الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

سيد البحراوي.. ورحل المفكر الكبير

المفكر الدكتور سيد
المفكر الدكتور سيد البحراوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قامة أدبية وفكرية كبيرة، تميز بكتابته الإبداعية والنقدية على حد سواء، عمل أستاذا للأدب العربي بجامعة القاهرة، وقد خرج من الأجواء الأكاديمية ليلعب دورا كبيرا على الساحة الثقافية، إنه الناقد والأديب الدكتور سيد البحراوي الذي وافته المنية منذ قليل. 
كان البحرواي من تلامذة الناقد الكبير عبد المحسن طه بدر، وقد أبدع في الاشتباك مع النصوص الأدبية المعاصرة، على مستوى نظم الشعر وأيضا على مستوى النصوص السردية، ولقد واكب الرجل متطلبات وتطلعات الحركة الأدبية والنقدية العربية وما تثيره من إشكاليات عديدة وليدة الواقع والعصر، مما ساعده على صوغ نظرياته التي تراعي مجتمعاته العربية وحركاتها الثقافية. 
البحراوي، والذي كان يرقد مريضا بمستشفى قصر العيني، في آخر أيامه إثر معاناته القديمة مع مرض سرطان الرئة قبل أن يلقى ربه، قد أبدع من أجواء هذه الآلام التي عاشها مع المرض بعض التأملات التي نشرها في كتاب بعنوان "في مديح الألم" والذي استهله بهذه السطور المبدعة: "مثل كل البشر عانيت في حياتي مختلف أنواع الألم لكني لم أنتبه لأهميته على المستوى الذهني. كنت أشعر به وأعيشه حتى ينتهي أو يتزاوج مع غيره من المشاعر أو يأتي ألم جديد، فجأة ومنذ عامين بدأ ذهني ينشغل بالألم كفكرة وفلسفة، كان ساقي مكسورا، ولكنه شفي، ولذلك لم أنتبه إلى مصدر الإشارة الجسمانية إلى المخ، فيما انتبهت كان السرطان موجودا دون أن أعرف".
عمل البحراوي في جامعة ليون الثانية بفرنسا، وتولى الإشراف على عشرات الرسائل العلمية للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه في مصر والجزائر وفرنسا. شارك في كثير من المؤتمرات الدولية والعربية منذ عام 1979، ونُشرت مقالاته في مختلف الصحف المصرية والعربية والفرنسية، وكتب عنه مجموعة من الباحثين في كتاب صدر عن دار العين سنة 2010 بعنوان النقد والإبداع والواقع.. نموذج سيد البحراوى مع مقدمة للدكتور محمد مشبال، وتضمنت الدراسة نظرة نقدية لأعماله الروائية، فاهتموا بسؤال الموت والكتابة الروائية في روايته " شجرة أمي"، وأزمة الموت والمجتمع في رواية "ليل مدريد"، واللذة والألم أيضا في رواية "ليل مدريد"، ومن ثم النظر إلى الحياة كسردية كبرى في أعمال البحراوي. 
ومن أشهر أعمال البحراوي النقدية كتابه "في البحث عن لؤلؤة المستحيل" 1988، و"البحث عن المنهج في النقد العربي الحديث" 1993، و"محتوى الشكل في الرواية العربية" 1996، و"الحداثة التابعة في الثقافة المصرية" 1999، و"الأنواع النثرية في الأدب العربي المعاصر" 2003، و"في نظرية الأدب - محتوى الشكل مساهمة عربية" 2008، و"الإيقاع في شعر السياب" 2011.