الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ألا تستحون من أنفسكم؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى البداية يجب ألا ننسى الوضع السيئ الذى كانت عليه مصر بعد أحداث 25 يناير من خراب ودمار ومظاهرات وحرق وإرهاب وانقطاع دائم للكهرباء واختفاء أنابيب البوتاجاز والبنزين، والسرقة والبلطجة فى كل مكان وفقدنا الأمن والأمان، وعندما طالبنا المشير السيسى آنذاك أن يحكم مصر فكان لنا طوق النجاة من الغرق فى بئر مظلم ليس له نهاية، وأنقذ مصر وعاد بها بلد الأمن والأمان وبنى مصر الحديثة فأنجز إنجازات لا حصر لها فى جميع المجالات طرق وكبارى ومساكن ومزارع سمكية ومحطات كهرباء وحقل غاز وعلاج فيروس سى وفتح المصانع المغلقة من سنين وتسليح الجيش والقضاء على الإرهاب.. إلخ
فى أربع سنوات فقط ولا ينكر وطنيته وإخلاصة لمصر إلا جاحد أو حاقد فنحن معه على العهد والوعد بأن تكون مصرنا الحبيبة (قد الدنيا) كما وعدنا ووعدناه.
ولكن.. الإصلاح الاقتصادى كان يجب أن يتحمله الجميع.. لا أن تتحمله الطبقة المتوسطة فقط، إن رفع الدعم عن المحروقات والكهرباء لسد عجز ميزانية الدولة جاء على حساب هذه الطبقة التى هى السواد الأعظم من الشعب والتى لا تستفيد من التموين ولا تعلم أبناءها فى المدارس الحكومية بالمجان ولا تعالج فى المستشفيات الحكومية ولا تركب المواصلات العامة، فهى تعتمد على دخلها البسيط فى أن تعيش عيشة كريمة وهى الطبقة التى بها المثقفون والعلماء وأصحاب السلوك والثقافة الراقية المحترمة ولكن بعد هذا الغلاء الجنونى فى الأسعار والمستمر بلا توقف وانفلات فى السوق بسبب جشع التجار بعد رفع الدعم والتى غضت الحكومة عنه الطرف وتركت الشعب البسيط فريسة لجشعهم دون مراقبة أو محاسبة، نحن نعلم جيدا أن عملية الإصلاح الاقتصادى دواء مر لعلاج داء عضال أصاب مصر منذ عهود ولابد منه، ولكن لا يكون على حساب هذه الطبقة المتوسطة من الشعب فقط، وكان يجب أن يتحمله الجميع وأولهم أصحاب الملايين والمليارات من رجال الأعمال والتجار وأصحاب القرى السياحية وشركات الاتصالات والمزارع والمصانع والمستشفيات الخاصة والممثلين ولاعيبة الكرة والإعلاميين، فهؤلاء دخلهم وأرباحهم بالملايين، فلماذا لا تفرض الحكومة عليهم ضريبة تصاعدية لمدة ثلاث سنوات، وأيضًا مَنْ يتقاضون رواتب أكثر من عشرين ألف جنيه يفرض عليهم دفع نسبة من رواتبهم حسب قيمة كل مرتب وتدخل فى حساب صندوق تحيا مصر شهريًا لمدة ثلاث سنوات وبهذا لن نحتاج للمساس بجيب المواطن البسيط، وأيضًا كان يجب رفع الدعم بالكامل عن بنزين 95 فهو للسيارات الفارهة ويرفع بالتدريج البسيط عن بنزين 92 ولا نقترب من بنزين 80 والسولار لأنه لاستخدام البسطاء فقط، وأيضًا يرفع الدعم بالكامل مرة واحدة عن الكهرباء ولكن على سكان الفلل والقصور والكمبوندات والقرى السياحية والفنادق والسفارات والمولات وشركات الاتصالات والمحال التجارية والكافيهات ويظل الدعم لبيوت البسطاء فقط.
أنا أتعجب لماذا لم يشارك كل هؤلاء الأثرياء فى خطة الإصلاح الاقتصادى ألا يستحون من أنفسهم؟ إنهم جمعوا ثرواتهم من جيوب هذا الشعب الصابر الكادح ولزامًا عليهم أن يردوا له الجميل ويساعدوه فى محنته ولا يتركوه يتحمل كل هذه المعاناة وحده فى بناء الوطن، إن الطبقة المتوسطة لم يعد لديها القدرة على التحمل أكثر من ذلك بمفردها وخاصة المرضى منهم وهم كثر جدًا بعد ارتفاع سعر الدواء بنسبة 300% فهذه الطبقة، انزلقت واقتربت من خط الفقر وهذا مؤشر خطير جدًا.
إنهم يأنون من العوز الشديد هذه الفترة وليس عدلًا أن يتحملوا هم فقط كل هذه المعاناة لبناء الوطن، بينما الأثرياء لا يستحون فإذا دفعوا بشكل ثابت لمدة ثلاث سنوات سيوفروا مبالغ سنوية بالمليارات يساندوا بها الدولة ويكون عملًا وطنيًا منهم لخدمة بلدهم وبهذا يكونوا رفعوا عبئًا كبيرًا عن كاهل الدولة والشعب البسيط.
حفظ الله مصر وجيشها وشعبها الأصيل.