الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

يونيو.. شهر قلب يسوع الأقدس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد أن انتهى شهر مايو والمعروف بـ"الشهر المريمي" والمخصص لتكريم السيدة مريم العذراء، يأتي بعده مباشرةً شهر يونيو مخصصًا لإكرام قلب يسوع الأقدس، حيث قامت الكنيسة الأولى بترتيب ذلك من باب الحكمة وحسن الإرشاد للمسيحيين.
وقد أخذت عبادة "قلب يسوع الأقدس" مبدأها مع ابتداء الكنيسة المقدسة في بدايتها، ونشأت عند أسفل الصليب، لأن مريم هي أول من سجدَ لهذا القلب المطعون.
ونجد أن عبادة قلب يسوع الممتدة جذورها حتى العهد الجديد، بعد أن قام أباء الكنيسة ومعلميها بإدخالها في لاهوت الكنيسة وفي الحياة الروحية والتقوية. فقال القديس يوحنا فم الذهب: "إن دم الحمل الذي جعل على عتبة بني إسرائيل في مصر كان رمزًا عن دم المسيح ومنه اتخذ كل قوته فدفع عنهم ملاك الرب لما ضرب أبكار مصر.
فإن قوي الرمز على رد ذراع الرب فما قولنا عن الحقيقة؛ ولكن انظر مورد هذا الدم الكريم المحيي ألا وهو جنب المسيح فلما طعنه الجندي خرج منه الماء أولًا وهو ماء المعمودية الذي يغسل أقذار خطايانا ثم خرج الدم وهو الدم السري الذي يروينا. قد فتح الجندي جنب إلهي وهدم الحاجز الذي كان يحجب عني قدس الأقداس وها إني وجدت كنزًا ثمينًا وأصبت غنى طائلًا هذا هو جنب آدم الجديد الذي نزعت منه وقت نومه على الصليب حواء الجديدة أيّ الكنيسة عروسة المسيح ولذلك يحق القول في الكنيسة وفي أبنائها أننا لحم من لحمه وعظم من عظامه». 
وكتب في محل آخر "إن قلب يسوع إلهنا مفتوح. فلندنوا منه، ولنقبل النعم الزاخرة التي تتدفق منه بغزارة".
وأوريجانيوس الإسكندري قال: "إنّ يوحنّا الرسول لمّا أتكأ رأسه إلى قلب يسوع وجد فيه كنوزًا دفينة من الحكمة والعلم فعرف حق المعرفة خفايا الرب وأعلن بها إلى العالم".
وقال القديس أمبروسيوس أسقف ميلان:"قد طعن الجندي جسد الرب بعد موته ففاضت الحياة من الميت وسال للبشر ماء غسل ذنوبهم ودم بذل فداهم. فلنشرب ثمن خلاصنا كي نفدى بشربه".
جوهر الإنسان
في إحدى عظاته بهذه المناسبة يقول الأنبا فرنسيس؛ في عيد قلب يسوع الأقدس نحن مدعوون لنوجّه أنظارنا إلى القلب أي إلى جذور الحياة الثابتة ونواة العواطف، بكلمة واحدة إلى جوهر الإنسان. واليوم نريد أن نوجّه نظرنا إلى قلبين: قلب الراعي الصالح وقلبنا كرعاة.
إن قلب الراعي الصالح ليس القلب الذي يرحمنا وحسب وإنما هو الرحمة عينها. هناك تشع محبّة الآب، وهناك بجميع محدودياتي وخطاياي أتذوق اليقين بأنني مختار ومحبوب. إن قلب الراعي الصالح يقول لنا إن محبته لا تُحَدّ، لا تتعب ولا تستسلم أبدًا. هناك نرى بذل ذاته المستمرّ والذي لا يعرف الحدود؛ هناك نجد ينبوع الحب الأمين والوديع الذي يتركنا أحرارًا ويحرّرنا؛ هناك نكتشف مجدّدًا في كل مرّة أن يسوع يحبّنا "إِلى أَقصى حُدودِ الحب" بدون أن يفرض ذاته.
تابع البابا فرنسيس يقول لقلب يسوع كنزين لا يمكن استبدالهما: الآب ونحن. فقد كان يمضي أيامه بالصلاة إلى الآب ولقاء الناس. وقلب راعي المسيح أيضًا يعرف اتجاهين فقط: الرب والناس. قلب الكاهن هو قلب محبّة الرب، ولذلك فهو لا ينظر إلى ذاته بعد الآن بل هو موجّه نحو الله والإخوة. ولكي نساعد قلبنا ليضّطرم بمحبة يسوع الراعي الصالح، يمكننا أن نتمرّن من خلال تبني التصرفات الثلاثة التي تقدّمها لنا القراءات اليوم: البحث والإدماج والفرح.