الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

على باب الله.. عم فضل: لو مت نفسي أموت وأنا مبسوط

عم فضل
عم فضل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قلت له يا عم فضل سأسمعك قصيدة قبل أن أسمع منك شكواك، ضحك وقالى قصيدة إيه دي؟ أغنية يعنى يا أستاذ؟ رددت عليه هى حاجة شبه الأغنية كده يا عم فضل.. ضحك وقال أوعى تكون لحبيبتك يا أستاذ، أنا مراتى ميتة من سنين ومش بغنى لحد
«كل سنة وأنتي الأميرة.. وإنتى البصر والبصيرة.. متستغربيش إن لسه.. الحرامى حرامى.. وهى هى الوشوش
والكدب ونفس الأسامى.. والنفوس الحقيرة.. لسه حقيرة
متستغربيش.. من نفس السؤال.. والدهشة والحيرة
عايز أقولك سر.. ابنى الصغير بيحبك أوى.. اعملى معروف
أوعى تجيبى لحد سيرة.. ولسه فى ناس بتكتب شعر.. وبترسم وتغنى.. وف قلوبهم أحلام كبيرة.. كل سنة وإحنا جوانا بقايا.. م الفرح قادرين نضحى.. كل سنة وإنتى غنوة عشق.. بتصحى فينا البنى آدمين.. اوعى يا مصر يهزمك الحزن.. وتهربى.. وتقولى زهقت.. اعملى معروف».. لا أدرى متى حفظت هذه الكلمات لكن فى مشهد ما تخرج من رأسى قصائده عدة وكأنها مرتبة فى ذهنى حسب الحالة، «على سلامة» واحد من الذين تمس كلماتهم قلبى برغم بساطتها، لكن غناء «وجيه عزيز» لبعض منها أعطاها رونقًا خاصًا، نعود إلى «أوعى يا مصر يهزمك الحزن وتقولى زهقت»، كلما مررت على الفقراء فى الشوارع وعمال النظافة والمحتاجين رأيت هذه الكلمات تتجسد أمامى ولسانى ينطق بها، اليوم قابلت عمى فضل، رجل طيب جدًا، كل عمله فى الحياة أنه يُعبئ الولاعات غاز، الحمد لله أنه لا يعبئها بنزين وإلا لكان فقد عمله بعد رفع الدعم كاملا عنه، فى الحقيقة حلقة عم فضل جاءت وأنا أعانى ممن يجحدون الفضل، لكن أخذا بقول الله وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ أسعى لمرضاته لا يهمنا لا هذه ولا ذاك.. وكل ما يهمنا هو إسعاد عم فضل ففى سعادته إسعادنا.
قلت له يا عم فضل سأسمعك قصيدة قبل أن أسمع منك شكواك، ضحك وقالى قصيدة إيه دي؟ أغنية يعنى يا أستاذ؟ رددت عليه هى حاجة شبه الأغنية كده يا عم فضل.. ضحك وقال أوعى تكون لحبيبتك يا أستاذ، أنا مراتى ميتة من سنين ومش بغنى لحد.. قلت له فعلا إنها لحبيبتى يا عم فضل.. لحبيبتنا كلنا.. لمصر، شرد الرجل ونطق بعفوية وقال: «بصراحة يا أستاذ مخبيش عليك، أنا زعلان أوى من مصر واللى عملاه فينا، ده كلام يا رجل يا طيب مفيش خالص.. الحالة صعب».. قاطعت عم فضل ورددت الكلمات أعلاه.. وحينما وصلت عند أوعى يا مصر يهزمك الحزن.. بكى الرجل الطيب.. بكى عم فضل.. بكى وهو يقول: أنا رجل تعبان.. بعد العيد هعمل عملية قلب مفتوح.. مش عارف هعيش ولا أموت.. لكن لو مت نفسى أموت وأنا مبسوط.. إزاى مش عارف.. عندى ٤ عيال واحد فيهم موظف و٣ قاعدين ما بيشتغلوش.. ساعات يروحوا عند جوز عمتهم بيشتغل فى حاجات الأجزاخانات والمستشفيات بيبيعوا معاه وساعات بيقعدوا.. فكرك يا بنى اللى أنا بعمله ده شغل؟ هملى كام ولاعة يعنى فى اليوم.. عشرة.. عشرين بكام.. أنا بضحك على نفسى واللى حواليا بدارى ورا الباترينة الصغير دى من الزمن علشان ما يدهسنيش أكتر ما هو داهسنى».
قلت له استهدى بالله يا عم فضل «إحنا لسه كنا بنهزر دلوقتى قولى نفسك فيه إيه؟»: «جفف عرقه بطرف جلبابه وقال قولى يا بنى مش نفسك فى إيه؟ ده أنا مفيش حاجة كان نفسى فيها وعملتها أو شفتها أنا ٥٨ سنة يا بنى راحوا منى وكأنهم فلوس فضية وقعت من جيب مخروم، اتسرسبوا سنة ورا سنة، وضاع عمرى وصحتى ومعملتش أى شيء.. لكن هقول إيه أدى الله وأدى حكمته، وربنا يعوضنا لما نروح له بالسلامة.. ابقى اطمن عليا بعد العيد وشفني عايش ولا مشيت».