الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

مرصد الأزهر: رئيس الوزراء الكندي مثال للتعايش وقبول الآخر

مَرْصَدُ الأزْهَرِ
مَرْصَدُ الأزْهَرِ لمكافحة التطرف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اعتبر مَرْصَدُ الأزْهَرِ لمكافحة التطرف، "جاستن ترودو"، رئيسَ الوزراءِ الكنديَّ، بأنه لَبِنَةً حقيقيةً وقويةً في جِدارِ التَّعايُشِ وقَبولِ الآخَر، موصياً جميعَ المسئولينَ وصُنّاعِ القرارِ بالعالَمِ أن يَحْذوا حَذْوَهُ، فَهَذا هوَ السَّبيلُ الوحيدُ لإقْرارِ السِّلامِ. 
وعرض تقرير صادر عن المرصد اليوم الثلاثاء، السيرة الذاتية لـ"جاستن بيير جيمس ترودو" الذي ولد في الخامسِ والعشرينَ مِن شَهْرِ ديسمبر عام 1971م، في مدينةِ "أوتاوا" الكنديةِ، وهو الابْنُ البِكْرُ لِرئيسِ الوزَراءِ الكَنَديِّ السّابِقِ "بيير ترودو" وزوجتِهِ "مارجريت ترودو"، والذي تقاعَدَ عَن رئاسةِ الوزَراءِ عام 1984م. تَرَبّى "جاستن" عَلى الُّلغَتَيْنِ الفَرَنْسيَّةِ والإنْجِليزيَّةِ في عائلةٍ لَها جذورٌ في شرقِ وغربِ كندا. ساعَدَتْ هذهِ الأصولُ عَلى تشكيلِ شَغَفِهِ بالخِدْمَةِ العامَّةِ وإيمانِهِ بأنَّ قوةَ كَنَدا تَكْمُنُ في تَنَوّعِها.
حَصَلَ "ترودو" على درجةِ البكالوريوس في الأدبِ الإنجليزيِّ مِن جامعةِ "ماكجيل" (1994م) وبكالوريوس في التربيةِ مِن جامعةِ "كولومبيا" البريطانية (1998م)، وَوسِمَ عامُ 1998م بمأساةٍ عائليةٍ، حيثُ توفيَّ شقيقُهُ الأصغرُ "ميشيل" الذي جَرَفَهُ الانهيارُ الجليديُّ.
ثُمَّ قَضي "جاستن ترودو" عدةَ سنواتٍ في تدريسِ الُّلغةِ الفَرَنْسيَّةِ والرّياضياتِ وغيرِها من الموادِ في مدينةِ "فانكوفر" الكندية، التي تقعُ جنوبي غرب ولاية "كولومبيا" البريطانية. كما سمحَ العملُ بالتدريسِ أن يكونَ لــــ"جاستن ترودو" تأثيرٌ إيجابيٌّ عَلى حياةِ الشّبابِ، وحتّي اليوم فَهْوَ مُصَمِّمٌ عَلى أن يُسْمَعَ أصواتُ الشّبابِ داخِلَ الفُصولِ والبَرْلَماناتِ.
وفي 28 من سبتمبر 2000م، توفيَّ والدُهُ عَنْ عُمْرٍ يُناهِزُ الثمانينَ عامًا، وألْقى "جاستن" خطابًا تأبينيًّا لَمَسَ قلوبَ الحاضرينَ، وبعدَها بدأ توجُّهُهُ السّياسيُّ، وفي عامِ 2002م، قرَّرَ التَّخَليَّ عَنْ الأستاذيةِ وعادَ إلى "مونتريال" ليصبحَ رئيسًا لمجلسِ إدارةِ "كاتيمافيك" "Kati­ma­vik"، وهو البرنامَجُ الذي أعَدَّهُ والدُهُ لِخِدْمَةِ الشّبابِ.، ومِنْ خِلالِ الفعالياتِ والمؤتمراتِ التي حضَرَها في "كندا"، شَجَّعَ "جاستن" الشّبابَ الكندي عَلى الانخراطِ في قضاياهُم وعَلى أن يُصبِحوا مواطنينَ نشطينَ في مجتمعاتِهِم، وكَشَفَتْ هذه الجولاتُ لـــ"جاستن" أنَّ قضايا الشّبابِ الكَنَدي (كالتعليم والبيئة والمستقبل الاقتصادي) تحتاجُ إلى صوتٍ أقوى لتمثيلِهِم.
