الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

سيد البحراوي.. الباحث عن لؤلؤة المستحيل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
واحد من أهم النقاد ليس في مصر فقط بل في العالم العربي، وأوروبا، إنه الدكتور سيد البحراوي أستاذ الأدب العربي والنقد بجامعة القاهرة، كما عمل في جامعة ليون الثانية بفرنسا، وتولى الإشراف على عشرات الرسائل العلمية للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه في مصر والجزائر وفرنسا. 

شارك في كثير من المؤتمرات الدولية والعربية منذ عام 1979، ونُشرت مقالاته في مختلف الصحف المصرية والعربية والفرنسية، وكتب عنه مجموعة من الباحثين في كتاب صدر عن دار العين سنة 2010 بعنوان النقد والإبداع والواقع.. نموذج سيد البحراوى مع مقدمة للدكتور محمد مشبال. 

علم اجتماع الأدب
وكعادة المفكرين الكبار أبناء بيئتهم والمثقفون الذين يهتمون بمشكلات مجتمعهم ليس فقط على المستوى الاجتماعي بل على جميع المستويات، فقد كان سيد البحراوي يعيش واقع مجتمعه يناقش أزماته ويطرح الأسئلة ويفكك المشكلات انه مثال للمثقف العضوي المتفاعل مع مجتمعة والمتزامن مع مشكلاته، منطلقا من مدرسة النقد الاجتماعي الذي أسس لها في كتابه "علم اجتماع الأدب"، الذي استعرض فيه "قصة علم الاجتماع الأدب" عبر مراحلها الأساسية، التي بدأت من القرن الثامن عشر، ثم مع الوضعية والماركسية في القرن التاسع عشر، ثم الأمبيريقية في منتصف القرن العشرين، وأخيرًا مع "علم اجتماع النص" آخر مواليد هذا العلم. ولكن هذه القصة ليست مجرد قصة مسلية، فقد حرص البحراوي على أن تكون قصة ديالوجية حسب مصطلح باختين، حيث تعددت أصوات كل فصل فيها. فقد عرض لأهم المفاهيم والأسماء في كل منهج، وقدم الانتقادات الأساسية الموجهة له، بحيث تتضح ضرورة التطور في العلم من أجل تعديل وجهته إلى المنحى الصحيح، الذي تصور أنه ربما قد وصل إليه في النهاية مع علم اجتماع النص.

ويؤكد البحراوي في هذا الكتاب أنه منحاز لمنهج اجتماعي لدراسة النص الأدبي، لأن أدبنا العربي، بل ومجتمعنا المعاصر أحوج ما يكون لمثل هذه الدراسة، التي تستطيع وحدها أن تزيل الحاجز الواضح بين الأدب والقراء. وهو حاجز ناتج عن مشكلات اجتماعية متمثلة في الفقر والأمية وسوء التوصيل وغيرها، كما أنه ناتج عن عوائق فنية في النصوص الأدبية نفسها، حيث إننا نزعم أنها لا تسعى نحو التواصل مع محتوى شكل الجماعة أو الجماعات العربية المعاصرة. ومن هنا كانت نهاية الكتيب بمساهمته بمنظور "محتوى الشكل" كموضوع للدراسة الأدبية، ومنهج صالح لها أيضا.

لؤلؤة المستحيل
وعن اختيارنا للعنوان "الباحث عن لؤلؤة المستحيل" فهو عنوان أحد أهم كتابات السيد البحراوي في النظرية النقدية، وكانت بدايات هذا الكتاب حينما نشر البحراوي مقالا في الذكرى الثانية لرحيل أمل دنقل في المجلة الفرنسية "اليوم السابع" يوم 10 يونيو 1985، شارحا ومفسرا المحطات التى مرّ بها أمل، من خلال تحليله لقصيدة «مقابلة خاصة مع ابن نوح». ويربط البحراوى في هذه المقالة بين الازدهار الذى حققته القصيدة الدنقلية، والازدهار الذى تحقق على مستوى الحركة الوطنية عموما، التى تبلورت وتصاعدت بعد هزيمة يونيو 1967، ثم انفجرت فى شكل رفض شعبى جارف لها ولرموزها - أى الهزيمة - مؤكدا على أن أمل دنقل من أول المبدعين الذين تجاوزوا الهزيمة ولم يكن أمل وحده الذي تجاوز الهزيمة بل كانت هناك حركة ثقافية ناهضة عامة فى المسرح والقصة والشعر، ويخصّ البحراوى شعر العامية بنصيب وافر فى القدرة على التعبير عن تلك الحركة الوطنية آنذاك. هكذا يرى البحراوى موقع أمل دنقل، المرتبط والمتشابك مع كل الظروف والملابسات السياسية والفكرية والثقافية، وجعلت من أمل دنقل شاعرا، ليس مقبولا فقط بين القراء والمثقفين، بل جعلته الناطق الشعرى باسم الجماهير الرافضة لكل أشكال الفساد والانحراف الديمقراطى الذى بدأت السلطة السياسية تعمل على تعميقه وتجذيره، وإبراز الديمقراطية ذات الأنياب، مثلما جاء على لسان قادة المرحلة آنذاك. وتطور المقال إلى كتاب كامل، صدر فى بيروت عام 1988، ويقول البحراوى فى تقديمه للكتاب: «وراء إعداد هذه الدراسة فكرة قديمة راودتنى منذ سنوات عديدة، هدفها الأول محاولة تقديم نموذج لمنهج علمى لدراسة النص الأدبى، عبر تحليل مجموعة من النصوص الشعرية التى تمثل الانتقالات الأساسية فى تاريخ القصيدة العربية، كان الهدف مزدوجا إذن، تقديم نموذج لمنهج التحليل، وتقديم التطورات الأساسية فى بنية القصيدة العربية على مرّ العصور». وهنا يتضح طموح البحراوي في تطوير النقد والعمل على بناء نظرية نقدية ثورية تتناسب مع طموحات المجتمع.

