الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأب متى المسكين.. 12 عامًا على الرحيل والحرب مستمرة ضده

الأب متى المسكين
الأب متى المسكين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مدى ما يقرب من 60 عامًا منذ دخوله الرهبنة عام 1948 وحتى انتقاله، ظل الأب متى المسكين حالة خاصة فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فالجدال اللاهوتى بينه وبين الراحل البابا شنودة الثالث، ما زال قائما حتى بعد رحيلهما.
كثيرون عاصروا المُعلم المرفوضة تعاليمه، وكثيرون كتبوا عنه ما بين الحقائق والتخمينات، ولكن فى بحثنا لم يكن هناك أفضل من «المسكين» ليحدثنا عن نفسه ليقول عشت غريبًا بين إخوتي. 
عن مشاعره منذ طفولته يقول «المسكين» عن نفسه، «كانت هناك حركات روحية تجيش فى أعماقى منذ طفولتى وأنا ابن أربع سنوات، كنت أحس بأنى غريب عن إخوتى وأصدقائي، وكأنى من عالم آخر، حتى أن أسرتى لاحظت ذلك، وكانت تقدمنى فى اجتماع الصلاة وأنا طفل لكى أبدأ وأختم الصلاة، ولم أكن أتمنَّع قط. وكانوا حينما يعجنون الدقيق بالماء الساخن ويتركونه للتخمير يطلبون منى أن أغرس أصبعى فى العجين وأرشم به علامة الصليب، وكم كانت العجنة ساخنة وأصبعى يُلْسع وأنا صامت».
فى سنة ١٩٥٤ (بعد ٣ سنوات من الوحدة فى المغارة)، دُعى للذهاب إلى الإسكندرية ليخدم كوكيل للبطريرك الأنبا يوساب الثاني، فرفض مرة وأخرى، وفى الثالثة أتاه الأسقف للمغارة، فلم يستطع الرفض لشعوره بالخجل ولإحساسه بأن الله معه
ويقول الأب متى المسكين عن نفس المشاعر وهو فى فترة طفولته فى المنصورة: «كنت أختلس وقت الظهيرة والكل ينامون بعد الغداء، وأخرج من المنـزل دون أن يشعر بى أحد وأذهب إلى شارع البحر، وهو قريب من المنـزل، وأسير على كوبرى طلخا (يربط بين المنصورة وطلخا)، وأقف فى منتصفه تمامًا، أتأمل النيل مدة طويلة وأسير على الشاطئ وأنا محمَّل بمشاعر غريبة تربط بين الصلاة والسجود وبين الطبيعة التى أمامي، البحر، الشاطئ، الأشجار الجميلة، الفلاحون عائدون من الأسواق».
وعن مرحلة الشباب قال: «ازداد حنينى لله جدًا، وازداد حبى له، فكنت بعد أن أنتهى من عملى بالصيدلية، أذهب إلى منـزلى بدمنهور فى الساعة ١١ مساءً، وأبدأ أُصلى وأنا راكع حتى أفرغ من الأجبية -كتاب صلوات- وأُبلِّل فراشى بدموعي، وكنت أصرخ أين أجدك يا الله؟ لقد بحثت عنك فى كل مكان فما وجدتُك، لا فى العلم، ولا فى السياسة، ولا فى تعصُّبات رجال الدين، ولا فى المال الذى بدأ يملأ خزانتى فأين أجدك؟ سؤال ظل هو موضوع صلاتى ودموعى بالنهار أثناء العمل، وبالليل أثناء هذه الصلاة».
ويقول الأب متى المسكين، إنه بدأ يحس بسلطان يفوق إرادته ويعمل داخل كيانه، وطلب من الله بلجاجة أن يسهِّل خروجه من العالم لكى يعيش حُرًّا من بنى الإنسان، أو بالأحرى ليعيش منتهى حريته فى الله، أو على الإطلاق يعيش فى الله.
ظل الضغط الروحى فى أعماقه يزداد، ووعيه للحياة الأبدية يتعمَّق، حتى حدثت المُفاضلة الفاصلة: بين أن يبقى فى العالم يبيع ويشترى ويغتنى ويعول أسرة؛ وبين أن ينطلق فى رحاب الله، يحب، ويفرح، ويعرف، وينمو بلا قيود. 
وهكذا لم تستطع جميع المعوِّقات وكانت هائلة ومخيفة أن تمنعه من الانطلاق، فانطلق إلى الدير، وكان أول شاب متعلم جامعيًا، يَلِجُ طريق الرهبنة فى جيله، فى شهر مايو ١٩٤٨، وهكذا ذهب إلى دير الأنبا صموئيل بصحراء القلمون، وقد اختاره لأنه أفقر وأبعد دير عن العمران. 
