا، متجولا فى شوارع القاهرة بحثا عن أشخاص لديهم الرغبة فى لتخلص من الأغراض القديمة.
قائلا: «المهنة أصبحت على وشك الانقراض لأن كثيرا من الناس لا يتعاملون معها ولا يضعونها فى حسابتهم، وأنها مهنة تحقق منفعة لكل الأطراف، ومتوارثة من الآباء والأجداد، ولكن الحال يختلف عن الماضى، بسبب ضعف الإقبال من قبل الأشخاص على البيع، والكثيرون يفضلون الاحتفاظ بالأشياء التى لا فائدة لها، وليس البيع لبائع الروبابيكيا المتجول».
مضيفا، أنه يعمل بشراء كل الأغراض القديمة أو حتى الحديثة، وحتى الملابس، والمعادن والأجهزة الكهربائية القديمة بكل أنواعها وأثاثات المنزل أيضا، والمتعلقات الشخصية، والمهنة ما زالت مستمرة بالشكل القديم المتوارث خاصة بالأحياء الشعبية أكثر بكثير من الأماكن والأحياء الراقية، لأنهم يفضلون الاحتفاظ بالذكريات- حسب تعبيره.

طاقة سلبية

قالت هالة حمادة، استشارى نفسى، وخبيرة طاقة المكان، إن وجود وانتشار الكراكيب داخل المنازل وبخاصة امتلاء جميع الفراغات التى بين الدولاب والجدران، أو تحت السرائر، تعتبر استدعاء صريحا للطاقات السلبية داخل المنازل، مفسرة الطاقة السلبية بأنها منبعثة من الأثاث بالمنزل أو البيئة المحيطة بالفرد، وهى تؤثر على الحالة النفسية بشكل كبير والصحية أيضا، وبالتالى تنعكس على المحيطين بالشخص. 
لافتة إلى أن المنازل تتنفس وتغير طاقتها تلقائيا مثل الكائنات الحية، وتنتشر داخل أرجاء وفراغات البيت، وأن أكثر ما يعطل مسارات الطاقة وتنقلها بالبيت هو وجود العوائق التى لا فائدة لها لأنها تعتبر حواجز تمنع سير وتجديد الطاقات الإيجابية بالمنزل، وأن الكراكيب سبب رئيسى فى عرقلة مسارات الطاقة الطبيعية فى البيوت، لأنها تسير مثل الهواء وعند اصطدامها بالكراكيب والكتب والأشياء المبعثرة تتراكم مسيرتها وتتحول لطاقات سلبية تنعكس على الشخص، حتى يتم ترتيب المكان مرة أخرى وتعيد حركاتها تلقائيا.
وأكدت أن وجود الكراكيب فى البيوت يتسبب فى المشاجرات والمشكلات بين أفراد الأسرة، لأنها تعكس طاقات سلبية وتوتر ومشاحنات على الفرد، ومن أسباب خمود الطاقة الإيجابية أيضا هو الأتربة والاحتفاظ بالأشياء القديمة.

ضيق تنفس

وأوضحت، أن الكراكيب داخل المنزل تتسبب فى الشعور بضيق التنفس لوجود الفوضى داخل المكان، وأيضا اشتعال المشاكل بين الأزواج والأسرة، بسبب عدم ترتيب المنزل، ينتج عنها أيضا تراكم الأتربة والبكتيريا مما يؤثر على الأطفال ومرضى الربو أو الحساسية، ويقال أيضًا إنها تساعد فى زيادة السمنة بشكل ملحوظ لأن هؤلاء الأفراد يتصفون بالكسل وعدم القدرة على الحركة، فبالتالى تتكون الكراكيب فى المنزل، ويصاب الشخص بحالة من التوتر والاضطرابات المختلفة، مما يجعل أفكار الإنسان متوقفة عن الماضى بدلا من الاهتمام بالمستقبل، وتجعله أكثر خجلا لأن منزله دائما مزدحم بالكراكيب التى تجعله لا يدعو أحدا إلى زيارة منزله، مؤكدة أن هذه الأغراض القديمة تتحكم فى مسيرة حياة الشخص وتعيش فى العقل الباطن.
واستطردت حديثها مفسرة التحليل النفسى للفرد الذى يفضل الاحتفاظ بالأشياء القديمة بالرغم من عدم الاستفادة بها، بالأمر المزعج للشخص ومن حوله، حيث إنه أمر غير طبيعى ويعتبر من أنواع الوسواس القهرى، وأن الشخص لا يستطيع التخلص من الأشياء بالرغم من تلفها أو انتهاء صلاحيتها، مما يشكل إزعاجا، وتظهر هذه الصفات بشكل ملحوظ على كبار السن لأن رغبتهم فى الاحتفاظ بكل ما هو قديم تزداد يوما عن يوم، وهم يرفضون التخلص منها نهائيا، ودائما منازلهم تمتلئ بالأشياء الكثيرة الخردة والاحجام المختلفة لها.

