امرأة تربعت على عرش النجومية بتألق بسبب صوتها العذب الذى تميز بالدفء، وظلت كخيط رفيع يلضم حبات عقود الأجيال بالطرب الأصيل والكلمات العميقة التى ترددت على ألسنة الأجيال السابقة واللاحقة، هى الفنانة «نجاة الصغيرة».
وُلدت عام ١٩٣٨ فى القاهرة والدها هو محمد كمال حسنى البابا، الخطاط العربى الدمشقى الشهير الذى هاجر إلى مصر فى شبابه حيث تزوج بوالدة نجاة وهى سيدة مصرية أختها الفنانة سعاد حسنى وبدأت نجاة الصغيرة فى الغناء فى التجمعات العائلية فى سن الخامسة من عمرها، وكان الجميع يستمع إلى صوتها مما جعل الكاتب الصحفى «فكرى أباظة» أن يكتب عن موهبتها التى تمنى أن تنمو ومن هنا انطلقت إلى قمة مجدها بسيمفونية صوتها الذى التف حوله الكثير من العظماء كأحد الشعراء المعاصرين «نزار القباني» واصفًا بأن نجاة حينما تغنى قصائده تلتف حولها الملايين من المستمعين من العالم العربي.
وقال الملحن كمال الطويل وهو أحد الذين تعاونوا معها كثيرا فى مقابلة تليفزيونية إنه بالنسبة إلى الملحنين فإن نجاة الصغيرة كانت الأفضل أداء على مستوى العالم العربى وغيرهم من العظماء شهدوا بجمال صوتها، قائلة «إنها بدأت أن تمرن صوتها بثلاث مراحل أول مرحلة وهى التقليد مما مكنها من القدرة على غناء قصائد طويلة ولها قصص وموضوعية أكثر لذلك لا تقدم فى الموسم أغانى كثيرة واصفة بأنى زى ما بأحترم المسرح والغنى لازم يحترمنى بحب أقدم البسيط المتقن أهم من الكثرة وكانت بدايتى كان فى حفلة بتحييها السيدة أم كلثوم فتأخرت شوية عن ميعاد الظهور فمعرفوش يسلوا الناس بإيه ففى مدرس قال فى طفلة هنا بتغنى وكانت الطفلة دى أنا وبتقلد أغانى طويلة وقالهم ممكن تسمعوها وكان ده على سبيل التسلية يعنى فقومت وغنيت أغنية «سلو قلبى»، وكان عندى ست سنوات وقتها رغم أنها كانت ٣٠ بيتاً بس كنت حافظاها كويس الجمهور اتفاجأ بيا وطلبوا حتى أقف على كرسى عشان ما كانوش شايفنى من صغرى على المسرح ومن يومها حبيت الغنى ولقيت اللى يهتم بصوتى».
