الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"كونتيست".. صفعة بريطانية لـ"ذئاب داعش"

كونتيست
كونتيست
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن الدول الأوروبية، وعلى رأسها بريطانيا، تسابق الزمن، لمواجهة خطر الذئاب المنفردة والخلايا النائمة، التي استفحلت منذ 2017، على إثر الهزائم، التي مني بها تنظيم "داعش" الإرهابي بسوريا والعراق.
ففي 4 يونيو، قدم وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب تتلخص في تبادل المعلومات بين جهاز الاستخبارات الداخلي "إم أي 5" والشرطة والسلطات المحلية، وكذلك القطاع الخاص.
ونقلت "رويترز" عن جاويد، قوله إن "استراتيجيتنا الجديدة لمكافحة الإرهاب، المسماة كونتيست تتضمن الدروس المستخلصة من الهجمات الدامية، التي شهدتها البلاد في 2017 ".
وأضاف أن الاستراتيجية الجديدة تتضمن تبادل المعلومات بين الشرطة والاستخبارات الداخلية والسلطات المحلية حول 20 ألف مواطن بريطاني مشتبه بميلهم إلى الإرهاب.
وتابع أن التدابير الجديدة الهادفة إلى تعزيز الأمن في البلاد تتضمن أيضا زيادة مدة السجن لبعض الجرائم وتوسيع الإجراءات ضد اليمينيين المتطرفين واستخدام المعلومات من القطاع الخاص لمتابعة المشتبه فيهم بالإرهاب. 
وكشف جاويد عن تخصيص أكثر من 50 مليون جنيه إسترليني لتبلغ الميزانية الخاصة بمكافحة الإرهاب 750 مليون جنيه إسترليني، مشددا على أهمية التعاون الدولي في مجال الأمن في ظل قرار لندن بالخروج من الاتحاد الأوروبي.
وفي نظرة أولية على استراتيجية "كونتيست"، تبدو الأكثر شمولا من سابقاتها، لأنها تضمنت اليمين المتطرف، والتعاون مع جهات غير حكومية.
وكانت بريطانيا شددت إجراءات مكافحة الإرهاب منذ هجمات 7 يوليو 2005، التي تبناها تنظيم القاعدة، واستهدفت 3 من قطارات الأنفاق وحافلة ركاب في العاصمة لندن في ساعة الذروة، ما أسفر عن سقوط 56 قتيلا و700 جريح. 
وحدث تحول خطير في 2017، الذي شكل كابوسا للبريطانيين، بعدما وسع تنظيم داعش الإرهابي رقعة عملياته، مستهدفا أكثر المناطق تحصينا في لندن، مثل مقر البرلمان البريطاني.
وزاد من صدمة البريطانيين، قدرة التنظيم الإرهابي على المناورة وتنويع أساليبه الهجومية ما بين "الذئاب المنفردة"، و"عمليات الدهس"، ففي 22 مارس 2017: قتل 5 أشخاص بعدما قاد خالد مسعود "52 عاما"، وهو بريطاني مسلم جرى التحقيق مع بالسابق بسبب التطرف العنيف، سيارة مستأجرة وسط مشاة فوق جسر وستمنستر أمام مبنى البرلمان في لندن، ودهس عددا من المارة، ثم نزل من السيارة وطعن شرطيا حتى الموت على جسر ويستمنستر، قبل أن تطلق عليه الشرطة النار وتقتله، فيما قال تنظيم داعش إن مسعود كان أحد "جنوده".
وفي 3 يونيو 2017: قتل 8 أشخاص بعدما قاد 3 رجال سيارة صغيرة "فان" وسط مشاة على جسر لندن وقربه، قبل أن يترجلوا منها ويطعنوا أشخاصا بالقرب من شارع بورو هاي ستريت، وهي منطقة شهيرة بملاهيها الليلية، وأطلقت الشرطة النار على المهاجمين فلقوا حتفهم، فيما أعلن داعش مسئوليته.