الصحة النفسية

ويرى الدكتور وليد هندى، استشارى الصحة النفسية، أن المناخ البيئى والاجتماعى أكثر تأثيرا على سيكولوجية الإنسان وصحة النفسية أكثر من المناخ الجغرافى بصورة أقوى وأعمق، ولذلك فقد نصحت المرأة الأعرابية قديما ابنتها المقبلة على الزواج بألا يقع زوجها منها على قبيح، ولا يشم فيها إلا أطيب الريح.
لافتا إلى أنه بالتحليل السيولوجى لتلك النصيحة، وجد أن حق الإنسان فى الرؤيا، بأن تتمتع عينه بكل ما هو جميل، وهى أحد الحقوق الأصيلة له فى الحياة، وقد وجد أن من يعيش فى بيئة منظمة دون أى عشوائية أو مناظر مثيرة للأعصاب يتمتع بأقل قدر من الأمراض النفسية عن نظيره ممن يعيش فى جو من «الكركبة» والعشوائية، ووسط حطام من مخلفات الحياة الإنسانية، مثل ما نجد فى العديد من البيوت المصرية وأسطح المنازل، والتى تلجأ إلى «السندرة» أو ما شابه ذلك من أماكن تدعو لـ«الكركبة» بالاحتفاظ بأشياء قديمة كالأحذية والملابس، والكتب والكراتين وأغلفة الأجهزة الكهربائية التى تم شراؤها منذ سنوات، والاحتفاظ بها بدون فائدة.

كراكيب.. وأمراض

مشيرا إلى أن هذه «الكراكيب» تجلب العديد من الأمراض وتكون مركزا لاستقطاب الحشرات والأتربة والعنكبوت الضار بالإنسان، مؤكدا أن الضرر الناتج عنها لا يتوقف على الجانب الصحى فقط، بل على الجانب النفسى أيضا، حيث أكدت الأبحاث أن العيش وسط الكراكيب وتلك العشوائية غير المنظمة تجعل الإنسان أكثر توترا وأشد شعورا بالقلق وهو ما يؤثر فى ردود أفعاله، واستجاباته الإنسانية تجاه المواقف المختلفة.
وأنها تعمل على خفض حدة التركيز لدى الشخص، والتأخر الدراسى للأبناء فى بعض الأحيان، مؤكدا أن الدراسات تشير إلى أن البيوت التى تحتوى على كراكيب، هى الأكثر وقوعا للشجار والمشكلات وممارسة العنف بين جميع أطرافها، المختلفة.
وينصح هندى، أن يكون الإنسان منظما فى بيته ومحتفظا برونقة، مؤكدا أن تنظيف المنازل والأسطح وخلوها من الكراكيب والفوضى ينعكس على التنظيم العام للحياة والترتيب العام للسلوك، مضيفا أن أطباء الصحة النفسية دائما ينصحون بأنه حينما يتم نزع الكراكيب من داخل المنزل، فبهذا تقتلع الكراكيب النفسية من داخل النفس البشرية، وتجعل الشخص أكثر إقداما على الحياة وأكثر تمتعا بها، كما تجعل الشخص أكثر فاعلية وأشد قدرة على حل المشكلات اليومية المختلفة، بل أكثر رحابة وسعة صدر من الآخرين.

