الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

حكايات مجهولة.. حمدان بن الأشعث وثورة القرامطة ضد الدولة العباسية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حمدان بن الأشعث المعروف بالقرمطي، أحد أعلام الحركات السياسية والدينية فى التاريخ، قدم إلى الكوفة من خوزستان عام ٢٧٣هـ، واتصف بالزهد والورع والتقشف، وكان ينسج الخوص، ويأكل من عمل يده، ويكثر من الصلاة، وأقام على ذلك زمنا، وكان إذا تردد عليه الناس وجلسوا إليه، حدثهم عن أمر الدين وزهده فى الدنيا، وأخبرهم أن الصلاة المفروضة على الناس خمسون صلاة فى اليوم والليلة، وأخذ يدعو إلى إمام من أهل البيت، فانتسب للشيعة الإسماعيلية، واجتمع حوله أناس كثيرون.
لقب ابن الأشعث بقرمط، وقد اختلفت آراء المؤرخين حول تفسير ذلك اللقب، فمنهم من قال إنه أحد أجداده، ومنهم من قال إنه لقب بذلك لقصره الشديد، فكانت رجلاه قصيرتان بشكل كبير، مما جعل خطواته قصيرة وملحوظة، ومنهم من قال إنها كلمة غير عربية وتعنى الدعوة السرية أو الباطنية. 
قام بحركة مسلحة وعنيفة ضد الدولة العباسية، وكان يدعو لإذابة الفوارق الطبقية بين الناس، ويعد الناس بتحسين أوضاعهم، فكانت دعوته تستند إلى مبدأ دينى، حيث الدعوة لإمام الشيعة الإسماعيلية والزهد والورع، ومبدأ اجتماعى، حيث الثورة على الأثرياء وتحسين أوضاع الطبقات الفقيرة، وهناك من نسب ثورة ابن الأشعث لظروف نفسية ألمت به، حيث كان ناقما على المجتمع يبدى التأفف والضجر، ويحقد على الناس جميعا ويظهر التذمر من كل المجتمعات التى تحيط به أو التى ينتقل إليها ويضمر البغض على كل وضع.
وفرض القرامطة نفوذهم على كل من الكوفة والبصرة وواسط وأجزاء من بلاد فارس والبحرين والإحساء والقطيف وهجر، ونالوا تشنيعا كبيرا فى التاريخ، حيث اجتمع على رميهم بالكفر والابتداع كل من المؤرخين الشيعة والسنة، ونتيجة ذلك دخلوا فى معارك عنيفة مع الدولة العباسية والدولة الفاطمية.
وكانت أشهر معاركهم تلك التى شنوها حين دخلوا مكة المكرمة واستباحوا قتل الحجاج، ثم قاموا بنهب أبواب الحرم واقتلاع الحجر الأسود وسرقته إلى البحرين، واستاءت الدولة الفاطمية لذلك كثيرا، وأيضا أمراء وملوك البلاد الإسلامية حتى عرضوا شراءه منهم بأغلى الأثمان، ووجه لهم الخليفة الفاطمى عبيد الله المهدى من بلاد المغرب تهديدا كبيرا فقد بعث إلى أبى طاهر القرمطى رسالة يسبه ويلعنه فيها ويقول: «أخفقت علينا سعينا، وأشبهت دولتا بالكفر والإلحاد بما فعلت متى لم ترد على أهل مكة ما أخذت، وتعيد الحجر الأسود إلى مكانه، وتعيد كسوة الكعبة فأنا برىء منك فى الدنيا والآخرة»، فما لبث أن أعاد القرامطة الحجر إلى مكة قائلين: «أخذناه بأمر وردناه بأمر».