الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"مرسي" الألفة والإيلاف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان لقاء تكريميا استثنائيا فى حضوره النوعى دشنه المجلس الأعلى للثقافة، ضمن برنامجه الشهرى (يونيو) فى الاحتفاء برموز مصر الفكرية والثقافية، المُكرم صاحب رحلة العطاء هو أستاذ الأدب الشعبى الدكتور أحمد مرسى، امتلئت القاعة ولساعات أربع توالت الكلمات عقب كلمة المُكرم، وقبلها كلمة رئيس المجلس الدكتور سعيد المصرى، ومدير حفل التكريم الدكتور أحمد زايد، حيث استهل الناقد والمفكر جابر عصفور تحيته لصديق عمره بوصفه «مُؤْلِف ويُؤلف» وقال ضاحكا وكاشفا عن سر يبوح به للمرة الأولى كونه «سارق» عشرات الكتب من مكتبة «مرسى» دون أن ينتبه له، واعتبر المُكرم المستحق لذلك صاحب مشروع تفانى فى الإخلاص له.
الكلمات والمداخلات التى توالت كانت تسرد حكايات مبتدأ، ومناسبة العلائق معه، فيها اتفاق، واختلاف رأى وطريق، الساردون معارفه ورفاقه وأسرته، تكلم فى أمسية التكريم: المفكر والدبلوماسى والأديب، والكاتب الصحفى، وأساتذة عملوا معه وقاربوه هم نخبة من جامعة القاهرة، وأكاديمية الفنون الشعبية، كما تلاميذه من أكثر من مدينة وجامعة شجعهم ودفع بهم لولوج دراسة وبحث المأثورات الشعبية لمناطقهم، وقد أعلنوا أنهم يدينون له فى رسم خطاهم الأولى، وأسمعتنا شاعرة شعبية شجع الدكتور «مرسى» على وجودها فى لجنة لتوثيق الحفظة والرواة، نصا شعريا تحية لمحب وباحث وموثق الثقافة اللا مادية المُكرم، ما جرى سرده من حكايات مستعادة لمواقف نبيلة وشجاعة وداعمة اتفقت أغلبها على ما امتلكه «مرسى» من تواضع وصفات بمن يخلق الألفة والود معه أول معرفته، فهو «مُرسى الألفة والإيلاف»، كما وذهنية تربوية مستنيرة تؤمن بحق الرأى والاختلاف.
كنت عرفت الدكتور أحمد مرسى، كقارئة وباحثة مفتتحة فى دراستى العليا بجامعة طرابلس (الماجستير 2000) فأغلب كتبه المُهمة ضمن مراجعى ولاحقا كُتبى فى بحثى حول الحكاية الشعبية الليبية (جنوب ليبيا نموذجا)، ومع العشرية الثانية للألفية تشاركتُ معه مؤتمرين، أولهما بالإسكندرية 2015، ثم بالمنصورة 2016، وفى مداخلتى أمسية تكريمه بالمجلس حكيت كرمه ومساندته، وقصتى معه وأنا أباشر إجراءات حصولى على المعادلة من المجلس الأعلى للجامعات للشروع بالدكتوراه بقسم الأدب الشعبى بجامعة القاهرة، وأشرتُ إلى خصلة تمثل ملكة تمتع بها الدكتور أحمد مرسى ما انتبهتُ إليه وأنا أستمع إلى عديد المداخلات فى أمسية التكريم، إذ أستطاع أن يثبت أنه ممن يولون عناية وأنتباه تفضيان الى تكشف قدرات وملكات من يقاربهم من تلاميذه، فلسان حالهم اليوم الشكر والتقدير الكبير وأدانة بالفضل والجميل لأنه ساهم في ترسم طريق يفخرون به اليوم ما جعلهم ينجزون بجهد ومثابرة فيما انحازوا إليه، وقد سبقهم هو لذلك وصار القدوة كباحث رائد – متعه الله بالصحة والعافية - فى حفظ وتوثيق ودراسة الثقافة الشعبية.