البحراوي مبدعا
عاش البحراوي كالراهب في محراب الكتابة والنقد غير منفصل في الوقت ذاته عن مجتمعه وما يدور فيه فترى كتاباته كاشراقات نورانية او تجليات لها حظها من الطرافة وخفة الدم المصرية، فحينما يشغله عنوان أحد المحلات الشهيرة التي ظهرت مع سياسة الانفتاح السَّاداتي «السَّلام شوبنج سنتر، لملابس المحجبات» يتخذ هذا العنوان نموذجًا دالًا على حالة الإسفاف التي وصلنا إليها بدءًا من هذا الخلط اللُّغوي الفاحش، وهو ما تجاوزها إلى تلفيق أيديولوجيا لن تحدث على مستوى الواقع وإنْ حدثتْ على مستوى اللافتة التي جمعَّت ما لا يجتمع، ومن خلالها أيضًا عرض لصورة واعية للمتغيرات التي جرت إبّان السبعينات ودون أن تحتاج إلى موقف صريح ليعلن رفضه لهذه المعاهدة التي يراها كما يُعلِّمنا في قاعات الدرس بأنها اتفاقية الطرف الواحد.

وعلى المستوى الابداعي يعترفُ وهو صاحب النظرية النقدية العربية الوحيدة ذات الإطار المنهجي، والتي طبّقها في كتابه الرّائد «محتوى الشكل في الرواية العربيَّة»، بأنّه في نصوصه الإبداعيَّة يكتبُ متحرِّرًا من قيود النوع الأدبيّ، وَمُحطِّمًا للحدود المائزة بين الأنواع التي يشرح فروقها وخصائصها في قاعات الدرس للطلاب، فتتماهى الحدود وتنفتح النصوص رافضة القولبة حتى تغدو نصوصًا مُستَقِلة غير قابلة للتصنيف النوعي كما في مجموعة «صباح وشتاء» وإن سمّاها نصوصًا في حين تبقى «طُرق متقاطعة» بلا عنوان أو هوية نصية، أما «شجرة أمي» فهي مزيج من أشكال عدة فلسفية وأدبية أو حتى مراجعة فكرية لكتاباته النقدية والأدبية بصفة عامة، ففيها ثمة مرثية لزمن قديم ولقيم تغيّرت في القرية بفعل حركة الإحلالات والتطورات التي شابت القرية، حتى غدت العادات والتقاليد التي ترثيهما الرواية في زماننا مجرد أشلاء أشياء، كما أنها تفضح التشوهات التي أصابت المثقف، فتتجاوز الرواية حالة البوح والرثاء لأمه إلى مرثية لعالمه وواقعه. ومرجع هذا التمرُّد على حدود النوع، لأنه كما قال «لأني ببساطة، كنت أكتبُ تلقائيًا، دون أن أعرف أنّ ما أكتبه هو كتابة، وربما لم يكن كذلك بالفعل، خواطر، انفعالات، تأملات، حوادث صغيرة تركتْ أثرًا فيّ» أو «لأن حالة الإبداع لديّ تضعني في حالة خاصة، هي أقصي درجات أناي أو صدقي مع نفسي متخلصًا من أيّ مؤثرات سوي تحقيق خصوصية التجربة التي أكتبها أيًّا كان نوعها» كما صرَّح في إحدى شهاداته، وعندما تقرأ له رواية «ليل مدريد» الصادرة عن دار التجليات، يوجعك بهذه الغربة والاغتراب اللذين دفع إليهما أبطاله، خاصة شخصية هناء، والأزمات التي عاشتها، كثيرون تألموا لحالة التمزُّق التي عانتها بطلته بل إن القليل وجدوا فيها قسوة على الشخصية.

