الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

حنة ورقص وزمر.. طقوس ليلة العمر.. إيزيس وأوزوريس أول عروسين ابتدعا مراسم الاحتفال بـ"ليلة الحنة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"متزوقينى يا ماما أوام يا ماما دا عريسى هياخدنى بالسلامة يا ماما"، أغنية قديمة غنتها الفنانة مها صبري، اعتاد المصريون على سمعها فى كل الطقوس والاحتفالات التى تتم قبل وأثناء الزفاف، بما تشملها حفلات الخطوبة وليلة الحنة التى تسبق «ليلة الدُخلة» بليلة واحدة أو أكثر وفقًا لما يتم فى عصرنا الحالي.

تستحوذ ليلة الحنة على أهمية كبرى للعروس من بين كل الطقوس، لما تقوم به استعدادًا لـ«ليلة الدُخلة» والزفاف على الزوج، حيث تتهيأ العروس على أكمل وجه للدخول إلى إحدى أهم مراحل حياتها وهى الزواج، وتحرص الفتيات على الظهور بمظهر فائق الجمال فى هذه الليلة، فضلًا عن عدم نسيانهن الاحتفال بهذا الحدث المهم والطقوس التى اعتادت السيدات على فعلها فى ليلة «الحنة» وعلى رأسها رسم الحنة، وفى الغالب تتولى الفتيات مسئولية هذا الحفل بدءًا من اختيار الطريقة التى يردن الاحتفال بها، سواء التقليدية أو الحديثة، وصولًا لرسومات الحنة على أيديهن ومناطق أخرى من أجسادهن.
«الحنة» نبات مصرى قديم كان يستخدم فى الرسم إبان عصر الفراعنة، لأنه يتمتع بقدرة على الثبات، فضلًا عن تواجدها فى كتابات المصريين القدماء، إذ استخدمها الفراعنة فى الأظافر وصنعوا من أوراقها معجونا لصبغ الشعر، وعلاج الجروح، كما وجد كثير من المومياوات الفرعونية ظهر عليها آثار استخدامهم للحنة.

بدايات احتفال المصريين بـ«ليلة الحنة» 
يرجع وجود «ليلة الحنة» واحتفال المصريين بها إلى زمن «إيزيس وأوزوريس»، عندما عمد إله الشر (ست) إلى قتل أوزوريس طمعًا فى الملك ومزق جسده إلى ١٤ قطعة ووزعها على أقاليم مصر، فجمعت زوجته إيزيس أشلاءه من كل أنحاء مصر، فكانت كلما جمعت قطعة امتلأت يدها بالدماء، وعندما انتهت من جمع أشلائه كانت يدها قد صبغت باللون الأحمر، فاعتبر المصريون القدماء هذا رمزًا لـ«وفاء الزوجة»، فحرصت الفتيات على تلوين أيديهن بالحنة قبل الزفاف رمزًا للوفاء أيضًا، وانتقال العروس إلى حياة جديدة مع زوجها.
بينما رأى البعض الآخر أن أصل استخدام الحنة يرجع إلى أسطورة «أنس وبال»، حيث كان (أنس) آلهة الخصوبة والحرب، كانت ترسم يديها بالحنة قبل دخول أى معركة، ولهذا أصبحت السيدات يقمن برسم الحنة فى الليلة التى تسبق «ليلة الدُخلة». وتختلف طقوس «ليلة الحنة» من بلد إلى آخر ومن منطقة لأخرى داخل مصر، فأصبح المصريون حاليًا يحتفلون بالطريقة التى تتناسب مع رغباتهم ورؤيتهم لهذا الحدث المهم فى حياتهم، وكذلك تختلف الأزياء التى تلبسها العروس مع اختلاف نوع الأغانى التى يتم تحضيرها فى هذه الليلة، حيث تشهد احتفالات «الحنة» العديد من الأمور المختلفة إلى حد كبير، سواء بارتداء العروس الملابس المختلفة حسب موضة العصر، فضلًا عن حرص الفتيات الاحتفال بهذا اليوم على الطريقة الشعبية أو الكلاسيكية بالغناء والرقص، ولكن الأمر الذى لا خلاف عليه هو كون الحفل مقصورا على السيدات فقط من معارف الطرفين، وإن كان هناك حفلة أخرى للعريس فى هذا اليوم، فإنه تكون أيضًا مقصورة على الرجال فقط.

