السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

المحرومون من "إجازة العيد".. "ملف"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للعيد بهجة وطقوس خاصة ينتظرها المصريون، بعد أجواء روحانية خالصة خلال شهر رمضان الكريم، بداية من؛ تجهيز الملابس الجديدة لاستقباله، مرورًا بأداء صلاة العيد فى المساجد والساحات، عبورًا بملء الشوارع والميادين بالفرحة و«البلالين» والألعاب والتقاط الصور التذكارية، وصولًا بالتجمعات الأسرية وزيارة الأقارب والأصدقاء، لتبادل التهنئة. لكن فى المُقابل؛ هُناك بعض المهن، التى يأتى العيد على أصحابها ليكون بمثابة موسم عمل، يرفع فيه شعار «ممنوع الراحة.. أو الإجازات على خلاف ما يعيشه معظم المصريين، «البوابة» ترصُد، خلال السطور التالية؛ بعض المهن التى لا يهدأ أصحابها عن العمل خلال 3 أيام متواصلة. أبرز هذه المهن، هي: «الضابط - المسعف - سائق القطار- الصحفي- عامل النظافة»، وغيرها من المهن المتعددة، التى تتطلب متابعة لحظية، وهو ما يدعو البعض لتسمية هذه المهن «بمهن المتاعب» بسبب طبيعتها الخاصة، وهو الأمر الذى يحرم العديد من العاملين بها، من قضاء العيد بالقرب من الأهل والأصدقاء.

رجال الجيش والشرطة.. «ممنوع الإجازات» فى «حب مصر»
إحدى المهن المعروفة بصعوبتها، خاصة فى ظل الأحداث الحالية، والجهود المبذولة فى محاربة الإرهاب، والتى تتطلب وجودًا أمنيًا مكثفًا فى الأعياد على وجه الخصوص، من أجل الحفاظ على الأمن العام فى الشوارع، التى تكثر بها حالات التحرش بسبب الزحام، بالإضافة إلى ضرورة الوجود الأمنى فى الكمائن، الثابتة والمتحركة، التى تسعى للحفاظ على استقرار الأوضاع فى ظل الاحتفالات التى تشهدها البلاد، ومنعًا لوقوع أى أعمال شغب.
حيث تعد مهنة الشرطة والقوات المسلحة من أهم المهن التى تقوم عليها الدولة ومن الركائز الأساسية، وبالتالى يكون من الصعب الحصول على إجازات رسمية فى أوقات العيد، نظرًا لارتباط أصحاب تلك المهنة بمهام تأمين المواطنين خلال احتفالات الأعياد الرسمية، كما أن تلك المهن من أهم المهن فى المجتمع، لارتباطها الوثيق، بتأمين حياة وأرواح المواطنين داخل الدولة والتى يتولاها جهاز الشرطة، وعلى حدود مصر، بطولها وعرضها، والتى تتولاها القوات المسلحة، بالإضافة إلى تأمين الطرق الرئيسية.
من جانبه يقول عمر رضا، أحد جنود الشرطة، يعمل كعسكرى مرور، أن أيام الأعياد تكون بالتناوب بينه وبين زملائه خلال الأعياد، وذلك لظروف العمل خاصةً أنه إذا أخد جميع الأفراد إجازة، فما يتبقى لتنظيم المرور فى الشارع؟
وأضاف رضا، أن أيام العيد تكون أيام بهجة وسرور، ونعمل فيها ونحن فى قمة سعادتنا، ولكن كل ما ينقصنا أن نقضى العيد وسط الأهل والأصحاب والأحباب، لكن كل هذه الأمور تعد بسيطة فى سبيل حب مصر.

