السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"البابا فرنسيس المشرع"..عنوان مؤتمر بجامعة الحكمة اللبنانية

جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نظمت كلية القانون الكنسي في جامعة الحكمة اللبنانية، بالتعاون مع الجامعة الكاثوليكية في باريس، مؤتمرًا تحت عنوان: "البابا فرنسيس المشرّع"، بمشاركة نخبة من رجال القانون الكنسي والمدني من باريس وروما ولبنان، الذين عالجوا التشريعات الجريئة للبابا فرنسيس، خصوصًا في موضوع الزواج والعائلة وأصول المحاكمات في المحاكم الروحيّة وإعادة تنظيم الدوائر الفاتيكانية، كي تتلاءم وروح العصر.
وقال أمين عام الجامعة الدكتور أنطوان سعد: إن موضوع المؤتمر يتخطى عنوانه المتعلق بالبابا المشرّع ليدخل، من خلال محاوره، في مختلف مفاصل حبريّة البابا فرنسيس ولا سيما الخطوات الإصلاحية التي تمتّ في الكوريا الرومانية وتفعيل الوجه الرعوي للإدارة الكنسية واهتمامه بالكنائس الشرقية وبشؤون العائلة من خلال مجمعي الأساقفة اللذين عقدا في روما، وقال ان البابا فرنسيس لاهوتي بالتربية، راعوي بالخدمة، منظم بالاقتناع ومشرع بالضرورة والواجب.
ثم ألقى المطران بولس مطر، رئيس أساقفة بيروت للموارنة كلمة قال فيها: "أمام الأسقف ثلاث مهمات أساسية: التعليم، وهو أمر واضح على الرغم من أنه من الضروري توضيح التعليم بذاته وأن نكون مخلصين لكل ما يقدّمه هذا التعليم للعالم كلّه، ومهمته التي هي التقديس واضحة، أيضًا وهي توزيع الأسرار المقدسة من أجل الغذاء الروحي للمؤمنين. ومسؤوليته الثالثة هي التدبير، أي الإدارة التي يجب أن تتميّز بالحكمة والتي يجب ألا تخفي وجه الأسقف، الراعي الذي يسير في المقدّمة. ذكرّنا البابا أن الكنيسة في مسيرة دائمة. الكنيسة ليست جامدة، تسير نحو الامتلاء. نحن نسير نحو العالم مع العالم، حتى يأتي الملكوت، وفي هذه المسيرة يذكرّنا البابا بأن الأساقفة يجب أن يكونوا في بعض الأحيان في مقدمة الناس، في مقدمة القطيع، ليقودوهم الى الطريق الصحيح. يجب أن يكونوا في وسط القطيع، للاستماع إلى مظالم بعضهم البعض، ويجب أن يتواجدوا في بعض الأحيان وراء القطيع للتخفيف عن الذين لا يستطيعون المتابعة ومساعدتهم على المضي قدمًا. على أي حال، يجب علينا جميعًا أن نتحرّك. يجب أن نتوّجه الى حيث الإحتياجات الحقيقية. الربّ يسوع المسيح هو مثالنا، هو الذي تنقّل على كل الطرقات، من مدينة إلى أخرى ومن قرية إلى أخرى ومن بلد إلى آخر للقاء من يحتاجه. هو طبيب الإنسانية. قال البابا: "أفضّل الكنيسة التي تقدم نفسها للعالم كالمستشفى أو ساحة المعركة لتضميد الجراح وليس الكنيسة التي تحرس الحدود للقبض على الخطأة. يجب علينا بالطبع أن نكافح الأخطاء كما يجب علينا أيضًا، أن نشفي منها. الكنيسة هي طبيبة حتى من خلال قوانينها. قوانين الكنيسة علاجيّة فلا يمكننا التفكير في قوانين انتقاميّة في الكنيسة. كل شيء يجب أن يسهم في الإهتداء، وفي الشفاء حتى شفاء المذنبين، وبالطبع في الحقيقة وهذه هي المعضلة الكبرى، ولأن هناك حاجة عظيمة إلى السير معًا في الحقيقة والمحبّة. يستحضر القانون الحقيقة على الفور، وكذلك قانون الكنيسة بمحبّة المسيح. العقوبة يجب أن تكون محبّة وشافية. لذلك، يجب أن تنصّ القوانين في هذا الإتجاه. يقول البابا: "اذهب واشف الجروح. اشف". ليس عبثًا أن يشفي الربّ الأعمى، والمُقعد، والمخلّع، ومن ثم يدعوهم للإنطلاق على الطريق. هذه هي الكنيسة. البابا هو المشرّع بهذا المعنى أولًا. يريد من الكنيسة أن تتبع قانون المحبّة والحقيقة حتى النهاية، فمن خلالها سيتم إنقاذ العالم".
وختم المطران مطر كلمته بالقول: "بالنسبة للإصلاح الأخير، فيما يتعلق بالزواج، وما يسمّى بالإجراءات "السريعة"، أصرّ البابا على ضرورة أن يكون الأسقف، أول من يهتم بهذه المشاكل. هو المسؤول الأول عن الأزواج وهو الشخص الذي سيساعد في تسبيح الربّ، فيعيش الأزواج في سلام وازدهار. قد تنسينا المحاكم واجباتنا، فنحن ننصبّ على الآخرين، كما لو كنّا غير مسؤولين. نحن مسؤولون. يذكرّنا البابا بهذا، يقول لنا "أنت مسؤول". هذا هو القانون. القانون هو تحديد مسؤوليات الجميع. أنت مسؤول! بشكل شخصي. هذه المسؤولية هي مصدر الحق الجديد الذي يرغب البابا في إقامته. من خلال جميع الخطوات التي يتخذها، أعتقد أنه يحمّلنا المسؤولية ويطلب منا الإنتباه إلى كل هذه الحالات. لهذا السبب بالطبع سنقوم بذلك، ولقد بدأنا في القيام بذلك. ترددنا قليلًا في الشرق قبل البدء في هذه العمليات التي كانت ثورية. سنستمع إلى الخبراء الذين سيخبروننا كيف يجب أن تجري الأمور. لكن هذا يعود إلى ضمير الراعي، لنرى كيف يتحمل هذه المسئولية. هذا هو قانون يسوع المسيح".