تحطيم التابوهات
تناول عدد من الكتاب والنقاد أعمال سيد البحراوي وسيرته الذاتية من بينهم، ممدوح فراج النابي الذي كتب مقالا مهما في جريدة العرب اللندنية في 2015، قال فيه: "من الصعب بمكان أن تفصل بين سيد البحراوي المناضل السِّياسيّ منذ أن اشترك في الحركة النضاليّة في الجامعة وقت أن كان طالبًا، وهو الدور الذي يمارسه حتى الآن عبر نشاطاته المتعدِّدة ورفضه للكثير من المواقف (المايعة) للسّياسيين، وحتى باشتراكه في المظاهرات، وتوقعياته على بيانات الإدانة والشجب، وبين المثقف الواعي الأكاديمي الذي يمارسه في قاعات الدرس أو في الندوات والمؤتمرات التي يُشارك فيها محليًا ودوليًا، فمواقفه وآراؤه واضحة وسامقة ومن ثمّة لا يجوز الفصل بين تاريخه النضالي وتاريخه التنويري الذي يمارسه الآن وسخطه الشديد على التبعية الذهنية التي هي أشبه بوصمة العار في ثقافتنا، ومن ثمة يردُّ كلَّ الانتكاسات إليها، وهو ما ينذر برؤية تشاؤمية، عكس ما ارتآه بعد ثورة 25 يناير 2011، حيث رأى الكثيرون في وصول الإسلاميين إلى الحكم تشاؤمًا، في حين رأى فيه نقيضه، ومرجع هذا التفاؤل يعود إلى إيمانه بحقيقة «أن ما نحن فيه هو ضرورة موضوعية يفرضها التطوُّر التاريخي للمجتمع المصري المُسمّى بالحديث، أي أن وصول الإسلام السِّياسيّ إلى الحكم كان لا بد أن يحدث، سواء الآن أو بعد ذلك، أو ربما كان من الأفضل قبل ذلك»، كما يُشدّد على «أنّ اللحظة الرّاهنة هي أكثر اللحظات احتياجًا وقبولًا في المجتمع المصري لشعار وحل الاشتراكية» وإن كان يرى أن ثمّة مسافة وفارقًا بينه وبين شعار “العدالة الاجتماعية” الذي رفعه الثوّار في 25 يناير، وهي عنده مصطلح فضفاض لا يعني شيئًا لأنه يعني مئات الأشياء في ذات الوقت نفسه."

مديح الألم
تعرض البحراوي لمرض العصر الذي أصاب عدد ليس بالقليل من المصريين "السرطان"، وبعد أن تعافى منه قدم لنا ما يشبه السيرة الذاتية في كتابه "في مديح الألم" الصادر عن دار الثقافة الجديدة، والذي يروي فيه تفاصيل يومياته خلال رحلة العلاج من هذا المرض اللعين.

فينقل لنا البحراوي كيف اكتشف أن الألم قرين للحياة، مثل السعادة أو الراحة، وأن كل الكائنات الحية تشعر به وتحاول البحث عن وسائل للهروب منه. يقول البحرواي “كنت أحاول أن أعيش بأقل قدر من الألم والتعاسة، وأقل قدر ممكن من إزعاج الآخرين، كما كنت إلى حد ما سعيدا، وحين فكرت في احتمال الموت، لم أكن منزعجا، فليأت إذا أراد، لكني على كل حال أستطيع أن أعيش ما بقي من العمر”. 
ويضيف “احتمال الموت يجعلك أكثر قدرة على مراقبة تمثيليات الأحياء لترتيب مستقبل حياتهم، وما فيها من سذاجة وطفولة”، ربما كانت هذه المقولة طريق المؤلف إلى كشف عميق لما أراد قوله في كتابه “في مديح الألم”.

وقد أجمع كل من تحدثوا عن كتاب "في مديح الألم" أكدوا في مقالاتهم أن الكتاب غني بمقولات طريفة، فمثلا عندما تعرف أن “عكس كلمة الألم الراحة وليس السعادة”، فإنك تقرأ الكتاب وتنتهي منه وتظل هذه الجملة ساكنة في روحك لا تفارقها أبدا، كأنها اكتشاف “لغوي وفلسفي”، إذ تعود أفكار الكاتب إلى ما عايشه هو ذاته، فتقدم صورا مغايرة وتشبيهات وتمثلات مختلفة عن المألوف. وأن الكتابة عن المرض ليست بدعة، فالكثير من الكتاب العالميين كتبوا في هذا الصدد من قبل، لأنهم عندما وجدوا أنفسهم في محنة الألم تفجرت داخلهم حكايات ومقارنات وتعليقات، واكتشفوا أنهم في حاجة إلى التعرف على أنفسهم من جديد كأنهم يولدون مرة أخرى. ولا أدلّ على ذلك من قصيدة الحمى التي كتبها المتنبي أشهر شعراء العربية.

