الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

تصريحات لـ"نتنياهو" تفضح تآمره مع إيران ضد العرب

نتنياهو
نتنياهو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم مجازره المتواصلة ضد الفلسطينيين السنة، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتصريحات مستفزة، حاول فيها خداع العرب، بأنه يسعى، عبر الغارات الجوية المتكررة، التي ينفذها في سوريا، لحماية الأغلبية السنية هناك من بطش الأقلية الشيعية.
وذكرت "رويترز"، أن نتنياهو ألقى كلمة أمام أمام منتدى أمني دولي في تل أبيب، الخميس الموافق 14 يونيو، تحدث فيها عن قصف مواقع مقاتلين شيعة مدعومين من إيران في سوريا، بدعوى المساعدة في وقف موجة نزوح جماعي للاجئين السوريين السنة إلى أوروبا.
واتهم نتنياهو في كلمته إيران بجلب 80 ألف مقاتل شيعي من دول مثل باكستان وأفغانستان لشن هجمات ضد إسرائيل ونشر المذهب الشيعي بين الأغلبية السنية في سوريا. 
وأضاف "إنها توليفة لإعادة إشعال حرب أهلية أخرى في سوريا، أو ما يجب أن أصفه بالأحرى بحرب عقائدية أو دينية، قد يؤدي اندلاعها إلى دفع ملايين آخرين للذهاب إلى أوروبا وهكذا، وسيؤدي ذلك إلى اضطراب وإرهاب لا نهاية له في الكثير جدا من الدول".
وتابع "من الواضح أننا لن نسمح لهم بتحقيق ذلك. سنحاربهم. بمنعنا ذلك، وقيامنا بقصف قواعد هؤلاء المقاتلين الشيعة، فإننا نساعد أيضا على ضمان أمن دولكم وأمن العالم".
ولم يكشف نتنياهو مكان وزمان قصف المقاتلين الشيعة في سوريا، فيما يرى كثيرون تصريحاته، محاولة مفضوحة للمتاجرة بمعاناة الشعب السوري، لأن ما يهم إسرائيل في سوريا، ليس منع حرب أهلية أو مذهبية، وإنما منع تواجد إيران على مقربة من حدودها، فيما تستغل الدولتان الأزمة السورية لتحقيق مخططاتهما التوسعية في المنطقة.
ورغم أن إسرائيل نفذت عشرات الغارات الجوية في سوريا في الفترة الأخيرة، إلا أنها جاءت فقط بهدف منع إيران من نقل أسلحة إلى حزب الله اللبناني، فالهدف المشترك لإسرائيل وأمريكا هو محاولة تقليم أظافر إيران، التى يتزايد نفوذها فى سوريا، مع المحافظة على قوام النظام السورى، حتى لو تم تغيير شخص بشار الأسد.
فبقاء النظام السوري، يخدم مصالح أمريكا وإسرائيل، لأن البديل قد يعنى وصول إسلاميين متشددين إلى السلطة، وهو ما تخشاه الدولتان، إضافة إلى أن أمريكا لا تريد أن يتكرر سيناريو العراق، المتمثل فى حل الجيش العراقى بعد الإطاحة بنظام صدام حسين، ما سبب فوضى عارمة، وتسبب فى خسائر مادية وبشرية كبيرة لقواتها هناك.
وبالنسبة لإيران، فإنه يأتي على رأس أولوياتها في سوريا، إحداث تغيير ديموغرافي يضمن هيمنتها على المناطق الجنوبية للعاصمة السورية، ما يساعدها في السيطرة على الطرق الواصلة من طهران إلى بيروت مرورا ببغداد ودمشق، لإقامة ما تسميه الممر البري أو الهلال الشيعي، الذي يصل إلى البحر الأبيض المتوسط، ويضمن زيادة نفوذها في المنطقة، ويضمن أيضا دعم حلفائها في سوريا ولبنان، وكذلك إقامة خطوط أنابيب نفط تمتد إلى البحر الأبيض، وكذلك، تأسيس طرق سريعة للتجارة، بما يضمن إنقاذ اقتصادها، لمواجهة أية عقوبات دولية محتملة، على إثر إلغاء الاتفاق النووي.
ورغم أن إيران تتحرك بسرية تامة فيما يتعلق بإنشاء الممر البري، إلا أن صحيفة "الجارديان" البريطانية، كشفت في 16 مايو 2017، أن قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى أمر بأن يدخل الممر البرى من العراق إلى سوريا، عبر المنطقة الحدودية الواقعة شمال شرق بلدة "الميادين" فى شرق سوريا، والتوجه منها إلى مدينة دير الزور، وصولا إلى مدينة تدمر الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية وسط سوريا، والانطلاق منها إلى العاصمة دمشق وبعدها إلى مدينة حمص وصولا إلى الساحل السورى على البحر المتوسط، موضحة أنه أجرى تعديلا على مسار الممر، حتى يتجنب الوجود المتزايد للقوات الأمريكية فى شمالى سوريا، ولذا فإن المسار الجديد يقع على بعد 140 ميلا جنوب المسار السابق.
وبدورها، قالت صحيفة "التايمز" البريطانية فى 22 نوفمبر 2016، إن ميليشيات شيعية من دول مختلفة جاءت إلى سوريا تحت إشراف الحرس الثورى الإيرانى، أبرزها حزب الله اللبنانى، ومنظمة "بدر"، إحدى فصائل الحشد الشعبى الشيعى فى العراق، والتى ساعدت طهران كثيرا فى بسط نفوذها على الأرض هناك.
وأشارت "التايمز" إلى أن إيران تدعى أنها في مهمة لحماية المقدسات الشيعية في سوريا من هجمات "المتطرفين السنة"، بينما يتهمها كثيرون فى المنطقة بأنها تسعى لبسط نفوذها فى البلدان العربية.
وخلصت الصحيفة إلى القول:"إن إيران تسير قدما فى إنشاء خط مباشر يصلها بالساحل السورى على البحر المتوسط عبر الأراضى العراقية والسورية، ما يمكنها مستقبلا من إمداد الميليشيات، التى ترعاها سواء في سوريا، أو لبنان بالسلاح والعتاد والرجال".
وبصفة عامة، فإن نبرة التصريحات العدائية المعلنة بين كل من إيران من جهة وإسرائيل وأمريكا من جهة أخرى، هي فقط للاستهلاك الإعلامي، ومحاولة خداع الدول العربية، بينما توجد مصالح مشتركة خفية بين الدول الثلاث، تقوم بالأساس على اقتسام النفوذ في الشرق الأوسط، وسرقة الثروات العربية.