الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

هل تنجح القمة الأمريكية- الكورية الشمالية المرتقبة؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التصارع لتطوير السلاح النووي وامتلاكه أصبح أحد أهم قضايا العلاقات الدولية كوريا الشمالية اتخذت العديد من القرارات غير المسبوقة لإثبات حُسن النية للمجتمع الدولى لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية.
هناك مؤشر آخر على جدية بيونج يانج لدعم السلام فى شبه الجزيرة الكورية وهو إعلان زعيم كوريا الشمالية استعداده لزيارة عاصمة كوريا الجنوبية سيول.
وزير الخارجية الأمريكى يدفع نحو الضرورة المُلحة لعقد اتفاق جاد مع كوريا الشمالية.
برز مفهوم «توازن الرعب النووى» فى الساحة الدولية بعد تمكن الولايات المتحدة من استخدام القنبلة الذرية أواخر الحرب العالمية الثانية فى عام ١٩٤٥، وما تبعها من توصل الاتحاد السوفيتى إلى هذه القوة النوعية فى عام ١٩٤٩. ومنذ ذلك الحين، بات التصارع لتطوير السلاح النووى وامتلاكه أحد أهم قضايا العلاقات الدولية وفى هذا السياق، حاولت كوريا الشمالية الدخول إلى النادى النووى لحجز مقعدها فى النظام العالمى الذى يرتكن إلى التسلح النووى كأحد أهم محددات القوة فى النظام العالمى الجديد.

فى سياق التقارب بين الكوريتين والرغبة الجادة لدى الجانبين لإحلال السلام فى شبه الجزيرة الكورية وهو ما برز فى قمة «بانمونجوم» التى انعقدت فى ٢٧ أبريل ٢٠١٨ (١). تسعى كل من واشنطن وبيونج يانج بدعم من بكين وسيول وموسكو إلى إنجاح لقاء القمة المقرر عقده فى سنغافورة فى ١٢ يونيو ٢٠١٨ بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون وذلك لعقد صفقة تاريخية بين الجانبين تضمن تحجيم طموحات كوريا الشمالية النووية وإحلال السلام فى شبه الجزيرة الكورية مقابل ضمانات أمنية واقتصادية تشمل رفع العقوبات الدولية عن بيونج يانج التى يعانى اقتصادها أزمات طاحنة جراء هذه العقوبات. 
وأثارت تصريحات ترامب حول إلغاء اللقاء مع كيم جدلًا كبيرًا خاصة مع اقتراب انعقاد القمة، ولكن تبددت هذه الشكوك مع إعلان كوريا الشمالية رغبتها فى إنجاح اللقاء، وسنشير فى هذا التقرير إلى:
• السياسات التى قامت بها «بيونج يانج» لإنجاح القمة ودعم عملية السلام فى شبه الجزيرة الكورية.
• استراتيجية الولايات المتحدة تجاه كوريا الشمالية ما بين الإغراء والمواجهة.
• موقف القوى الدولية من انعقاد القمة.
سياسات بيونج يانج لدعم عملية السلام فى شبه الجزيرة الكورية
اتخذت كوريا الشمالية العديد من القرارات غير المسبوقة لإثبات حُسن النية للمجتمع الدولى لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، وكوريا الجنوبية، وذلك لحاجتها إلى إعادة بناء الاقتصاد، وإلغاء الحظر الاقتصادى المفروض عليها بقرارات أممية. 