ليلة الحنة فى مصر من الأقدم للأحدث
وفقًا للعادات المصرية منذ قديم الأزل، تخصص «ليلة الحنة» لاحتفال العروس مع أقاربها وصديقاتها من السيدات فى منزل عائلتها، وقد يحتفل العريس فى منزله أيضًا مع عائلته وأصدقائه وأقاربه فى بعض الأحيان كنوع من الوادع لحياة العزوبية والاستعداد لاستقبال حياته الزوجية، والانتقال لمرحلة جديدة بدءًا من ليلة «الدُخلة» مباشرةً من خلال تحنية باطن القدمين فقط.
وتظهر الاحتفالات بهذا الشكل كما كان فى الماضى فى القرى والمناطق الريفية وأحيانًا الشعبية أيضًا، لحرصهم على الماضى وتطبيق طقوس الزفاف كما يجب أن تكون خاصة فى الأرياف، بغناء الأغانى القديمة الشعبية الخاصة باحتفالات الزواج التى اعتادت عليها الأمهات فى هذه المناسبات مثل «ادلع يا عريس- يا حنا يا حنا يا حنا يا قطر الندى- دقوا المزاهر- يا أم العروسة حضريلها الحنة- زغرودة حلوة رنت فى بيتنا.. بالإضافة إلى شعبيات فى الريف وأغان من عينة: قولوا لأبوها إن كان جعان يتعشى مع رقص العروس مع صديقاتها وسط حضور كبير من سيدات أهالى الطرفين والأطفال والفتيات.
ومن العادات المشهورة أيضًا أنه بعد تحنى العروس ورسم صديقاتها الحنة أيضًا يتم قرص رجلى العروس من الفتيات البكر على أمل اللحاق بها فى الزواج، والتى تسمى فى الأمثال الشعبية «اقرصيها فى ركبتها تحصليها فى جمعتها».
وتحرص والدة العروس دائمًا على استقبال الضيوف وتقديم الحنة فى «صينية» مزينة بالورود والنباتات الخضراء والبالونات والزينة الملونة الأخرى، بالإضافة إلى الشموع الملونة، التى تضيئها العروس، اعتقادًا بأن إضاءتها لهذه الشموع ستجعل حياتها الزوجية مضيئة وسعيدة، وتختلف طريقة وضع الحنة على الصينية، فمن الممكن وضعها داخل الصينية بشكل عادى أو عمل بعض الأشكال منها والرسومات الجذابة، وتقوم صديقاتها بحمل هذه الصينية، إلا أن هذا الأمر قد لا يحدث فى بعض حفلات الحنة فى المدن، ففى محافظة السويس على سبيل المثال تتميز ليلة الحنة بطابع خاص، حيث إن أهالى المحافظة ما زالوا حريصين على ممارسة هذه الطقوس التقليدية، فتعجن الحنة وتقدم فى صينية مليئة بالشموع، ويقوم الحاضرون بوضع النقطة على صينية الحنة، وتكون عبارة عن نقود فضة، يتحنين بها ويقمن بالرقص بصينية الحنة على أنغام السمسمية المشهورة.
وفى هذه الليلة المهمة تحرص والدة العروس على إعداد الطعام والمشروبات المميزة للحاضرين، والتى تختلف حسب المنطقة أو القرية التى تعيش بها العروس حسب العادات والتقاليد، ففى القرى الريفية تتميز ليلة الحنة بها بطابع خاص جدًا، حيث تحرص الأم على إعداد الطعام وتجهيزه قبل هذه الليلة بيوم واحد على الأقل، فضلًا عن حرصها على إعداده منزليًا دون الاستعانة بالأطعمة الجاهزة وإعداد «الوليمة» الخاصة بالزفاف وليلة «الدُخلة» والحنة، بالإضافة إلى اللحوم والذبائح أمام المنزل لإطعام الحضور من أهالى الطرفين، أما فى المدن وعدد من محافظات الجمهورية هناك من يقوم بشراء الطعام اللازم لهذه الليلة من المطاعم والمحلات، ومنهم من يكتفى بتقديم بعض الأكلات الخفيفة مثل الحلوى و«البوبوني» المخصص لمناسبات الزفاف.