"الطبيب والمسعف ": إنقاذ حياة مريض "أهم من الراحة"
من المهن المهمة جدًا فى المجتمع، التى لا تعرف أيضًا الراحة، فى فترة الأعياد، مهنة الطبيب، حيث يكون أغلب الأطباء، موجودين فى المستشفيات والعيادات الخاصة، لتوقيع الكشف الطبى على المرضى، فمن الصعب أن يكون جميع الأطباء فى إجازات فى وقت الأعياد، حيث يكون هناك العديد من الأطباء بداخل المستشفيات بالمحافظات والقرى والمراكز والنجوع لرعاية المرضى الذين يتوافدون على المستشفيات للرعاية، خاصة فى أقسام الطوارئ.
يقول الدكتور محمود بخيت، طبيب بأحد المستشفيات الحكومية، أنه يعمل فى إجازات العيد كباقى أيام السنة، دون تفرقة، بل على العكس تمامًا فإن شغل العيد أو العمل خلال أيام العيد يكون أصعب بكثير من الأيام العادية، سواء كان بسبب حالات التسمم، التى تحدث فى العيد أو بسبب حالات الطوارئ او الحوادث التى تحدث فى تلك الفترة. ويضيف بخيت، نحن كأطباء نعتز بمهنتنا ولا نحزن بسبب إجازات أو غيرها، فذلك واجبنا نحو المهنة التى قبلنا أن نكون أفرادًا فى منظومتها، بقوله: «إنقاذ حياة مريض أهم من الراحة»، وأوضح بخيت أن كل ما نطالب به هو اهتمام الدولة بنا والاعتناء بكل ما يخص الطبيب المصرى.
خلاف الطبيب، تعتبر مهنة «المسعف» إحدى المهن التى لا يمكن غيابها فى هذه المناسبة المهمة، بسبب حالات الاغماءات التى قد تحدث فى الشوارع نتيجة الزحام، فضلًا عن الحالات المرضية الأخرى التى يتم الإبلاغ عنها، وحوادث الطرقات، وهو ما يتطلب وجودًا مستمرًا من المسعفين، الذين تتلخص مهمتهم فى نقل المرضى والمصابين إلى المستشفيات.

الصحفي.. مهنة البحث عن المتاعب ترفع شعار «القارئ أهم»
مهنة الصحفي هى المهنة التى يطلق عليها الجميع «مهنة البحث عن المتاعب»، بسبب الجهود المبذولة فى الحصول على المعلومات، مع ضرورة المتابعة اللحظية للحدث، وهو الأمر الذى يمنع العديد من الصحفيين، من الحصول على إجازات العيد، التى ينتظرونها كل عام لقضاء تلك المناسبات مع أهاليهم وذويهم، ويبقى الحل الأوحد لهم، هو تبديل الإجازات مع زملائهم فى العمل.
يقول حسن سمير، إن مهنة الصحافة من المهن الصعبة، والتى تتطلب مجهودًا إضافيًا خاصة فى المناسبات مثل الأعياد وغيرها، وهو الأمر الذى يدعو إلى التواجد بشكل مستمر داخل المؤسسة، مشيرًا إلى أنه فى الغالب لا يحصل على إجازات العيد السنوية، وأحيانًا يقوم بالحصول على إجازة عيد الفطر، بينما لا يستطيع الحصول على إجازة عيد الأضحى، بسبب تبديل الإجازات مع الزملاء بالقسم.
وتابع سمير: «إن مهنتنا تقوم على متابعة الحدث، لذا يجب أن يكون هناك صحفيون موجودون بشكل دائم، وعلى الرغم من حاجتنا لقضاء بعض الوقت خاصة فى الأعياد مع الأهالى والأصدقاء، فإننا فى بعض الأوقات لا نستطيع فعل ذلك بسبب ضغوط العمل، وهو ما قد يؤدى أيضًا إلى الإصابة بالملل وزيادة الضغط النفسي، خاصة المغتربين الذين يعيشون بعيدًا عن أهاليهم».