تناسق الألوان

وأوضح الدكتور محمد هانى، استشارى الصحة النفسية، والعلاقات الأسرية والأطفال، أن تناسق الألوان فى البيوت والحرص على إزهارها بشكل منظم ومرتب حتى إذا كانت الإمكانيات بسيطة، ولا يشترط شراء المستلزمات الباهظة أو ما شابه ذلك، فالأماكن المرتبة داخل المنازل والتى تتمتع بالزهور البسيطة، تنعكس على الأطفال بنوع من البهجة والفرحة، لذلك فإن حتى غرف الأطفال دائما ما تكون متميزة بالألوان والترتيب المحدد حتى ينعكس بصورة إيجابية على الأطفال.
لافتا إلى أن «الكراكيب» التى تملأ الكثير من البيوت تؤثر بشكل واضح جدا على جميع أفراد المنزل والأسرة، وخاصة على الأطفال بشكل ملحوظ، مؤكدا أن الأطفال الذين ينشأون فى بيوت «مكركبة» يصبحون أشخاصا غير منظمين ويعتادون على الفوضى والعشوائية، والإهمال ويسير على نفس نهج أهله والتقليد فى الاحتفاظ بالأشياء القديمة التى لا قيمة لها.

استقرار نفسى

أشار «هانى» إلى أن الاستقرار النفسى للطفل من أهم الأمور التى يمكن أن تبث داخل نفسية الطفل بأقل الأشياء ماديا ومعنويا، مؤكد أن الأطفال يميلون إلى البهجة والسعادة والتناسق حتى فى الملابس الخاصة بهم لتعكس راحة نفسية، محذرا بأن انتشار «الكراكيب» بالمنزل يؤثر نفسيا بشكل كبير على الطفل، ويشعره بعدم الاستقرار النفسى والعشوائية، خاصة إذا وجدت أى خلافات أو صدمات داخل المنزل بين الأفراد، فإنها تنعكس على شخصية الطفل بشكل سريع وواضح.

تغيير ديكورات

أضاف أن الأطباء ينصحون بتغيير ديكورات ونظام الأثاث بالمنازل كل فترة وبأقل التكلفة، لأنه ينعكس نفسيا ويوثر على أفراد الأسرة، وعدم تراكم الأشياء القديمة وغير النافعة داخل البيوت والاحتفاظ بها فى حجرة الأطفال بشكل خاص.
مستطردا أن الشعب المصرى يفضل الاحتفاظ بكل ما هو قديم على اعتقاد منه بأنها «هتنفع فى يوم من الأيام»، ودائما المصريون يتعلقون بالذكريات على شكل الاحتفاظ بالأشياء القديمة حتى بعد تلفها، مؤكدا أن هذه «الكراكيب» لا تتناسب خاصة فى ظل وجود الأطفال، وتتعدد تأثيراتها النفسية ولا بد من توفير مناخ مناسب للطفل، بأن يتربى وسط بيئة أسرية مستقرة نفسيا بتناسق الألوان والتخلص من الكراكيب والأشياء القديمة من داخل المنزل، وأيضا الضوضاء، فالطفل إذا استمر فى هذه البيئة العشوائية يصبح متخبطا وعشوائيا ولا يستطيع تحمل المسئولية لأنه تربى على الفوضى.
وأضاف أن توفير مكان مرتب ومخصص للطفل عند المذاكرة، يجعله أكثر قدرة على التركيز والتحصيل بشكل أسرع، مشددا على أهمية اختيار المكان للدراسة وأن يتصف بالنظام والهدوء، وأهمية توفير المناخ المناسب للطفل بعيدا عن الكراكيب القديمة والتى لا فائدة منها، بل تجلب الطاقات السلبية والشعور بالتوتر الدائم.