موضة العصر
ولكن فى الوقت الحالى وفى أغلب محافظات الجمهورية غلب على «ليلة الحنة» الطابع العصرى الحديث تزامنًا مع موضة العصر، ولكن تظل مظاهر الاحتفال قائمة مهما تعددت واختلفت أشكالها عما كانت عليه من قبل، حيث يحرص أغلب الفتيات على الاحتفال بهذه الليلة بالرقص والغناء مع الأهل والأقارب والأصدقاء من النساء والفتيات، فضلًا عن إظهار جمالها لكافة المدعوين، حيث تكون هذه الليلة خاصة جدًا باعتبارها الأخيرة التى تقضيها العروس فى منزل والديها، فإن هذه الليلة لا يمكن الاستغناء عنها بأى شكل من الأشكال مهما كانت الظروف الاقتصادية، بل إنه من الممكن أن يتفق الأهالى على الاكتفاء بعقد القران فقط دون حفل زفاف، ولكن تظل «الحنة» قائمة لما تمثله من ليلة خاصة مهمة للعروس. وترتدى العروس فى ليلة الحنة كل ما يواكب الموضة، حيث خلال الآونة الأخيرة كانت الفتيات ترتدين فى هذه الليلة الملابس الهندية «سارى وخلخال وزينة هندية»، كما ظهرت موضة السبعينيات بارتداء الفتيات «الملاية اللف والبرقع والكردان البلدى والخلخال والمناديل على شعرها»، كذلك ملابس المشاهير من مختلف دول العالم والفساتين ذات الألوان المبهجة، وتقوم العروس فى هذا اليوم برسم الحنة على جسدها وباطن كفيها وقدميها، كذلك تقوم صديقاتها برسمها أيضًا مع العروس.
وتبدأ ليلة الحنة منذ الصباح الباكر، حيث يقوم أهل العروس بنقل «جهازها وملابسها» لعش الزوجية، وسط حالة من الفرحة والزغاريد والغناء والطبول احتفالًا بالأمر، وبحلول المساء تبدأ حفلة العروس مع صديقاتها وأسرتها وأقاربها، ويتم تزيين المنزل بالأضواء والزينة والروائح الطيبة، ثم يأتى الاحتفال.
ووصلت الابتكارات فى هذه الليلة إلى وجود فريق عمل كامل تحت إشراف منظمة للحفلة، وهو عبارة عن «دى جى» و«الحنانة» وأخرى مسئولة عن تبديل الأزياء للعروس، حيث تقوم العروس بتبديل ثيابها أكثر من مرة وارتداء الكثير من الأزياء مثل الزى الصعيدى، النوبى، الأفريقى، الفرعونى، الهاوايى، الإسبانى، الهندى، البدوى والفلاحى، وتقوم الفتيات بعدة رقصات منها الرقص الشرقى والإسكندرانى والدبكة اللبنانى وغيرها، كما يمكن أن تقوم صديقات العروس بارتداء قناع أو «ماسك» على هيئة وجه العريس ويطفن حولها وسط الغناء والرقص، كنوع من الإقناع بأن العريس بجوارها يحتفل معها بهذا اليوم، فضلًا عن كونها محاولة لمزيد من الفرح والبهجة ونشر السعادة بين الحاضرين فى «ليلة الحنة»، وتنتهى هذه الليلة بالمباركة للعروس والدعاء لها بالحصول على حياة زوجية سعيدة، فضلًا عن إعطائها بعض النصائح الخاصة بليلة الدُخلة.

الحنانة من النوبة 
فى صعيد مصر تكون الحنانة امرأة كبيرة السن، تردد الأغانى القديمة للعروس أثناء تحنيتها دون أن تتقاضى أجرا على هذا العمل، بينما فى المحافظات الأخرى قد تكون الحنانة سودانية أو أخرى تعمل فى أحد صالونات التجميل مخصصة لحنة العرائس.
أما عن رسم الحنة للعروس وصديقاتها، تختار العروس الرسومات التى تريدها، وتكون هذه الرسومات فى الغالب عبارة عن قلب أو وردة أو دائرة بسيطة تتوسط كف العروس أو فراشات، وأحيانًا رسومات أخرى على منطقة الصدر والرقبة والقدمين، حيث وصلت أحدث الرسومات إلى رسم الجماجم ونقوش بالخط الكوفى وكذلك الحروف الهيروغليفية والكتابة بالحنة على الأيدى بعبارات الحب أو كتابة اسم العريس أو حرف من اسمه بجانب حرف من اسمها، والرسوم الفرعونية وغيرها، كما تقوم صديقات العروس بكتابة عبارات مثل «أنا أخت العروسة- أنا صاحبة العروسة» وغيرها.