عامل النظافة.. سعادة بـ«العيد» رغم المرتبات الضعيفة والظروف الشاقة
هو إحدى الركائز الأساسية التى لا يمكن الاستغناء عنها فى المناسبات الكبرى، خاصة الأعياد، ومنها عيد الأضحى بشكل خاص، حيث تصبح مهمته هى إصلاح ما أفسده المواطنون، ومع انتشار الأطفال فى الشوارع أيام العيد، تصبح مهمة عمال النظافة مهمة شاقة، بسبب ما يتركه الأطفال من آثار خلفهم فى الشوارع والطرقات، وكذلك عدم اهتمام المارة بنظافة الشوارع.
ما يزيد صعوبة مهمة عمال النظافة، حيث يتوجب على أصحابها التواجد فى فترة الإجازات، ويكونون موجودين فى الشوارع والأماكن العامة لتولى مهمة تنظيف الأماكن ورعايتها وإزالة القمامة من الشوارع والأماكن الحيوية، التى يتردد عليها المواطنون، بصورة مستمرة خلال أيام الأعياد، كما أن هؤلاء العمال يبذلون مجهودات كبيرة من أجل نظافة الشوارع والحدائق، ويتفانون فى عملهم بإتقان شديد. يقول سيد عبدالتواب، أحد عمال النظافة، إنه وزملاءه يعملون فى الاعياد أضعاف الأيام العادية، خاصةً فى ظل معاناتهم قبيل أول أيام العيد بسبب ترك أكوام من النفايات فى الشوارع التى يتوجب عليهم إزالتها، فى ظل رواتب ضعيفة للغاية. وأضاف عبد التواب: «نعمل من أجمل نظافة مصر سواء كان فى الأعياد أو غيرها»، وطالب بأن تقف الحكومة خلف عمال النظافة وتوفير حقوقهم، خاصةً أنهم يعملون فى أصعب مهنة موجودة على مستوى الجمهورية.

سائقو «القطارات» و«النقل العام» وعمال «الملاهى».. العمل لسعادة الآخرين
أما أهم المهن المحرومة من الإجازات فى الأعياد، فهى عمال وسائقى القطارات، نظرًا لانشغال حركة القطارات طول العام ذهابا وإيابا، فيكون من الصعب جدًا على العمال داخل محطة السكك الحديدية الحصول على إجازات، سواء عمال القطارات المكيفة والمميزة وغيرها من القطارات، نظرًا للنشاط الكبير الذى تشهده الحركة خاصة أيام الأعياد، وبالتالى يكون من الصعب الحصول على إجازات خلال تلك الأيام.
بالإضافة إلى عمال هيئة النقل العام وسائقى تلك المركبات التى تعمل طوال ٢٤ ساعة فى القاهرة الكبرى، وفى بعض المحافظات، وخلال فترة الأعياد يستقل المواطنون تلك الحافلات وأتوبيسات النقل العام للتحرك إلى الأماكن السياحية والأماكن الترفيهية، وبالتالى يكون هناك ضغط كبير على هؤلاء العاملين يمنع الكثيرين منهم من الحصول على إجازات خلال أيام العيد.
كما أن من أهم المهن التى يكون من الصعب على أصحابها الحصول على إجازات خلال فترة العيد، العاملين فى الموانئ والمطارات، نظرًا لعودة الكثير من المغتربين خلال فترة الأعياد، لقضاء الإجازات مع أهلهم وذويهم فى مصر، وتنقل أسر كثيرة لقضاء عطلة الأعياد، فى بعض المحافظات السياحية مثل شرم الشيخ والغردقة ومرسى مطروح، وغيرها من المحافظات والأماكن التى يقصدها المواطنون خلال فترة الأعياد، وهو ما يجعل من المستحيل حصول العاملين بتلك الأماكن على إجازات.
ومن أهم المهن المحرومة من الحصول على إجازات، العاملين داخل الفنادق الكبرى والمنتجعات السياحية، فمن المستحيل حصول كل العاملين داخل تلك الأماكن على إجازات، نظرًا لتردد الكثير من المواطنين على تلك الأماكن للتنزه، وبالتالى تقوم إدارات تلك الفنادق بتنظيم إجازات العاملين بتلك الفنادق والمنتجعات السياحية حتى تستطيع استقبال الزبائن خلال فترة الأعياد. كما أن من أهم المهن التى تتوقف إجازتها فى فترة الأعياد، أصحاب الصالونات والكوافيرات والعاملين بها خلال فترة الأعياد، نظرًا لتردد الشباب والفتيات عليها لعمل قصات الشعر المختلفة احتفالًا بالأعياد، فالكثير من المواطنين يتردد على تلك الأماكن للاهتمام بالأناقة والمظهر العام.
كما أن العاملين فى خدمة العملاء بشركات الاتصالات، من أكثر العاملين المحرومين من الحصول على إجازات خلال فترة الأعياد، ومن ضمن الوظائف الممنوعة من الحصول على إجازات خلال فترة الأعياد، العاملين فى «الملاهي» المخصصة للعب الأطفال، والتى يوجد بها الألعاب المختلفة، حيث تحرص الأسر خلال أيام العيد على اصطحاب أطفالها لقضاء يوم جميل داخل تلك الملاهى والتمتع بالألعاب المتنوعة.
بالإضافة إلى أصحاب المحلات والمطاعم ومحلات الملابس، الذين يستعدون لتقديم المأكولات والمشروبات والملابس للمواطنين المترددين للشراء خاصة أيام العيد.