عبودية الكراكيب

يذكر أنه صدر منذ فترة، عن المركز القومى للترجمة، النسخة العربية من كتاب «عبودية الكراكيب» من تأليف كارين كينجستون، ومن ترجمة مروة هاشم، ويناقش الكتاب فكرة التخلى والسيطرة على «عبودية الكراكيب»، حيث يناقش الجزء الأول، مشكلة الكراكيب والأشياء والمتعلقات القديمة، وكيفية تأثيرها على الأشخاص، ولماذا يحتفظ الأشخاص بالكراكيب، بينما الجزء الثانى يتناول كل أنواع الكراكيب وتصنيفها مثل كراكيب الورق، الكراكيب المتنوعة، الأشياء الثقيلة، كراكيب الآخرين، وفى الجزء الثالث يقدم ويفسر طرق التخلص منها، ويناقش أيضا الكتاب طرق التخلص من الكراكيب الجسدية، وكراكيب الذهن والكراكيب العاطفية والذكريات الأليمة وكراكيب الروح بشكل عام. 
ويقترح على القارئ تأمل أنفسنا، وأن نهتم فقط بأولوياتنا فى الحياة وغايتنا منها، حيث يبدأ الكتاب بالأشياء الخارجية التى تحيط بالإنسان بكل ما فيها من تفاصيل، لأنها تعبر عن حاضره وماضيه، وتسهم بشكل كبير فى تغيير مستقبله، ويتدرج الكتاب بصورة متسلسلة حتى يصل إلى كراكيب الروح وتصفية الذهن من الكراكيب، والتوقف عن الخوف والقلق.
ووفقا إلى ما صرحت به المؤلفة، فإن الهدف من انطلاق الكتاب، يتلخص فى تقديم طريقة بسيطة يستطيع من خلالها الشخص أن يتخلص من كل الكراكيب، التى تجعل رؤيتنا للأمور غير واضحة، أو تصيبنا بالحيرة، أو تقودنا إلى الطريق الخاطئ.

«فينج شوى»

تقدم الكاتبة تعريفا لمصطلح «فينج شوى» حيث تعنى فينج الرياح، وكلمة شوى تعنى الماء باللغة الصينية، فالرياح ما لا يمكننا رؤيته، والماء هو ما لا يمكننا الإمساك به، وبذلك يكون مصطلح الفينج شوى أو الرياح والماء، هو القوى الخفية التى تسيطر على حياة الإنسان، ويعتبر الفينج شوى، طريقة من الطرق الصينية التقليدية القديمة التى تعتمد على تنظيم وترتيب العالم الإنسانى والاجتماعى بطريقة سليمة، حيث تقوم مجموعة من المتخصصين الذين يستخدمون بعض القوى الكونية التى تؤثر فى المكان لتخليصه من الطاقة السلبية التى تنشأ بداخله.

التخلص من الكراكيب

يركز الكتاب على عنصر واحد من «الفينج شوى» وهو التخلص من الكراكيب، الذى يعد أساسا لنجاح هذا التطبيق، كما يعد الكتاب أيضا، أول كتاب على الإطلاق يناقش القضية، وفى الجزء الأخير منه تنصح المؤلفة بالتخلص من كراكيب الذهن، حيث تنصح القارئ بالتوقف عن القلق، وذلك عبر صنع قائمة بالأشياء التى تصيبك بالقلق حتى تتمكن من الوقوف عليها وطردها عندما تلاحقك إلى ذهنك مرة أخرى.
تخلص المؤلفة فى نهاية الكتاب إلى أن التخلص من الكراكيب بكل أشكالها، يساعدنا على استعادة الوضوح والبساطة، فعندما تتاح حولك فقط الأشياء التى تحتاج إليها بالفعل فى رحلتك الشخصية فى الحياة، بدلا من أن تتحمل أعباء الأشياء الأخرى، التى تعوق طريقك وتسحبك إلى الوراء، سيكون من السهل بالنسبة إليك التواصل مع طريقك الروحانى، وعندما يتوافر فى حياتك الشعور بالهدوء والسلام، لن تشعر أبدًا بالحاجة إلى الاحتفاظ بالكراكيب من جديد.