وبينَ عامَي 2002م و2003م، استأنَفَ دِراسةَ الهندَسَةِ في كليةِ "مونتريال" للهندسة "l’Ecole poly­tech­nique de Montréal"، ثُمَّ دَرَسَ في مَجالِ الجُغْرافيا البيئيةِ في جامعةِ "ماكجيل".
وفي عامِ 2006م، قرَّرَ "جاستن ترودو" دخولَ الحياةِ السّياسيةِ الكنديةِ، وبدأ السِّباق لقيادَةِ الحزبِ الليبراليِّ الكنديِّ (PLC)، ليصبِحَ زعيمًا للحزبِ في 14 من أبريل 2013م، بنسبةِ 80% مِن الأصواتِ في الجولةِ الأولي. وفي أكتوبر 2015م، فازَ حزبُهُ في الانتخاباتِ الفيدراليةِ ثُمَّ عُيّنَ رئيسًا للوزراءِ ليصبحَ بذلكَ ثاني أصغَر رئيسِ وزراءٍ للبلادِ حيثُ بلغَ عمرُهُ آنذاك 43عامًا.
ودفَعَ هذا الأمرُ الشَّبابَ للمشاركةِ في الحياةِ السّياسيةِ بشكلٍ جِدّىٍّ. كما عَمِلَ "جاستن ترودو" بشكلٍ وثيقٍ معَ فريقِهِ لوضعِ خُطَّةٍ لخلقِ فُرَص العَمَلِ وتنميةِ الاقتصادِ وتقويةِ الطبقة المتوسطة وخلقِ الفُرَص الاقتصادية المتساوية للجميعِ واحترامِ وتعزيزِ الحرية والتنوع وتشكيلِ حكومة أكثر ديمقراطية تُمَثِّلُ بأمانةٍ أكبرَ عددٍ مِن الكنديينَ.
وفي عامِ 2005م، تزوجَ "جاستن ترودو" مِن مقدمةِ البرامج التليفزيونية السّابقة، "صوفي جريجوار"، وأنجبَ منها ثلاثةَ أطفالٍ : "إكزافييه" (من مواليد أكتوبر 2007م)، و "إيلا-جراس" (من مواليد فبراير 2009م)، و"هدريان" (من مواليد فبراير 2014م).
وتحت مسمي رَجُلٌ يُجَسِّدُ التَّعايُشَ وقَبولَ الآخَر، ألمح المرصد إلي أن كندا تَضُمُّ العديدَ مِن الأعْراقِ والجِنْسياتِ والثقافاتِ المتنوعةِ والمختلفةِ، إلا أنَّ نسيجَها المجتمعيَّ يمتازُ بقدرٍ كبيرٍ مِن التَّسامُحِ وقبولِ الآخَر، ويؤمنُ بأنَّ احترامَ وتعزيزَ الحُرّيَّةِ والتنوعِ هو سِرُّ التقدُّمِ والرُّقيِّ. ومِنْ هذا المُنْطَلَقِ حَرِصَ رئيسُ الوزراءِ الكَنَديُّ "جاستن ترودو" عَلى الحفاظِ عَلى تناغُمِ وتنوعِ الشَّعْبِ الكَنَديِّ الذي جَعَلَ مِنْ هذا البَلَدِ سِمَةً خاصَّةً تكفُلُ حريةَ المعتقدِ وتُجرِّمُ مَن ينتهِكُ حَقَّ ممارسةِ العبادةِ للكنديينَ والمقيمينَ في "كندا".
وفيما يتعلَّقُ بالجاليةِ المسلمةِ التي تُمَثِّلُ جُزْءً مِن النسيجِ الكَنَديِّ، فإنَّ الحكومةَ الكنديةَ وعَلى رأسِها رئيسُ وزرائِها "جاستن ترودو" تولي المسلمينَ وقضاياهُم ومناسباتِهِم الدّينية اهتمامًا خاصًّا، وإليكُم بعضَ مواقِفِهِ معَ المسلمينَ.