وتسائل البعض لماذا يمدح سيد البحراوي الألم، ويجيب عن ذلك يقول “انشغلت بموضوع الألم، وشغفت به نحو عام قبل أن أبدأ علاج السرطان، ثم توقفت إجباريا، لكن بعد انتهاء العلاج المؤلم أعود إليه. أريد أن أمجده، باعتباره قرين الحياة، فلا حياة بلا ألم”. 

ويقر النقاد بأن ما فعله البحراوي في يومياته، أنه بعد دهشة البداية، انفصل عن شخص الإنسان المريض وبدأ في مراقبته، محاولا التعرف على نفسه من جديد، التي تبدو له ولنا ذاتا جديدة نكتشفها رفقة كاتبها ونجول في ثنايا حياتها وهواجسها. يقول الكاتب “أحاول إعادة التعود على البيت، خاصة أشيائي الحميمة: الأوراق والأقلام، للتأكد من أنها ما زالت موجودة وفي مكانها”، هنا نرى بابا آخر ينفتح مع المؤلف في اكتشاف أكثر أشيائه اعتيادية، ويسرنا كذلك بأمر طريف آخر مثل إصراره على ممارسة التدخين لأطول فترة ممكنة، لأنه لم يشأ أن يخضع لشروط المرض منذ البداية.

رسالة للأصدقاء
ولأن البحراوي يهتم بالعلاقات الانسانية ففي حال مرضه الأول في 2014، حينما وصله انشغال تلاميذه وأصدقاءه عليه وخوفهم على حياته نشر بيان عن حالته الصحية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك جاء فيه: "منذ ثمانية شهور أعانى من آلام فى الظهر والرقبة والذراع الأيمن، الأساتذة الكبار تعاملوا معه باعتباره التهابًا فى العضلات أو انزلاقًا غضروفيًّا، ولم يأت كل ذلك بفائدة، وبالصدفة أثناء فحص شامل، أنصح الجميع بإجرائه دوريًّا، وبعد فحوصات وعينة، تأكّد وجود سرطان على الرّئة أقصى اليمين القريب من القصبة الهوائيّة، ومتصل بالغدد الليمفاويّة ومن الدرجة الثانية، أى متوسط الخطورة".

وأضاف البحراوى: "من الأهل والأصدقاء والزملاء، لقيت اهتمامًا يفوق الوصف، كنت أتوقعه ولكن ما لم أكن أتوقعه هو ما وراء الاهتمام، الجميع راجعوا - وسيستمرّون فى ذلك بعض الوقت - أنفسهم: لماذا أحبّونى إلى هذه الدرجة، أو لماذا أساءوا إليّ، وأعتقد أن هذا أمر مهم ومفيد لهم وللحياة".

وتابع: "بالنسبة لى، لست منزعجًا، أعرف أننى سأواصل الحياة - إن لم يحدث خطأ فادح فى العلاج- لدىّ أشياء مهمة أظن أنها قد تفيد الآخرين فى فهم ما حدث فى الخمسين سنة الماضية. لدى سيرة ذاتيّة شبه مكتملة، ورواية بعنوان الساحرات، وجزء ثانٍ من رواية ليل مدريد بالإضافة إلى مجموعة قصصية تصدر قريبًا عن دار كتب خان، وعنها أيضًا نعد لإصدار وثيقة صوتية: شريط كاسيت أرسلْته أنا وأمينة رشيد من باريس سنة 1985، إلى أهلى فى المنوفية، سيكون مفاجأةً على كل المستويات. وفي هذه الأيام أراجع مع صديقتى سارة الجزء الأول من كتاب "الرحلات"، الذى سيصدر عن دار الثقافة الجديدة. هل هناك ما يمكن أن يطمئنكم أكثر من ذلك؟"، هكذا كان وظل متفاعلا مع مجتمعه وأصدقائه وتلاميذه، وأخيرا تحتاج الكتابة عن سيد البحراوي ناقدا ومبدع ومناضلا وأستاذ جامعي ليس فقط صفحة في جريدة أو كتاب يتضمن شذرات عنه بل إلى عدد غير قليل من المجلدات التي تتناول كل تفصيلة من تفاصيل مفكر وأديب ومثقف عضوي تفاعل مع آلام وأفراح مجتمعه، وطرح على واقعه الأسئلة مناقشا الماضي والحاضر، مؤسسا لمستقبل يليق به ومجتمعه.