السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ثعلب الصقور (1)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ظهرت وانتشرت مؤخرًا صورة لكارنيه ضابط بمناسبة ذكرى وفاته، وكان لابد من التوضيح للمصريين مَنْ هو هذا الضابط لأهميته وبطولاته العظيمة وخطورته، وما قام به من أجل مصر صائد الجواسيس وقاهر الموساد هو ضابط المخابرات العامة الفريق أول محمد رفعت إبراهيم عثمان جبريل من أعظم الضباط فى تاريخ جهاز المخابرات، وقد تم تناول بعض من أخطر عملياته فى أعمال سينمائية ودارمية، وقد بدأ حياته كضابط فى سلاح المدفعية، ثم انضم إلى تنظيم الضباط الأحرار قبل ثورة يوليو، ثم انضم إلى المخابرات العامة المصرية بعد إنشائها وكان تخصصه مكافحة النشاط الإسرائيلى، وتولى عدة مناصب فى الجهاز حتى أصبح مدير مقاومة الجاسوسية ثم رئيسًا لهيئة الأمن القومى ثم وكيلًا لجهاز المخابرات العامة وتم تكريمه بمنحه نوط الامتياز من الطبقة الأولى وقد أطلقت عليه إسرائيل لقب الثعلب بعدما قام بعملية خطيرة وهى زرع أجهزة تنصت دقيقة جدًا داخل أحد مقار الموساد السرية فى إحدى الدول الأوروبية والتى أثنى عليها الرئيس السادات شخصيًا وكانت لها الفضل فى فضح تآمر الدول المدعية حبها ومساندتها لمصر كشف تآمر هذه الدول، التى كان بعضها يؤكد صداقته ودعمه لمصر، قد وصفها المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية الأسبق بأنها كانت مفتاح نصر أكتوبر والبداية الحقيقية للعبور، وقد جن جنون إسرائيل بسبب عملياته الخطيرة الواحدة تلو الأخرى ورصد الموساد الإسرائيلى 2 مليون دولار لمن يغتال البطل المصرى رفعت جبريل أو يرشد عنه.
لعب جبريل دورًا هامًا فى عملية القبض على الجاسوسة (هبة سليم) التى كانت السبب فى مقتل عشرات الجنود المصريين أثناء حرب الاستنزاف حيث كانت تستدرج خطيبها فاروق الفقى وتعلم منه كل المعلومات الحربية التى يعرفها وتبلغها لجهاز الموساد، وقد استطاع جبريل الثعلب استدراجها إلى مطار ليبيا بعد أن أقنعها بأن والدها مريض هناك وقد يموت وهناك تعامل معها واستطاع نقلها إلى القاهرة وتم تنفيذ حكم الإعدام فيها.
وكان له دور مهم فى عملية القبض على ضابط مهم بالمخابرات الإسرائيلية ويدعى باروخ مزراحى وقام الثعلب بانتحال شخصية صحفى كويتى وعثر معه على أفلام وصور لقطع حربية التى تعبر من طريق باب المندب وسافر الثعلب إلى الكويت عبر الطريق البرى فى الصحراء والأودية حتى وصل إلى البحر وتم التقاطه بغواصة مصرية، وكانت المقاتلات الإسرائيلية تلاحقه ولكنها عجزت أن تنقذ ضابطهم والذى قامت الإدارة المصرية وجهاز المخابرات العامة بمقايضته فيما بعد بـ 65 فدائيًا فلسطينيًا من سكان الضفة والقطاع، وتم طلب مبادلته أيضا باثنين من أهم وأخطر الجواسيس المصريين فى تل أبيب وهما (عبدالرحيم قرمان أو عابد كرمان)، و(توفيق فايد البطاح).