وفى هذا السياق اتخذت بيونج يانج عددًا من الإجراءات لتمهيد المسار أمام القمة المرتقبة التى ستجمع بين ترامب وكيم جونج أون، وبرزت مؤشرات هذه الإجراءات فى:
١- لقاءات السلام مع الكوريين الجنوبيين: فى خلال أسابيع قليلة، التقى زعيما الكوريتين مرتين فى المنطقة الحدودية منزوعة السلاح «بانمونجوم» بعد جمود فى العلاقات استمر لأكثر من عقد من الزمان. وأبرزت الصور واللقطات الواردة من اللقائين جدية الطرفين لإحلال السلام فى شبه الجزيرة الكورية خاصة أن سيول تدعم عقد لقاء القمة بين ترامب وكيم فى موعده المحدد بسنغافورة؛ حيث طالب رئيس كوريا الجنوبية «مون جاى ين» بتوفير الضمانات الأمنية والاقتصادية لتشجيع بيونج يانج للاستمرار فى عملية السلام (٢). وهناك مؤشر آخر على جدية بيونج يانج لدعم السلام فى شبه الجزيرة الكورية وهو إعلان زعيم كوريا الشمالية استعداده زيارة عاصمة كوريا الجنوبية سيول، وعقد قمة مشتركة فى مقر الحكم الرئاسى بـ«البيت الأزرق» (٣). 
٢- الإفراج عن المعتقلين الأمريكيين: اعتبر ترامب أن إفراج كوريا الشمالية عن ٣ معتقلين أمريكيين كانوا فى سجونها خطوة إيجابية، وتدل على حسن نية، وجاءت هذه الخطوة تكليلًا للزيارات الناجحة التى قام بها «بومبيو» لبيونج يانج (٤).
٣- تجميد التجارب النووية: أعلنت بيونج يانج تعليق تجاربها النووية والصاروخية الباليستية العابرة للقارات. ووصف الرئيس الأمريكى ترامب فى تغريدة له على «تويتر» هذه الخطوة بالإيجابية فى مسار إحلال السلام فى شبه الجزيرة الكورية. 
٤- تفكيك موقع التجارب النووية: عُد تفكيك موقع «بونجيى رى» النووى على مرأى ومسمع من صحفيين ينتمون لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا وبريطانيا خطوة مُحفزة لعقد القمة الأمريكية الكورية الشمالية خاصة أن الجانب الكورى الشمالى يبرز جانب الوفاء بالتعهدات التى قطعها على نفسه فى مراحل سابقة من الحوار الاستراتيجى بين الجانبين (٥).
٥- إيقاف الأبحاث: أشارت التقارير القادمة من كوريا الشمالية إلى أن بيونج يانج اتجهت إلى تفريغ معاهد الطاقة النووية من الباحثين، بالإضافة إلى قيامها بإيقاف التجارب العلمية بها.

ورغم الإجراءات التى اتخذتها حكومة بيونج يانج لإثبات حُسن نواياها تجاه عملية السلام فى شبه الجزيرة الكورية إلا أنه ما زالت حالة الشك، واللا يقين تهيمن على الولايات المتحدة وحلفائها فى منطقة شرق آسيا تجاه سعى بيونج يانج نحو السلام. وفى هذا السياق، أشارت تقارير صينية أن تفكيك موقع التجارب النووية «بونجى رى» كان شكليًا؛ حيث إنه لم يعد قابلًا للاستخدام، وأشار خبراء العلوم والتكنولوجيا فى إحدى الجامعات الصينية إلى أن تجارب بيونج يانج الأخيرة أدت إلى انهيارات صخرية بالجبل الذى يعلوه موقع التجارب بما يوحى أن كوريا الشمالية لم تتنازل عن شىء كبير بقرار تفكيك موقع «بونجى رى» (٦). برزت هذه الرؤية فى تردد الجانب الأمريكى للمشاركة فى القمة؛ حيث أعلن ترامب على حسابه على «تويتر» إلغاء القمة نتيجة ما وصفه بـ«العدائية المتصاعدة من جانب كوريا الشمالية» وذلك قبل أن يغير رأيه لاحقًا، ومن جانبه ألمح وزير الخارجية «بومبيو» أن الولايات المتحدة لن تستكمل المحادثات إذا شعرت بعدم إيجابية كوريا الشمالية نحو قضية إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية. 
