تجولت عدسة "البوابة نيوز" في شوارع العمرانية، ورصدت في شوارعها القمامة، المليئة على جوانبها، دون أن تظهر محليات الجيزة أي تحرك إيجابي بالإضافة إلى بيارات الصرف الصحي المفتوحة في وسط الطريق، ما يعوق مرور السيارات والمارة، وهو الأمر الذي يهدد بتفاقم الأمراض لدى الأطفال والصبية الصغار بالمنطقة، بالإضافة الى تحول مقلب القمامة بجانب مصنع الكترونيات شهير جدا "تليمصر"، الى وكر لتجارة المخدرات حسبما أكد عدد من السكان.
ويعاني سكان حي العمرانية من كثرة تراكم أكوام ضخمة من القمامة في أماكن متفرقة من شوارع الحي، وعلى الرغم من التحرك الوحيد الإيجابي ومنح هيئة النظافة والتجميل بمحافظة الجيزة ١٠٠ صندوق خصصت لجمع القمامة في جميع الاحياء بالعمرانية في شهر يناير الماضي وبحضور اللواء محمد كمال الدالي محافظ الجيزة، إلا أن الصناديق اختفت فجأة وأصبحت أكوام القمامة تكسو شوارع العمرانية، وعند مرورك بشارع الثلاثين بجانب مبنى رئاسة الحي تجد مقالب القمامة، حيث ترتفع لعدة أمتار وتترك "لتجار القمامة " لكي يأخذوا منها ما يهمهم، ثم يأتي عمال نظافة الحي ليجمعوا ما تبقي وتتزايد أكوام القمامة خاصة يومي العطلة، ويستغيث الآلاف من الأهالي بالعمرانية من الإهمال الشديد لشوارع "خاتم المرسلين" "خوفو" سابقا والشوارع المتفرعة منه، بسبب انتشار القمامة والمخلفات في قلب الطريق وعلى جانبيه.
فى البداية يقول سليمان الجيزاوي، موظف، إن القمامة منتشرة في المكان منذ أكثر من أربعة أعوام على الأقل، موضحًا ان انتشار القمامة تزايد مؤخرا وبدا جامعي القمامة في إلقاء قمامة منطقة الزهور بالكامل في هذا المكان، وتابع أن زيادة القمامة فى الشوارع جاءت بسبب عدم الرقابة على عمال النظافة والذين تحولوا إلى متسولين يمدون ايديهم للتسول ليل نهار، تاركين أكوام القمامة للفرازين من تجار القمامة ورعاة الأغنام يطلقون أغنامهم ترعى وتأكل في القمامة مما أصابنا بالأمراض من كثرة الناموس والروائح السيئة جدا.
فيما أكد محمود عبد الله، موظف، أن منطقة "العمرانية " أصبحت " دواليب " أي وكر لكل تجار المخدرات، وذلك بسبب الإهمال الشديد التي تعانيه المنطقة من نقص للأمن وزيادة كميات القمامة يوم بعد الآخر مما جعلها بيئة مناسبة لكل ما هو مخالف للقانون، مطالبًا اللواء كمال الدالي، محافظ الجيزة، ورئيس حي الهرم، بحل تلك المشاكل في أقرب وقت، لحل أزمة معاناة الأهالي يوميًا بسبب الإهمال الشديد في المرافق وتفاقم المشكلات وعدم توفر مقومات الحياة الآدمية.
وقال كمال جرجس، تاجر: "حاولنا أكثر من مرة تقديم شكاوى للحى لكن دون جدوى، إن هذه المنطقة ظهر فيها بعد الثورة عدة مباني مخالفة وأصحابها من الإخوان ومعروفين لدى الجميع وقامت قوات الحى بتنفيذ إزالة لتلك المباني وبعدها أمرت جامعي القمامة بإلقاء القمامة في هذا المكان لعدم تكرار بناء المباني المخالفة مرة أخرى"، متسائلًا عن دور المحافظ فى حل هذه المهزلة "المكان أصبح لا يطاق ولا أحد يتحرك".
وتابع عمر يوسف محمود، أن عربات جمع القمامة لا تأتى الى المنطقة الا كل أسبوع مرة، مضيفًا ان منطقة بحجم شارع " خاتم المرسلين " كثافتها السكانية عالية ولا يمكن السيطرة على القمامة فيها بعد هذه الفترة الكبيرة، مشيرًا إلى أن عربات القمامة تجمع القمامة الورقية فقط، والمنطقة يحاوطها مخلفات المباني من كل اتجاه مما جعلها اكبر مقلب قمامة مخالف فى محافظة الجيزة بالكامل.
وأكدت مصادرنا الخاصة في محافظة الجيزة وحى العمرانية وهيئة النظافة والتجميل، أن الوزير السابق أعطى مهلة 3 أشهر للمحافظات، التي قدمت مقترح التنمية وهى محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية، لتحقيق نتيجة ملموسة لمشكلة النظافة بالمحافظات، مشيرا إلى أن كل الأفكار التي تحل مشاكل النظافة قد طرحت من قبل ولكن يبقى الآن التنفيذ.