محلات الحلاقة تكتظ بالمواطنين ليلة العيد
فى الوقت الذى يؤدى فيه المصلون، صلاة العيد، ويذهبون للراحة فى منازلهم، استعدادًا لبدء الاحتفال بالعيد، وزيارة الأهل والأقارب، نجد العديد من أصحاب المهن والحرف، التى تزداد أرزاقها خلال ساعات وأيام العيد، ولا يغفل لهم جفن، سعيًا وراء الرزق، أبرزهم مهنة «كوافير السيدات» خاصة أن غالبية «الأفراح» تكون فى أيام العيد، إضافة لحرص السيدات، على الزينة والاهتمام بمظهرهن.
كذلك مهنة «الحلاق الرجالي» أو كما يسمونه فى القرى «المزين» حيث زحام للكبار والصغار، وبائعو «غزل البنات» فى الشوارع، وباعة «بالونات الأطفال» و«المراجيح» و«المراكبية» بالنيل، وباعة الحلوى «المتجولين بالشوارع» والخروب والعرقسوس، كل تلك المهن توجد فى مصر وغيرها العديد من المهن التى تظهر فى المناسبات فقط ثم تقل أو تختفى أو يقل الإقبال عليها من الناس فى باقى أيام السنة.

«المتنزهات».. ملجأ «الفقراء » للبحث عن السعادة
تتميز كل محافظة من محافظات مصر، بوجود مكان معين للتنزه، فى أيام الأعياد، حيث يوجد فى «سوهاج» مسجد العارف بالله، بميدان العارف، الذى له تاريخ عظيم ويعتبر من أشهر المساجد، وجزيرة الزهور وسط نهر النيل، وفى «أسوان» تحتل حديقة الأميرة فريال المرتبة الأولى، ونجد فى «مطروح» خروج الأسر للشواطئ أو للرحلات على متن يخوت للتنزه بالمناطق المواجهة لشواطئ المدينة. وتأتى حديقة «البدر بان» للحيوانات التى تقع فى عزبة صغيرة تابعة لقرى الجديدة بمركز الداخلة بمحافظة «الوادى الجديدة»، حيث محمية وادى الريان ومنطقة الشلالات والسواقى وبحيرة قارون بمدينة «الفيوم» وتتميز «الإسكندرية» بشاطئ الأنفوشى وقلعة قايتباى الأثرية وركوب الحناطير، وحديقة شجرة الدر فى «المنصورة» وجرين بلازا ونادى المحلة بـ«الغربية» وحديقة الحيوان فى «الشرقية» والجيزة وبنى سويف، وحديقة الكفراوى بالعاشر من رمضان وغيرها من الأماكن بمحافظات مصر، التى لها أثر كبير فى نفوس المصريين، والذين اعتادوا على زيارتها فى الأعياد. وأشار مجدى علام، خبير بيئي، إلى أن وزارة الزراعة تستعد من الآن لاستقبال عيد الفطر المبارك والزوار فى جميع الحدائق والمنتزهات العامة، وتحرص الوزارة على تقديم عروض جديدة بالسيرك والملاهى وغيرها من الأماكن التى يزداد الإقبال عليها فى ثلاثة أيام العيد.
وأكد أن الوزارة تعمل على تجهيز المنطقة الترفيهية بألعاب جديدة وشيقة تجذب الأطفال وأسرهم، وقامت أيضًا بالتنسيق مع قوات الأمن وقوات الحماية المدنية وفرق الإسعاف الأولية للحفاظ على حياة الأهالي والأطفال والتصدى لأى خطر فى الوقت ذاته.
وأضاف أنه سيتم فتح الحدائق الساعة الثامنة صباحًا من أول أيام عيد الفطر، مؤكدًا أنه تمت صيانة ورفع كفاءة الأسوار داخل الحدائق والمسطحات الخضراء وأماكن جلوس المواطنين، وذلك لراحتهم والاستمتاع بوقت ممتع.