استراتيجية الولايات المتحدة تجاه كوريا الشمالية ما بين الإغراء والمواجهة
تنتهج الولايات المتحدة الأمريكية سياسة «العصا والجزرة» فى التعاطى مع عملية الصراع فى شبه الجزيرة الكورية؛ حيث ترى نجاح استراتيجية المقاطعة الاقتصادية التى قادتها ضد بيونج يانج حافزًا لجذب كوريا الشمالية نحو السلام والتخلى عن المشروع النووى مقابل دعم الاستثمار، والمساعدة فى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على بيونج يانج نتيجة تجاربها النووية، وتطويرها للصواريخ الباليستية. واتخذت الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة كوريا الشمالية أكثر من منحى، سنحاول إيجاز جانب منها فيما يلي: 
تجفيف مصادر العملة الصعبة
تشير التقارير الاقتصادية إلى أن كوريا الشمالية لم تعد تتحمل الحظر الاقتصادى المفروض عليها، وعملت الولايات المتحدة خلال الفترة الماضية على تجفيف مصادر الاقتصاد الكورى الشمالى من العملة الصعبة.
شهد الميزان التجارى بين الصين وكوريا الشمالية انخفاضًا حادًا نتيجة للضغوط التى تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية على الصين لتقليل اعتمادها على الجانب الكورى الشمالى، وعلى الرغم من العلاقات الاستراتيجية التى تجمع بكين وبيونج يانج، لم تستطع بكين تجاوز العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية؛ حيث سجلت الواردات الصينية أدنى مستوى لها خلال ٤ سنوات، وأكد المتحدث باسم هيئة الجمارك الصينية أن الواردات من كوريا الشمالية تراجعت بنسبة ٨١.٦٪ أواخر ٢٠١٧، فيما هوت الصادرات الصينية إلى كوريا الشمالية فى الفترة ذاتها إلى ٢٣.٤ بالمائة عن مستواها قبل عام (٧).
فى إطار خطة واشنطن وحلفائها لتجفيف منابع العملة الصعبة عن حكومة بيونج يانج، استجابت الصين للضغوط الدولية؛ حيث قامت أواخر عام ٢٠١٧ بإجبار العمال الكوريين الشماليين للعودة إلى وطنهم، ورفضت تمديد تأشيراتهم، كما أنها فرضت تشديدات كبيرة على إصدار تأشيرات جديدة لهم. وفى سياق متصل، أمرت الحكومة الصينية بإغلاق كل الشركات الكورية الشمالية بها خلال ١٢٠ يوما من تاريخ إصدار الأمر (٨).
ولمّا كانت العمالة الكورية الشمالية من أهم مصادر جلب العملة الأجنبية فى منطقة الخليج العربى؛ حيث يتراوح عددها ما بين ٥-١٠ آلاف عامل، مارست الولايات المتحدة ضغوطًا كبيرة للحد من الاعتماد على هذه العمالة، ودعا مسئولون بوزارة الخزانة الأمريكية قادة دول الخليج إلى تشديد الرقابة المالية، وتقليص عدد العمال الكوريين الشماليين، والذين يعمل معظمهم فى مجال التشييد والبناء. 
وفى هذا السياق أبدت حكومتا الكويت وقطر التزامهما بقرارات الأمم المتحدة الموجهة ضد بيونج يانج، وقامت الكويت بتخفيض التمثيل الدبلوماسى مع كوريا الشمالية إلى قائم بالأعمال، كما أنها منعت إصدار تأشيرات للكوريين الشماليين، وأوقفت الرحلات الجوية المباشرة مع بيونج يانج. وأعلنت الدوحة عن عدم تجديد عقود عمال كوريا الشمالية بها (٩). من جانبها، أعلنت دولة الإمارات العربية وقف إصدار تأشيرات دخول جديدة لمواطنى كوريا الشمالية، أو حتى إصدار تراخيص جديدة لأى شركات كورية شمالية (١٠).
اتهم أحد تقارير وزارة الخارجية الأمريكية شركة «تشولهيوان» للإنشاءات الدولية، والتى تنفذ عمليات فى الكويت وسلطنة عُمان وقطر والإمارات، أنها تقوم باختراق حقوق الإنسان بالتنسيق مع حكومة كوريا الشمالية؛ حيث تحتجز عمال كوريين شماليين، وتفرض عليهم قيودًا فى الحركة، وتحتفظ بجوازات سفرهم، وتقوم بتعيين أفراد تابعين لحكومة كوريا الشمالية للإشراف عليهم، ولا تمنحهم من الرواتب إلا القليل (١١). وهناك بعض الروايات التى اعتمد عليها الباحث تفيد أن هؤلاء المشرفين يقومون بتحويل رواتب هذه العمالة بصورة مجمعة إلى حسابات الحكومة فى بيونج يانج، ولا يتركوا لهم ولأسرهم إلا نسبة ضعيفة تكاد تكفى متطلباتهم الأساسية.
