جاء تكليف الدكتور محمد مختار جمعة، وزيرا للأوقاف في 16 يوليو 2013، ضمن الحكومة التي شكلها الدكتور حازم الببلاوي، ليبرهن على قناعة لدي الإرادة السياسية بما يمتلكه جمعة من قدرات شأنها تنفيذ ما يوكل إليها من مهام، حيث يعد جمعة الوزير الأقدم ضمن سلسلة الوزارات والحكومات المتعاقبة على 30 يونيه، ليحظي ثقة العديد من رؤساء الحكومات كالببلاوي، المهندسون إبراهيم محلب، شريف إسماعيل، ومصطفي مدبولي.
شغل "جمعة" منصب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، كما شارك في مؤتمر الإسلام في السودان، وفي حفل تسلم جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، وله العديد من الإسهامات العلمية والشرعية والأدبية، منها وضع مناهج اللغة العربية وآدابها لكليات التربية بسلطنة عمان وفى تطوير مناهجها.
وحصل وزير الأوقاف على عضوية العديد من الاتحادات المختصة في الأدب، منها اتحاد كتاب مصر، ورابطة الأدب الإسلامي، والرابطة العالمية لخريجي الأزهر، وحاضر في عدة فعاليات خاصة بالتنمية البشرية.
له عدة مؤلفات، منها الأدب العربي في عصره الأول، والفكر النقدي في المثل السائر لابن الأثير في ضوء النقد الأدبي الحديث، والتمرد في شعر الجواهري.
اتخذ جمعة عدة قرارات مهمة منذ توليه المنصب، أهمها قراره الخاص بمنع صلاة الجمعة في الزوايا التي تقل مساحتها عن ثمانين مترًا، وكذلك منع غير الأزهريين من الخطابة في المساجد الحكومية والأهلية، مرورًا بتوحيد خطبة الجمعة في جميع المساجد، الخطبة المكتوبة، إلى جانب إعادة الملتقيات الفكرية وعقد العديد من الندوات والمحاضرات العلمية بالجامعات.
سعى وزير الأوقاف خلال فترة ولايته الخمس إلى إعادة تأهيل المساجد والأئمة بما يواكب حركة تجديد الخطاب الديني الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ تقلده منصب رئيس الجمهورية.
تأتي في مقدمة الملفات التي يواجهها جمعة، تأهيل الأئمة وسد العجز القائم بالمساجد من خلال تقنين أوضاع خطباء المكافأة وإقرار عدد من المسابقات لاختيار أئمة جدد، خلال دورات التأهيل المنعقدة بمسجد النور بالعباسية على مدار العام والتي سبقها غضب الأئمة إلا أنه سرعان ما نجح في تنفيذ قراره بإجراء تلك الاختبارات.
كما يسعى الوزير إلى إعادة تأهيل المساجد بعد نجاحه في ضم أغلبها من الجمعية الشرعية وخلافه ليعمل على تطوير البعض منها من خلال إدخال وسائل خدمية لمساعدة ذوي الإعاقة وإقرار بعض مكاتب التحفيظ والمدارس القرآنية بها، والعمل على فرش العديد منها.
ونجح جمعة في غلق مكاتب التحفيظ وتقنين أوضاعها بما يجعلها تحت إشراف الوزارة، ويعمل حاليا على استكمال تنفيذ قراره بغلق مكاتب التحفيظ الغير مقننة.
وفيما يتعلق بمراكز الثقافة الإسلامية فيعمل جمعة حاليا على افتتاح أربعة منها بمحافظة شمال سيناء، إلى جانب سعيه لتطوير إصدارات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بعد سلسلة من الندوات التي عقدها لمواجهة قضايا الإرهاب، الالحاد، وغيرها، كما يسعى الوزير إلى حماية مساجد النذور وأضرحتها مما لحق بها من أضرار طالت صناديقها بالسرقة تارة والاعتداء أخرى ليرسخ لمنظومة جديدة نجحت في الارتقاء بحصيلتها، ووضع كاميرات للمراقبة بالمساجد الكبري، ومنع إقامة احتفالات الصوفية داخلها.
ونجح جمعة في التضييق على الدعوة السلفية والاحالة بينهم وبين المساجد من خلال قصر العمل الدعوي على حاملي تصاريح خطابة الأوقاف أو الحاصلين منهم على مؤهل أزهري، ومنعهم من عمل ساحات للعيد على غرار الأعوام الماضية.