وبتواصل «البوابة» مع إحدى العاملات فى رسم الحنة «حنانة سودانية»، قالت: إن سعر رسم الحنة للعروس ٣٥٠ جنيها فقط للرسم، موضحة أنه فى حالة إذا أرادت العروس عمل «ساونا وماسكات التفتيح والتنعيم للجسم والبشرة وإزالة الجلد الميت وحمام مغربى وسويت كامل للجسم وحمام عطور وتوحيد لون الجسم ورسم الحنة» تصل التكلفة لـ ٧٠٠ جنيه، فضلًا عن إمكانية توفير مظاهر الاحتفال من «دى جي» وملابس مختلفة للعروس «هندية- إسكندرانية- فرعونية- خليجية- أفريقية» وغيرها، والتى تكون لها تكلفة أخرى.
وأكدت، أنه ينبغى على الفتاة قبل بدء رسم الحنة عمل دلكة سودانى وتكييس وصنفرة للجسم ووضع كريمات تجعل الجسم وردى اللون ومن ثم ترسم النقوشات التى تريدها.
وظهرت تقاليع هذا العصر بالاحتفال باستخدام مكبرات الصوت «دى جي» والأغانى التى تختارها العروس، والتنسيق مع فرق لإحياء ليلة «الحنة» بطريقة جديدة ومختلفة، والتى تتكون فى الغالب من «الحنانة» المسئولة عن العروس وتجهيزها على أكمل وجه قبل ليلة «الدُخلة»، فضلًا عن تخصيص فقرة للتصوير «فوتوسيشن» للعروس مع صديقاتها وأقاربها.
وتصل أسعار الحنة فى المحلات مقسمة إلى الحنة المصرية بـ ٢٤ جنيها، بينما وصلت الحنة السودانية حوالى ٤٠ جنيها، ولكن وفقًا لما يتم فى ليلة «الحنة» فى بعض المدن فيما عدا المناطق والقرى الريفية التى مازالت محافظة على الطقوس القديمة التى تتم فى هذه الليلة، تستعين الفتيات بـ«الحنانة» لتولى مسئولية تحنيتها وعمل الرسومات المختلفة على أيديهن وأقدمهن.

الحنة على الطريقة الإسلامية
يفضل البعض الاحتفال بـ«ليلة الحنة» على الطريقة الإسلامية، مثل الأفراح الإسلامية التى تتشابه مع الأفراح العادية، ولكن دون أن يتم تشغيل الأغانى المخصصة للرقص فى الأفراح بصفة عامة، حيث يحرص القائمون على الأفراح الإسلامية على الالتزام بتعاليم الإسلام بتشغيل الموسيقى التى لا تثير المشاعر، بل إنها تكون عبارة عن موسيقى هادئة، وعلى نفس النهج تتم ليالى الحنة على الطريقة الإسلامية بهذا الشكل، حيث تقوم الأسر بكافة الأمور اللازمة فى هذه الليلة، سواء على الطرق التقليدية أو العصرية الحديثة من الملابس وطريقة الحنة والقائمين عليها وحضور صديقات العروس والأقارب والأهالى من السيدات فقط، والاحتفال ولكن دون الأعانى الصاخبة بل الموسيقى الهادئة فقط.
وظهرت فرق موسيقية لإحياء الأفراح وحفلات الخطوبة والحنة على الطريقة الإسلامية، وتداولت صورهم على مواقع التواصل الاجتماعى لإحياء حفلات الخطوبة والزفاف والحنة للعرائس على مستوى محافظات الجمهورية، حيث إنهم يستخدمون الدف والطبول والدرامز والأورج، ومنهم من يمتلك نوعا من المرونة فى الأداء فيستعينون بالحركات الإيقاعية أو الفقرات المصاحبة لأغانيهم مثل رقصة التنوة أو ما يشابه أداء فرقة رضا، وهذه الفرق ترتدى ملابس عادية موحدة مثل البدلة الكاملة، وهناك بعض الفرق الأخرى التى قد لا تلتزم بزى معين، إلا أنه لابد أن ينطبق عليها زى محتشم ومحترم.
ويفضل البعض من أصحاب التوجهات السلفية وجود الأغانى الدينية فقط التى يصاحبها آلة الدف فقط أو الاكتفاء بالأدعية والأناشيد الدينية فقط، وقد تقترح هذه الفرق الموسيقية تصميم أغان نوبية خاصة بـ«ليلة الحنة» باستخدام الآلات الموسيقية فقط وغنائها للعروس، فضلًا عن عدم استخدام «دى جي» فى كافة الأحوال.
وبتواصل «البوابة» مع فرقة «هـ. ن» المكونة من مجموعة من الفتيات مخصصة لإحياء ليلة الحنة على الطريقة الإسلامية، قالت سمية، المسئولة عن الفرقة، إن الفرقة تتولى مسئولية الاحتفال كاملة، بدءًا من الملابس الخاصة بالعروس التى ترتديها خلال الحفل، قائلة: «الملابس الهندية والنوبية والصعيدية والبلدى والإسكندرانى وملابس مصنوعة من الورد أيضًا متاحة أيضًا لارتداء العروسة لها فى حفلة الحنة». وأضافت سمية، أن الفرقة تقوم بعمل عرض فى بداية الحفل من خلال الظهور مع العروس بملابس موحدة، حاملة صينية «الحنة» المزينة بالشموع والبرونز وغيرها، موضحة أن الفرقة تستخدم الدفوف والأغانى والأناشيد الهادئة، كما أنه من الممكن استخدام «دى جي» فى حالة اختيار العروس لهذا الأمر، فضلًا عن عمل عروض فنية مع حمات العروس ووالدتها وصديقاتها أيضًا.
وأكدت، أنه من الممكن أن توفر الفرقة أيضًا «حنانة سودانية» فى حالة طلب العروس هذا الأمر، قائلة: «الفرقة بتغنى أغانى قديمة خاصة بالحنة يعنى بنفرح بس من غير ما نغضب ربنا والأغانى بتاعتنا زي: مبروك يا حياة قلبى مبروك- آدى الزين وآدى الزينة- الليلة الحنة وبكره الدخلة- اقروا الفاتحة لأبو العباس- اتفرج على الحلاوة» وغيرها من الأغانى الجميلة، بالإضافة إلى الأغانى الخاصة بصديقات العروس مثل: «أجدع صحاب»، فضلًا عن توفير الفرقة فقرة خاصة للتصوير للعروس وصديقاتها وأقاربها. وأوضحت، أن سعر الفرقة شاملة كافة الأمور السابقة التى توفرها للعروس ٢٥٠٠ جنيه، ولكن يختلف هذا السعر فى مواعيد الأعياد الرسمية، حيث يصل السعر لـ ٣٠٠٠ جنيه.
إيناس فتاة مرت بهذه الليلة، قالت، إنها كانت الأصعب على الإطلاق طوال حياتها، حيث إنه أصيبت بحالة من الخوف بالرغم من استمرار خطوبتها لسنوات عديدة من الزوج، قائلة: «أنا أعرفه بقالى ٧ سنين ونعرف كل حاجة عن بعض ومتفاهمين، ومرينا بظروف صعبة بس قدرنا نتغلب عليها واتجوزنا، واستعدادات الفرح خدت منى مجهود كبير شاق وخصوصًا ليلة الحنة والاحتفال بها، وخدت نصايح عن الجواز وليلة الدخلة وده خفف الخوف فى البداية ولكن بمجرد الوصول للمنزل فى ليلة الدخلة زاد الخوف ورجع الشعور تاني». 
وتابعت، أن العريس يقع عليه حمل كبير فى هذه الليلة، باعتباره مالك مفاتيح التخلص من الخوف والقلق الذى يصيب الفتيات فى هذه الليلة، مشيرة إلى أن الزوج عليه أن يتفهم ويستوعب فكرة تواجده مع شريكة حياته لأول مرة فى منزلهما، والحالة التى تشعر بها، معتقدة أن أغلب الفتيات فى ليلة الدخلة تمر بهذا الشعور، وبالتالى على الزوج تفهم هذا الأمر وتقبله والبحث عن سبل احتوائه.
وأوضحت، أنه بمجرد تفهم الزوج هذا الشعور، يكون قد تخلص من مصاعب هذه الليلة، ويبدأ الشعور بالسعادة والفرحة يعود مرة أخرى لتحقيقهما أهم مرحلة فى حياتهما وهى الزواج. فيما تظل ليلة الحنة من الليالى التى لا تستطيع العروس نسيانها على الإطلاق مهما طال العمر، لأنها تعد آخر ليلة تقضيها فى منزل والدها، وحينما تتقدم فى العمر تحرص على رواية هذه الليلة لأولادها وأحفادها فيما بعد.