ثنائية «بومبيو» و«بولتون» وعملية إحلال السلام فى شبه الجزيرة الكورية
يدفع وزير الخارجية الأمريكى «بومبيو» نحو الضرورة المُلحة لعقد اتفاق جاد مع كوريا الشمالية، وأبرز «بومبيو» فى تصريحاته أمام لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأمريكى أن الموقف الأمريكى من كوريا الشمالية لن يتغير، وأن إدارة الرئيس ترامب عاقدة النية لعقد اتفاق جيد مع «بيونج يانج»، وأن الإدارة الأمريكية مستعدة للانسحاب من المحادثات فى أى وقت إذا لم تكن كوريا الشمالية جادة فى محادثات السلام. وعكس «بومبيو» من خلال لقائه مع الرئيس الكورى الشمالى «كيم جونج أون» عن الرغبة القوية لدى قيادة كوريا الشمالية لإدراك السلام وتحسين معيشة الشعب، وإدراك النمو الاقتصادى (١٢). 
يحاول «بومبيو» اللعب على وتر المساعدات الاقتصادية، وفتح الاستثمار مع «بيونج يانج»، ورفع الحظر الاقتصادى كمحفزات لإغراء قادة كوريا الشمالية للدفع قدمًا نحو التخلى عن البرنامج النووى بالإضافة إلى الإسهام فى تحقيق السلام فى شبه الجزيرة الكورية. وفى سياقٍ آخر، أشار «بومبيو» إلى ضرورة توفير ضمانات أمنية لنظام كوريا الشمالية، ترتكز هذه الضمانات على عدم تغيير النظام السياسى، وعدم امتلاك الولايات المتحدة لأسلحة نووية فى شبه الجزيرة الكورية، وعدم نية الولايات المتحدة لمهاجمة «بيونج يانج» سواءً بأسلحة نووية أو حتى تقليدية.

يعتبر بومبيو أن هناك فرصة أمام كوريا الشمالية لضمان عودة استثمارات القطاع الخاص إذا ما تخلت سريعًا عن أسلحتها النووية، وأشار إلى أن القطاع الخاص سيسهم فى إعادة بناء شبكات الطاقة المتهالكة هناك. يتسق ذلك كله مع سياسة بومبيو الخارجية القائمة على شعار «دبلوماسية قوية بدون إطلاق رصاصة».
بومبيو: «لمست رغبة قوية أثناء لقائى مع كيم جونج أون فى رغبته لتحسين معيشة شعبه، وإدراك النمو الاقتصادى، ولن نتنازل عن أى شيء، ومطالبنا واضحة ولم تكن ملتبسة».
فور إعلان «ترامب» إلغاء اللقاء مع زعيم كوريا الشمالية، برزت العديد من التحليلات السياسية التى تتعلق بخلافٍ كبير بين الرئيس الأمريكى «ترامب» ومستشاره للأمن القومى «جون بولتون» فيما يتصل بالتعامل مع الملف النووى لكوريا الشمالية خاصة أن «بولتون» من أكثر المتشددين تجاه كوريا الشمالية وإيران؛ إذ اعتبرهم فى أحد تصريحاته أنهما يمثلان «تهديدًا وشيكًا» للأمن القومى الأمريكى، لذا كان يدعو إلى ضربة استباقية تجاه كوريا الشمالية (١٣). ونفى الرئيس «ترامب» فى تغريدة له على «تويتر» هذه التحليلات قائلًا: «لا خلاف على الإطلاق داخل إدارة ترامب بشأن كيفية التعامل مع كوريا الشمالية.. وإذا كان هناك خلاف فلا بأس (١٤).

