الأب هاني باخوم يكتب: الإنسان أولاً

من أجله خلق الله الكون ونصبه سيداً ومدبراً عليه، له وبه قامت الحضارات والثقافات، وله أرسل الله الأنبياء وأغلى ما لديه كلمته. الإنسان لأنه أولاً وقبل كل شيء.

يوصي الشاعر نظيم حكمت إبنه في قصيدته ويقول: رائع أن تحب الطبيعة والبحر والزهور، لكنه أروع أن تحب الإنسان. قيم أن تشعر بالحزن أمام أوراق الشجر المتساقطة بالخريف، أو أمام اختفاء نجم من السماء، أو ضياع شيئ لكن أقيم أن تشعر بالحزن أمام الإنسان المتألم.

تبقى هذه الكلمات اساسية لكل البشرية لكل وقت ومكان. فمازال العديد منّا يتالم لاجل فكرة او ايديولوجية او عقيدة، وينسى الم طفل يجهض في رحم أمه، أو إنسان يتعذب بسبب مصلحة آخر أو اضطهاد أو فكر أو عقيدة فسرت بتطرف. بسبب شخص وضع قبل الإنسان الفكر أو الايدولوجيات أو المعتقدات.

فلنحب القيم ولنؤمن بالعقائد ولندافع عن الأيدولوجيات ولكن فلنحب قبلاً الإنسان. فليبقى هو الهدف والغاية وليس وسيلة، كما يقول الفيلسوف كانت.

فلنرتب سلم اولاوياتنا كاشخاص كمجتمع فلنقدر ما نقدره ونقيم ما نقيمه ونؤمن بما يجب ان نؤمن به ولنضع على أول السلم الإنسان. 

الأب هاني باخوم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية بمصر..