دخول «المسكين» الدير 
يقول المسكين «منذ أول يوم دخلتُ فيه الدير، دخلتُ الحياة مع الله بقوة وبساطة وعمق وهدوء. كنتُ أمضى الليل كله فى الصلاة، لمدة ثلاث سنوات، لأنى كنتُ إذا نمت أقوم فى الحال، لأن النوم صار كحالة إنهاك تحتِّم عليَّ أن أقع وأستسلم للنوم عن انغلاب، لقد أحببتُ الله حبًا لا مثيل له، حبًّا سريًا بكل ما أملك، عن وعى وأصالة، ومقارنة بعمالقة الآباء فى العهدين القديم والجديد. وهكذا كانت الإضافة العظمى لرصيد حياتى الروحية هى المعرفة بدقائق العهدين القديم والجديد، وفى تأملات عميقة واعية وصلاة عشتُ مع جميع شخصيات الكتاب، ودخلت فى سر العلاقة التى تربطهم بالله، فكان هذا ينبوعًا أشرب منه وأرتوى وأمتلئ بالمعرفة والحق والنور كل يوم بلا شبع».
وهكذا قضى فى دير الأنبا صموئيل ثلاث سنين تقريبًا، ألَّف فيها كتابه الأول: «حياة الصلاة الأرثوذكسية»، وفى مارس ١٩٥١ إثر مرض أصاب عينيه توجَّه إلى دير السريان ليقضى فيه فترة قليلة حتى استرداد عافيته، فرسمه أسقف الدير قسًّا (١٩ مارس ١٩٥١) باسم «متى المسكين» على اسم القديس متى المسكين مؤسس دير أسوان فى أوائل القرن الثامن، واستأمنه نيافة أسقف الدير على تلمذة رهبان جدد، كانوا قد أتوا لكى يترهبوا من تأثرهم بكتاب حياة الصلاة.
حفر مغارة
ثم استأذن من رئيس الدير أن يخرج ليحفر لنفسه مغارة تبعد عن الدير حوالى ٤٠ دقيقة مشيًا على الأقدام فى الصحراء التى لا يحدُّها البصر. وفى هذه الفترة استقبله الأب المتوحد عبدالمسيح الحبشى، فى مغارته لمدة أسبوعين لحين قيامه بحفر المغارة، حيث كان الراهب متى المسكين يخدم الأب المتوحد عبدالمسيح الحبشى ويستلم منه حياة التوحُّد.
وفى هذه الوحدة المطلقة اختبر انطلاق الروح من كل قيود الجدران العالية والأمان المصطنع، حيث كانت الذئاب تزور مغارته فى الليالى القمرية وتلعب أمام باب المغارة طوال الليل، كما نزل بالوادى ضبع كان يطوف حول المغارة، أما الثعابين فكانت تتعايش من فضلات أكله.
ومضات المعرفة 
يقول الأب متى المسكين: «كل هذا جعلنى أحس بالخليقة عن قرب وأمتد فى تأملاتي، لأنى كنت أحبها وهذه الوحوش لم تؤذنى قط». ويستطرد فى القول: «كنت أقضى الليل كله ساهرًا متأملًا، وكل ومضة جديدة من المعرفة كانت تشعل روحى وتُلهب كل ملكاتي، فأقوم وأُصلى كثيرًا، وأسجد، وأشكر بدموع، معترفًا بأنى لستُ كفؤًا لأكثر من هذا، وبالرغم من هذا، كنت أُدقق فى صلواتى الطقسية وفروض السواعى بالليل والنهار بكتاب «الأجبية»، وحفظت مزاميره كلها عن ظهر قلب، وكانت لى مُعينًا عظيمًا فى عدم توقف التأمل أو برودة النفس».
«المسكين» فى الإسكندرية
فى سنة ١٩٥٤ (بعد ٣ سنوات من الوحدة فى المغارة)، دُعى للذهاب إلى الإسكندرية ليخدم كوكيل للبطريرك الأنبا يوساب الثاني، فرفض مرة وأخرى، وفى الثالثة أتاه الأسقف للمغارة، فلم يستطع الرفض لشعوره بالخجل ولإحساسه بأن الله معه.
