منذ أن قدمت من محافظة أسيوط، بصعيد مصر، إلى القاهرة، لطرق أبواب عالم الفن والنجومية، بصحبة شقيقتها الفنانة القديرة خيرية أحمد، استطاعت الاثنتان أن تصلا إلى مكانة فنية مرموقة، وحفرت كل منهما، اسمها فى عالم النجومية، بشكل مختلف.
أكدت الفنانة القديرة سميرة أحمد، طوال مسيرتها الفنية الممتدة والمتميزة، أنها تتخذ من الرقى والأصالة، والتمسك بقيم وثوابت المجتمع، مدرسة خاصة بها، رسمت فى أذهان جمهورها، وهى صفات لم يقتصر الأمر عليها فقط أمام الكاميرات.
وعن طقوسها اليومية فى الشهر الكريم، قالت الفنانة الكبيرة: أقضى رمضان بطريقة عادية، مثل أى سيدة مصرية، حيث أجلس فى بيتى، خصوصا فى أوقات الإفطار، وأحرص على تناول الإفطار مع إخوتى، خصوصا فى الأيام الأولى من الشهر الكريم.
وتابعت: «لا أحب السهر، لذلك لا أواظب على تناول السحور، لأننى أفضل النوم مبكرا، ومنذ بداية رمضان لم يشتر لى أحد الفانوس، وكنت أود أن أشترى فانوس النجم المصرى محمد صلاح، لأنى أحب هذا اللاعب لدرجة كبيرة، وأتمنى له التوفيق دوما».
مضيفة: «عندما أذهب الى النادى وأجلس بين أصدقائى، دائما ما يتذكروننى بشخصية أبلة وفية، التى قدمتها فى مسلسل امرأة من زمن الحب، مع المؤلف الكبير أسامة أنور عكاشة والمخرج الراحل إسماعيل عبدالحافظ، والذى عرض فى رمضان، منذ عدة سنوات، وحظى بنجاح كبير وقتها».
كانت الفنانة الكبيرة سميرة أحمد، قد قدمت العديد من الأعمال الفنية الناجحة التى ظلت مرتبطة فى أذهان ووجدان الجمهور العربى والمصرى حتى الآن، سواء على مستوى الدراما أو السينما، والتى تجاوزت الـ ١٠٠ عمل فنى، وتم اختيار ٦ أفلام شاركت فى التمثيل بها، ضمن قائمة أفضل ١٠٠ فيلم بذاكرة السينما المصرية، حسب استفتاء النقاد عام ١٩٩٦ وهى «ريا وسكينة، صراع الأبطال، أم العروسة، الجبل، قنديل أم هاشم، ليل وقضبان».
وكانت لتلك الأعمال صدى واسع لدى جمهور المشاهدين، ففيلم «أم العروسة» تناول الظروف الاجتماعية للأسرة المصرية المتوسطة، وقت عرض الفيلم، الذى دارت قصته حول أب يدعى (حسين) قام بدوره الفنان الكبير عماد حمدي، يعانى من مشاكل تدبير تكاليف زيجة ابنته الكبرى، فيقرر اختلاس مبلغ من عهدته المالية فى الشركة التى يعمل بها بنية رده فيما بعد.
أيضا مسلسل «امرأة من زمن الحب» الذى جسدت فيه دور وفية، العمة الحنونة التى تستطيع حل مشاكل أولاد شقيقها المشغول بـ«البيزنس» عن تربيتهم ورعايتهم، بقدر من الحكمة والتعقل.
فى مسلسل «جدار القلب» قدمت فيه دورا متميزا، بدور طبيبة نفسية مسئولة عن قسم «المتهمين» بمستشفى الأمراض العقلية، مشهود لها بالشرف والأمانة، وعند تعاملها مع حالة محولة من المحكمة لرجل أعمال ثرى متهم بقتل زوجته، يحاول محاميه رشوتها لكنه يفشل، وخلال أحداث المسلسل تتعرض لحياة المرأة المصرية التى تواجه ضغوطا طوال الوقت سواء فى تربية أبنائها أو حل المشاكل التى تواجههم.
تلك الصفات اللصيقة بها، كانت سببا فى أن تنهال عليها الأدوار، كما تميزت فى أداء الأدوار الصعبة المركبة مثل دور «الخرساء» فى الفيلم الذى حمل نفس الاسم، وعرض منتصف الستينيات، ودور العمياء الذى أدته فى ٣ أفلام هى: «أغلى من عنية، قنديل أم هاشم والعمياء».
قدمت سميرة أحمد، خلال مشوارها الفنى الذى يزيد على ٦٦ عاما عدة أعمال درامية، لم ينسها الجمهور حتى وقتنا الحالى، منها مسلسلات: «رغم الفراق، أحلام فى البوابة، إلا دمعة الحزن، أميرة فى عابدين، يا ورد مين يشتريك، غدا تتفتح الزهور، دعوة فرح، ضد التيار، ماما فى القسم».
كما قدمت عدة أعمال سينمائية تجاوزت الـ ٦٨ فيلما سينمائيا، أشهرها فيلم «أم العروسة» الذى حقق نجاحا كبيرا وظل منبعا يستهل منه صناع الدراما كواليس الأسرة المصرية، إضافة للعديد من الأفلام الدينية منها: «آمنت بالله والشيماء» كما اتجهت إلى مجال الإنتاج السينمائي، فأنتجت فيلمى «البرىء وامرأة مطلقة».
وكان من المقرر أن تشارك فى مسلسل تليفزيونى، خلال الموسم الرمضانى الحالى، باسم «بالحب هنعدى» من تأليف الكاتب الكبير يوسف معاطى وإخراج رباب حسين، إلا أنه تم تأجيله إلى رمضان المقبل، بمشاركة مجموعة كبيرة من النجوم، منهم حسين فهمى، يوسف شعبان، خالد زكى ورانيا فريد شوقى، ومن الشباب أحمد فهمى وأحمد داود، من إنتاج المنتج الكبير صفوت غطاس.
وتدور أحداث المسلسل فى إطار اجتماعى وطنى، يحمل العديد من الرسائل الهامة، بأن مصر ستنتصر ما دام الحب موجودا بين أبنائها وتحت قيادة واعية ورشيدة للرئيس عبدالفتاح السيسى، ويناقش العمل عددًا من المشكلات الاجتماعية من زاوية مختلفة وطريقة معالجة تتماشى مع المجتمع.
