الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الأردن والطريق الصعب "2"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ونواصل حديثنا الذى بدأناه الأسبوع الماضى عن الأردن، إذ ذكرنا أنه منذ حوالى شهر ظهر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى لشخص أردنى يدعى «مضر زهران»، مقيم فى لندن منذ عدة سنوات ودائم الظهور على شاشة قناة الجزيرة، وكان يبشر أتباعه (عبر الفيديو) بقرب إسقاط النظام الهاشمى والملكية الأردنية كلها والإعلان عن ميلاد الجمهورية الأردنية مرددًا نفس الاسطوانة البالية التى سمعناها منذ ثماني سنوات من أن الأردن بلد كله خيرات وأموال لكنه منهوب من عصابة الهاشميين. 
بداهة كلام هذا المضر كله مغالطات لا يصدقه عقل طفل حيث إنه من المعروف أن الأردن دولة تعتمد على المساعدات فى أكثر من 60% من دخلها فلا هى دولة نفطية ولا زراعية ولا سياحية بالمعنى المفهوم، وأغلب مدخلاتها تأتى من الضرائب والجمارك ومساعدات دول الخليج وكل ذلك تقلص بعدما ضرب الخراب العبرى دول المنطقة ما جعل ديون الأردن تزيد بسرعة كبيرة إلى أن وصلت 28 مليار دينار أردنى أى أكثر من 40 مليار دولار أمريكى لكن هذا المضر لم يذكر مطلقا أى كلام فى هذا الشأن، كذلك من ضمن الوعود التى قدمها وبشر بها الأردنيين أنه سيلغى السجون ولن يسجن أحدًا فى دولته الجديدة وذلك لأنه (عمر السجن ما غير فكرة) وقرر أنه سيحرر كل المسجونين فى الأردن عدا الملك وأذنابه على حد قوله.
جدير بالذكر أن هذا المضر هارب من 4 أحكام عسكرية أصدرها ضده القضاء العسكرى الأردنى لمحاولته إثارة فتنة عنصرية وقلب نظام الحكم.
نترك هذا الشخص قليلا ونعود بالزمن للعام الماضى 2017 وتحديدا فى أكتوبر عندما ظهر على إحدى القنوات الإسرائيلية كاتب إسرائيلى يدعى (تيد بليمان) أثناء انعقاد مؤتمر بالقدس عن الحل النهائى للقضية الفلسطينية (من منظور إسرائيلى طبعًا) وتحدث عن أن الحل الذى تم الاتفاق عليه هو إعادة توطين كل الفلسطينيين من سكان الضفة وغزة فى أراضى الأردن بحيث يتم تصفية القضية بشكل نهائى من منطلق أن أغلب الأردنيين من أصول فلسطينية وعندما سأله المذيع وهل النظام الأردنى سيوافق على صفقة بهذا الشكل أجابه بأنهم لم يطرحوا الموضوع على النظام الأردنى من الأساس لأنهم قرروا إسقاط هذا النظام وإقامة بديل ديموقراطى جديد لأن أغلب الهاشميين مكروهين من أغلب الفصائل الفلسطينية - على حد قوله - وعندما سُئل عمن اتخذ هذا القرار أجاب بأنهم أصدقاؤنا فى الكونجرس الأمريكى وأنه قد تم اتخاذ هذا القرار مثلما سبق واتخذ قرار إسقاط مبارك.
طبعًا واضح من ذلك الحديث أن تلك الخطة كانت هى الخطة البديلة التى قرروا الاستعانة بها بعدما فشلت الخطة الرئيسية بتوطين الفلسطينيين فى سيناء بعد 30 يونيو.
المفاجأة كانت عندما وجه المذيع سؤاله إلى (بليمان) عن النظام البديل الذى سيتم التعامل معه بعد إسقاط الحكم الهاشمى الملكى بحيث يوافق على الصفقة الإسرائيلية أجاب الرجل بكل ثقة بأنه سيكون نظامًا جمهوريًا ديموقراطيًا برئاسة (مضر زهران).. نعم إنه نفس المضر الذى تركناه فى أول المقال.
تفاصيل ما يحدث على الأرض تقول إن ما يحدث ليس مجرد مظاهرات غاضبة من قرار الحكومة برفع أسعار المحروقات بدليل أنها استمرت وزاد سقف المطالب بعدما أصدر الملك الأردنى قراره بالتراجع عن القرار الحكومى- وهو خطأ استرتيجى من الملك - واستمرار المظاهرات حتى بعد استقالة الحكومة برئاسة هانى الملقى، ولا أعتقد أن الأمور ستهدأ بسهولة لأن من يتحرك على الأرض ليسوا ثوارًا عاديين بل هناك من يحركهم.
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها