الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البطريرك الراعي يطالب بتأليف الحكومة اللبنانية الجديدة في أسرع وقت

البطريرك الراعي
البطريرك الراعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
افتتحت، اليوم الثلاثاء، أعمال السينودس المقدس والذي يستمر حتى السبت المقبل 16 يونيو، في الصرح البطريركي الماروني ببكركي بمحافظة بيروت بلبنان. واشتمل برنامج هذا الأسبوع والمواضيع التي سيتم دارستها.
وقال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، كلمة قال فيها سأركّز على أربعة محاور خلال المؤتمر، وهي: 
أوّلًا، الإصلاح الليتورجي
لا يقف الإصلاح اللِّيتورجي عند الهيكليات، بل هدفه الأوّل والأخير إنّما هو الولوج في عمق هذا "الكنز الحيّ" الذي يرافق أبناء كنيستنا المارونيّة وبناتها في سفرهم نحو ملكوت الله. من ينبوع هذا الكنز تغرف كنيستنا روحانيّتها، وتلبس ثوب القداسة.
ثانيًا، التنشئة والروحانيّة الكهنوتيّة
سنطّلع على تقارير مدارسنا الإكليريكيّة. ومن الأهميّة بمكان التركيز على تنشئة طلّاب الكهنوت العلميّة والروحيّة والليتورجيّة والراعويّة والإرساليّة والمسكونيّة، من خلال السَّهر على تطبيق "شرعة التنشئة الكهنوتيّة في الكنيسة المارونيّة"، التي وافق عليها وأقرّها السينودس المقدّس في دورة 2007، وأصدرها آمرًا باستعمالها سلفُنا البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير بمرسوم 2008.
ثالثًا، الأبرشيّات والإكسرخوسيّات والزيارات الراعويّة
سنستمع إلى أوضاع أبرشيّاتنا في النطاق البطريركي وبلدان الانتشار. بالإضافة إلى إكسرخوسيّة كولومبيا والبيرو والإكوادور، والبلدان التابعة لأبرشيّة الأرجنتين وهي الأوروغواي وباراغواي وبوليفيا وتشيلي؛ وإلى الزيارات الرسوليّة في أميركا الوسطى وفنزويلا؛ وفي أوروبا الغربيّة والشماليّة؛ وفي أفريقيا الجنوبيّة؛ وفي اليونان ورومانيا وبلغاريا.
رابعًا الشَّأن الوطني
قال البطريرك الراعي؛ إننا سنستمع كرعاة مؤتمنين على إعلان الإنجيل وتعليم الكنيسة إلى ما سيدلي الآباء بشأن الأوطان التي يأتون منها أو يخدمون فيها، ولاسيّما أوطان الشّرق الأوسط حيث يعاني أبناء كنيستنا كما شعوب المنطقة من ويلات الحروب، هدمًا وقتلًا وتهجيرًا، لكي نصوغ كلمة الرجاء لهم، والنداء إلى ضمائر حكّام الدول، حسبما يملي علينا الروح. ولا بدّ من التوقّف بشكل خاصّ على الأوضاع الراهنة في لبنان، الذي هو الوطن الروحي لموارنة العالم. فإليه وإلى نموذجيّته ورسالته في هذا المشرق العربي يتطلّعون ومعهم كلّ اللبنانيّين.
وإنّنا باسم شعبنا نطالب بتأليف الحكومة الجديدة في أسرع ما يمكن، بروح المسؤوليّة الوطنيّة الخطيرة، بعيدًا عن حسابات المحاصصة الخاصّة، حكومةٍ قادرة على إجراء الإصلاحات المطلوبة على مستوى الهيكليّات والقطاعات، كشرط لنيل المساعدات الماليّة، من هبات وقروض ميسّرة، من أجل النهوض الاقتصادي الكفيل بإخراج اللبنانيّين من حالة الفقر والعوز، وبتأمين فرص عمل لأجيالنا المثقّفة الطالعة.
ونطالب الحكومة بتوحيد الكلمة في العمل على عودة النازحين السوريِّين إلى وطنهم وبيوتهم وممتلكاتهم، ونطالب المجتمع الدولي بمساعدتهم على ترميم بيوتهم. فمن حقّهم الطبيعي أن يستعيدوا كرامتهم الوطنيّة، ويحافظوا على تراثهم الثقافي والحضاري، وينعموا بجميع حقوقهم الوطنيّة. ومن الواجب تشجيعهم على هذه العودة الكريمة لا تخويفهم لأغراض سياسيّة. وإلّا وقعوا ضحيّة حربَين: حربٍ دمّرت أرضهم وجنى عمرهم، وحرب تدمّر ثقافتهم وتاريخهم وحضارتهم، وهذه إبادة لهم. ثمّ انّ كرامتهم تأبى أن يصيروا عبئًا على لبنان الذي استقبلهم بكلّ عاطفة إنسانيّة وتضامن.
ونطالب المسؤولين عندنا سحب مرسوم التجنيس لأنّه زعزع الثقة بهم؛ ولأنّه مرسوم يصدر على حين غفلة وبأسماء مشبوهة لا تشرّف الجنسيّة اللبنانيّة، فيما المراجعة دائمة بتطبيق ما أبطل مجلس شورى الدولة من مرسوم التجنيس الصادر سنة 1994 الذي أوقع خللًا ديموغرافيًّا كبيرًا في البلاد؛ وفيما يوجد لدى المجلس النيابي قانون إعادة النظر في قانون الجنسيّة الذي يرقى إلى سنة 1925 في عهد الانتداب الفرنسي، أي قبل عشرين سنة من الميثاق الوطني والاستقلال التام؛ وفيما يتواجد على أرض لبنان أكثر من نصف سكّانه الغرباء والأجانب؛ وفيما تتكدّس لدى وزارتَي الخارجيّة والداخليّة الألوف من الملفّات الخاصّة بمنتشرين من أصل لبناني يطالبون باستعادة جنسيّتهم اللبنانية.
واختتم كلمته قائلًا: فوق ذلك كلّه، إنّنا ندعو جميع رجال السياسة والمسؤولين عن الشأن الوطني العام إلى بناء الثقة فيما بينهم بروح الميثاق الوطني الذي يميّز لبنان عن كلّ البلدان، لأنّه ميثاق الحرية والمساواة والعيش معًا بين المسيحيّين والمسلمين. إنّه روح الدستور والحياة السياسيّة، لكونه يشكّل التكامل في تكوين النسيج الوطني الواحد، ويتخطّى مستوى التساكن، ليكون نمط حياة يؤمّن لكلّ إنسان فرصة التواصل والتفاعل مع الآخر، فتغتني شخصيّته من تلقّيها جديد الآخر، من دون إلغاء الخصوصيّات والفوارق التي تصبح مصدر غنى للجميع.