وفى الإسكندرية نظم الخدمة، وضبط المالية، ورتب طريقة إجراء الخدمات الطقسية دون إعثار المؤمنين بالتمادى فى تحصيل الرسوم، ولكن أعاقه تكتل بعض الكهنة الذين تأذوا من التنظيم المالى للخدمات الطقسية، فبدأت الحرب ضده ثلاث مرات، فاستعفى وعاد إلى ديره فى المرتين الأولى والثانية، وعاد تحت إلحاح الشعب والمجلس الملى وبموجب خطاب التأييد والتشجيع من البابا يوساب، الذى قال عنه ضمن ما قال فى خطابه: «نهنئ ولدنا القمص متى بهذه المحبة التى تمكَّنت من قلوب الجميع.. ونعلن لحضراتكم ولأبنائنا الشعب المبارك المحبوب ما نكنُّه لولدنا القمص متى من حُبٍّ وتقدير ورضاء لإخلاصه وصلاحه، وما كان من أثر خدماته لمدينة الإسكندرية التى يستحيل على غيره القيام بها»، وفى الخطاب الثانى موجهًا إلى القمص متى المسكين: «.. إننا نعتمد على غيرتكم وإخلاصكم كما نعتمد على ما منحكم الله من حكمة أن تقوموا بعملكم مؤيَّدين بنعمة الله وتعضيدنا الكلِّي».
محاولات إبعاد
أما فى المرة الثالثة، فقد نجح «أنصار التأخر والجهل» (كما أسماهم المهتمون بالشئون الكنسية فى ذلك الوقت) فى إبعاد القمص متى المسكين، فصدر قرار بإعفائه، وانصرف إلى مغارته فى دير السريان، حيث رفض كل المحاولات لإعادته ثانية، سواء من الشعب والكهنة والمجلس الملي، أو من الحكومة.
وبعد عودته تكاثر عدد الرهبان على يديه حتى بلغوا ١٢ راهبًا، ولم تكن الحركة المناوئة لـوجود الأب متى المسكين فى الإسكندرية عارضة، بل كانت متصلة بالسياسة العامة للبطريركية فى ذلك الوقت، حيث بدأ المطارنة يخشون من تولِّى الأب متى المسكين البطريركية بعد نياحة البابا يوساب، مما أدى إلى محاولات من أراخنة الكنيسة إقصاء البابا يوساب الثانى عن منصبه، بسبب تغلُّب «أنصار التأخر والجهل» على سياسة الكنيسة. 
كما أن هذه السياسة انعكست أيضًا على وجود الأب متى المسكين فى دير السريان فبدأ يحس بالمضايقة من رئيس الدير، وكان الذى توجَّس خيفة من كثرة الذين تتلمذوا له من الرهبان، والذين تأثروا من حياته وكتابه: «حياة الصلاة الأرثوذكسية»، فطلب من رئيس دير السريان الحِلَّ أن يعود إلى ديره الأصلي، فغادر الدير متوجهًا إلى دير الأنبا صموئيل، ثم تبعه الرهبان الاثنا عشر إلى هناك، فبدأوا فى تعمير الدير وبناء القلالى الجديدة (٣٠ قلاية). وظلوا هناك حوالى ٣ سنوات.
بيت المكرسين 
فى عام ١٩٥٨ أنشأ الأب متى المسكين بيتًا للمكرسين من الشباب المتبتل الذين يرغبون فى الخدمة – دون الرهبنة – وكان مقره المؤقت فى حدائق القبة، ثم انتقل فى أوائل عام ١٩٥٩ إلى حلوان، وقد انضم كثيرون من الخدام للبيت، كما كان يزوره الخدام من كل جهة، وكان الأب متى المسكين، حينما يتواجد فى أوقات قليلة فى البيت (إذ كان يقضى معظم وقته طبعًا فى الدير)، كان يردُّ على أسئلتهم الروحية. فبدأ يكتب مقالات وكتبًا تفيدهم فى حياتهم الروحية وفى خدمتهم التعليمية فى مدارس الأحد. وهكذا بدأ نشر سلسلة من الكتب بعنوان: «مقالات تصلح للشباب والخدام»، و«لأعرفه وقوة قيامته»، «العنصرة»، «الكنيسة الخالدة»، «مع المسيح فى آلامه وموته وقيامته»... إلخ. وقد بدأت تظهر لنا فى هذه الكتب نعمة الإلهام فى التعليم الروحى واستعلان المعرفة اللاهوتية الأرثوذكسية من خلال أحداث حياة المسيح وتعليم الإنجيل وكتابات وتعاليم آباء الكنيسة.
الطرد من القاهرة
وتوالت أحداث سريعة، توجه بعدها الأب متى المسكين من دير الأنبا صموئيل فى ٢٧ يناير ١٩٦٠ مع الرهبان الاثنى عشر إلى بيت التكريس بحلوان، وأقاموا فيه إقامة مؤقتة لحين صدور توجيهات البابا كيرلس السادس لاختيار الدير الذى يناسبهم، ولكن فوجئوا بقرار طردهم من القاهرة، فتوجهوا إلى صحراء وادى الريان (فى سياحة إجبارية، وهى وادٍ ليس به ساكن، عميق جدًا داخل صحراء قاحلة، حفروا فى صخورها مغائر يسكنون فيها، وصاروا يشربون من عيون ماء مالحة آذت صحتهم جدًا. وعاشوا جميعهم حياة التوحد والصلاة. وكان الله يرسل لهم طعامهم كل شهرين فى قوافل جمال على يد أحباء لهم فى القاهرة، وذلك لمدة تسع سنوات كاملة، يقول عنها الأب متى المسكين: «فى حياة صعبة، لقد كانت أصعب وأشقَّ فترة عشتها فى حياتي».