يعتبر «بولتون» من أكثر المتشددين تجاه كوريا الشمالية وإيران؛ إذ اعتبرهم فى أحد تصريحاته أنهما يمثلان «تهديدًا وشيكًا» للأمن القومى الأمريكى، لذا كان يدعو إلى ضربة استباقية تجاه كوريا الشمالية.
موقف القوى الدولية من انعقاد القمة الأمريكية الكورية الشمالية
دعا الرئيس الكورى الجنوبى مون جاي-إن، ورئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى، والصينى لى كيكيانج فى القمة الثلاثية التى جمعتهم فى العاصمة اليابانية طوكيو إلى إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، وإحلال السلام وتطوير العلاقات بين الكوريتين. وطالب «مون» رئيس كوريا الجنوبية بضرورة مساهمة الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولى فى طمأنة النظام الكورى الشمالى أمنيًا واقتصاديًا إذا تخلت بيونج يانج طواعية عن برنامجها النووي (١٥). ولعبت الصين دورًا مهمًا فى تلطيف الأجواء ما بين واشنطن وبيونج يانج. 
وفو إعلان «ترامب» عن إلغاء موعد القمة التى ستجمعه بزعيم كوريا الشمالية «كيم»، أعلنت سيول سعيها لإنقاذ القمة، والتوسط لدى الجانب الأمريكى لتضييق هوة الخلاف بين الطرفين خاصة أن سيول ترى أن هناك فرصة ذهبية لإحلال السلام فى شبه الجزيرة الكورية (١٦). 

تدعم روسيا عقد لقاء القمة بين بيونج يانج، وواشنطن وتعتبر اللقاء بمثابة بداية السلام فى شبه الجزيرة الكورية، لذا أعلن «بوتين» عن خيبة أمله لإلغاء «ترامب» القمة. واستنكر «بوتين» إلغاء القمة الأمريكية الكورية الشمالية خاصة أن «كيم» نفذ ما وعد به خاصة تفجير الأنفاق فى ميدان التجارب (١٧).
بوتين: «تلقت روسيا نبأ إلغاء القمة بمزيد من الأسف، لأننا كنا نأمل انفراج الوضع فى شبه الجزيرة الكورية، وأن تكون هذه بداية لإخلاء كامل شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية».
ختامًا؛ سترسم القمة الأمريكية الكورية الشمالية مستقبل العلاقات بين بيونج يانج، وواشنطن، ومنطقة شرق آسيا بأسرها؛ حيث اكتسبت القمة أهمية كبيرة على المستويين الآسيوى والدولى وهو ما برز فى المواقف الدولية المختلفة التى أعقبت تغريدة الرئيس الأمريكى «ترامب» على موقع «تويتر» بإلغاء القمة، وهو ما يعنى أن القمة لم تعد شأنًا أمريكيًا أو شرق آسيويًا فقط، ولكنها باتت نموذجًا يعول عليه المجتمع الدولى للحوار وتسوية المنازعات بالطرق السلمية، وسينعكس انعقاد القمة ونجاحها على قضية السلام فى شبه الجزيرة الكورية بالإيجاب، وفى حالة الفشل، ستؤدى إلى استمرار العزلة الدولية لبيونج يانج، وتنامى التهديدات المحيطة بسيول التى أبدت انحيازها الكامل لاستغلال الفرصة التاريخية لإحلال السلام فى شبه الجزيرة الكورية. وما بين النجاح والفشل ما زال خيار كوريا الشمالية للتخلى عن كل ترسانتها النووية محل شك، ويتجه أنصار هذا الرأى إلى صعوبة أن تتخلى كوريا الشمالية عن ترسانتها النووية التى تطورها لسنين طويلة بهذه البساطة. 
على صعيدٍ آخر، يعول الكوريون الشماليون على أن تنعكس مخرجات القمة بين «كيم» و«ترامب» على أوضاعهم الاقتصادية؛ حيث وعد «ترامب» وإدارته برفع الحظر الاقتصادى عن اقتصاد كوريا الشمالية وفتح المجال أمام استثمارات القطاع الخاص.