وفيما يتعلق بشهر رمضان، كشف المرصد أن رئيسُ الوزراءِ الكَنَدي اَرْتَدي جِلْبابًا لِيُكَرِّمَ جُمْهورَ النّاخبينَ مِنَ المُسْلِمين، وشاركَ جاستن ترودو مجموعةً من الجاليةِ الباكستانية طعامَهَا في أحَدِ المساجدِ في كندا احتفالًا بفوزِهِ في أعقابِ الانتخاباتِ التشريعيةِ الأخيرةِ في بلادِهِ (وهذه ليست المرة الأولى التي يشاركُ فيها ترودو في نشاطاتٍ لِمُسْلِمي كَنَدا، فَقَدْ سَبَقَ لَهُ أنْ قامَ بِزياراتٍ عِدَّةٍ لأكثرِ مِن مسجدٍ في البلادِ، إلي جانب تهنئته المُسْلِمينَ بِحُلولِ ذلك، وشاركهم الإفطارَ في أحَدِ المساجِدِ بـ"كندا". وعَبْرَ صفحتِهِ عَلى "تويتر" قالَ : "إنَّ المسلمينَ سيبدأونَ اليومَ رحلةً روحانيةً مِن الصلاةِ والصومِ والتأمُّلِ لمدَّةِ شهرٍ والاحتفالَ بنزولِ القرآنِ عَلى النبيِّ محمدٍ". كما نَشَرَ مقطعَ فيديو عَلى حسابِهِ عَلى "تويتر" يَتَمَنّى فيهِ شهرًا كريمًا لجميعِ المسلمينَ. وأضافَ أنَّ "رمضانَ هو وقتٌ للصلاةِ والتأمُّلِ الرَّوحانيِّ، وكذلكَ فُرْصةٌ للتفكيرِ في قِيَمٍ مِثْل التعاطُفِ والامتنانِ والكرمِ". وأشارَ إلى أنَّ "رمضانَ يطلُبُ منّا بذلَ المزيدِ مِن الجَهْدِ لتطبيقِ هذه القِيَمِ وتقديمَ كُلِّ ما لَدَيْنا والعطاءَ بسخاءٍ للآخرينَ في مجتمعاتِنا وحَوْلَ العالَمِ".
وسلط التقرير الضوء علي دفاع رئيسُ الوزراءِ الكَنَدي عَنِ البُورْكيني، معتبرًا أنُّهُ رَمْزٌ لِـ"قَبولِ" الآخَرِ في مُجْتَمَعٍ مُنْفَتِحٍ، وقالَ : "نعم، بالتأكيد، هناك (...) جَدَلٌ كما هو الحالُ دائمًا، والنقاشاتُ ستتواصل"، مُشَدِّدًا في المُقابِلِ على أنَّهُ "في كندا يَجِبُ أنْ نَذْهَبَ إلى ما هُوَ أبْعَد مِنَ التَّسامُحِ".
واختتم التقرير بدعوة "ترودو" إلى التَّصَدّي للإسْلاموفوبيا، من خلال ادانة الحادِثَ الإرهابيَّ الذي تَعَرَّضَ لَهُ أحَدُ مَساجِدِ "كيبيك"، والدعوة لقانونٍ يُجَرِّمُ أعمالَ الإسْلاموفوبيا وجميعَ أشكالِ التمييزِ الدّيني وأحداثِ العنصريةِ الممنهجةِ، إلي جانب الإشادة بموقفه من لاجئي الرّوهينجا، ومَوْقِفِهِ تُجاهَ قَضيةِ القُدْسِ حيث أعَرَبَتْ "كندا" عَن "بالغِ قلقِها" بعدَ مقتلِ هذا العدد مِن الفلسطينيينَ عَلى يَدِ الجيشِ الإسرائيلي أثناءَ المظاهراتِ المعارضةِ لنقلِ السّفارةِ الأمريكيةِ إلى القُدْسِ، وقالت إنَّ قتلَ المدنيينَ أمرٌ "غير مقبول، وطالب بإجراءِ تحقيقٍ مستقلٍ في أعمالِ العنفِ الأخيرةِ في قطاعِ غزَّة.