أسقف دير السريان يُعلن فى إعلان بجريدة «الأهرام» بأنهم مجرَّدون من أسمائهم الرهبانية، ويقطع هذا الانعزال خطاب ودى يصل إلى الأب متى المسكين من قداسة البابا كيرلس السادس، ففى أوائل فبراير ١٩٦٦، وبعد ٦ سنين من المجيء إلى وادى الريان، فوجئ الأب متى المسكين وهو فى وادى الريان بخطاب يصله من البطريركية يحمل مظروفه من الخارج ومن الداخل عنوان باسم «القمص متى المسكين»، ووضح من عنوان ومضمون الخطاب أن البابا غير معترف بما نشره أسقف دير السريان من تشهير بالأب متى المسكين وبالرهبان الذين معه فى جريدة «الأهرام» عام ١٩٦٠؛ إذ إن البابا كان يدعوه فى هذا الخطاب أن يرسل ٣ رهبان من عنده إلى دير الأنبا صموئيل، وقام الأب متى المسكين بإرسال الرهبان إلى هناك حسب أمر قداسة البابا.
المصالحة مع « المسكين»
وبعد ٣ سنوات من هذا الخطاب، وبعد ٩ سنوات من سُكنى الأب متى المسكين والرهبان فى وادى الريان، نجحت محاولات المصالحة مع الأب متى المسكين (التى لم تكفُّ طيلة السنوات التسع، لكنها نجحت هذه المرة)، حيث طلب البابا كيرلس السادس حضور الأب متى المسكين. وحينما حضر الأب متى المسكين مع وسيط المصالحة القمص صليب سوريال وفى حضور نيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط، فاجأ البابا كيرلس السادس الأب متى المسكين بقوله: «حاللنى يا أبونا متى»! ولما تمنَّع أبونا متى سائلًا البابا أن يحاللـه هو، صمم البابا على طلب الحلِّ، فقال له الأب متى المسكين: «الله يحالك يا سيدنا ـ حاللنى يا سيدنا». ثم حضر الرهبان الذين معه يوم تذكار نياحة القديسة العذراء مريم، الجمعة ٩ مايو ١٩٦٩، وألحقهم بدير القديس أنبا مقار، فى حضور وترحيب رئيس الدير نيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط، حيث سلَّم له البابا مسئولية بعث الحياة الرهبانية فى الدير وتجديد وتوسيع مبانيه، وانتقل البابا كيرلس بعد ذلك بفترة قصيرة إلى الأخدار السماوية راضى النفس ومستريح الضمير بهذه المصالحة.
وبعد جهاد فى الرهبنة دام ٥٨ عامًا فى تكريس كامل للحياة الرهبانية، مُشيحًا بوجهه عن كل ما يعطله عن نموها وامتدادها والكشف عن غناها وعظم بركتها للكنيسة، تنيح بسلام فى فجر يوم الخميس الموافق الثامن من يونيو عام ٢٠٠٦، اليوم الأول من بؤونة عام ١٧٢٢ للشهداء، تاركًا تراثه العريض الغنى من سيرة الحياة الزاخرة، وعظاته وتعاليمه المسموعة والمقروءة، ما ستسعد به الأجيال الحاضرة والمستقبلة، لاستعادة مجد الله فى الكنيسة والخلاص فى نفوس المؤمنين. 
توالت أحداث سريعة، توجه بعدها الأب متى المسكين من دير الأنبا صموئيل فى ٢٧ يناير ١٩٦٠ مع الرهبان الاثنى عشر إلى بيت التكريس بحلوان، وأقاموا فيه إقامة مؤقتة لحين صدور توجيهات البابا كيرلس السادس لاختيار الدير الذى يناسبهم
فى الذكرى الـ 12 لرحيله 
ما زالت تعاليم الأب متى المسكين، تلقى رواجًا بين المسيحيين بمختلف طوائفهم، ويسعى كثيرون لاقتناء الكتب التى ألفها الأب الراحل ومنعتها الكنيسة من البيع داخل مكتباتها، وفى معرض الكتاب القبطى.
وبعد تولى البابا سدة مار مرقس، تم تخصيص جناج لدير أبومقار فى معرض الكتاب القبطى، والذى قام بدوره بنشر كتب الأب.