وفي 22 مايو، أسفر هجوم على حفل موسيقي في مدينة مانشستر شمال غربي إنجلترا، عن مقتل 22 شخصا على الأقل بينهم أطفال، وإصابة نحو 50 آخرين بجروح، وقالت الشرطة حينها إنه ناجم عن تفجير انتحاري نفذه بريطاني يدعى سلمان عبيدي 22 عاما، وكان قد أقام صلات بداعش، وكان قد عاد لتوه من رحلة إلى ليبيا موطن أجداده.
وفي 19 يونيو 2017: دهس رجل أبيض يقود حافلة مجموعة من الأشخاص بالقرب من مسجد في فينسبري بارك بشمال لندن، ولقي شخص حتفه وأصيب 10 آخرون، وجرى اتهام المهاجم البريطاني دارين أوزبورن بالإرهاب في سابقة، لأن هذه الجرائم ضد المسلمين، كانت تصنف في إطار جرائم الكراهية.
وفي 15 سبتمبر 2017، وقع انفجار في مترو أنفاق لندن في منطقة بارسنز جرين، وخلف 18 مصابًا، فيما قالت الشرطة البريطانية حينها إنه جرى إحباط 6 مؤامرات أخرى كبيرة.
ولم يكتف داعش بما سبق، إذ كشفت صحيفة "الميرور" البريطانية في 29 أكتوبر 2017، أن التنظيم هدد باستهداف العائلة المالكة في بريطانيا عبر تطبيق " التليجرام".
وأشارت الصحيفة إلى أن المتطرفين يفضلون تطبيق التليجرام لأنه يقوم بتشفير الرسائل ويحافظ على موقع المستخدم محميا ومخفيا.
وأضافت أن التنظيم هدد باستهداف الأمير الصغير جورج، ابن الأمير ويليام دوق كامبريدج، والوصيف الثالث لتولي العرش البريطاني، ونشر على "التليجرام" رسالة كتب فيها "حتى العائلة الملكية لن تترك دون أذى"، ومعها صورة للأمير جورج البالغ من العمر أربع سنوات، وهو يقف بالقرب من مدرسته، كتب عليها "لقد بدأت الدراسة في وقت مبكر هذه المرة".
وفي 8 مايو 2017، كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية، أيضا، أن "داعش" طلب من أنصاره في بريطانيا استخدام الشاحنات لاستهداف المارة في المناطق المزدحمة بالعاصمة لندن.
وأضافت الصحيفة أن "داعش حث عناصره في بريطانيا عبر مجلته الإلكترونية دابق على استهداف المارة وتقطيعهم وذلك من خلال دهسهم بالشاحنات في الأماكن التي تشهد ازدحاما ".
وأشارت إلى أن التنظيم حدد المناطق المزدحمة في العاصمة البريطانية مثل شارع ريجنت ودوار بيكاديلي، والتي اعتبرها أهدافا نموذجية للعمليات التي قد يقوم بها أنصار التنظيم مستقبلا.
وتابعت الصحيفة أن التنظيم نصح عناصره بأن أفضل الطرق لتنفيذ هذه الهجمات هي الشاحنات الكبيرة والثقيلة، كالشاحنة التي دهست أشخاصا في سوق عيد الميلاد في برلين في ديسمبر 2016، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا، وإصابة 50 آخرين.
وعلى غرار فرنسا، فإن مشاركة بريطانيا في التحالف الدولي ضد داعش بالعراق وسوريا، جعلها على قائمة المستهدفين بهجمات التنظيم، كما استغل سخط بعض الشباب العربي والمسلم على تهميشهم في المجتمعات الغربية وانتشار الفكر اليميني المتطرف المعادي للمسلمين، والذي يوفر أرضية خصبة للتنظيمات الإرهابية لتجنيد المزيد من المتطرفين.
ولعل إلقاء نظرة على الهجمات التي شهدتها بريطانيا منذ 2005 ، يرجح أن هذه الدولة  لا تزال في مواجهة طويلة الأمد مع الإرهاب، ففي 7 يوليو 2005: شهدت بريطانيا 4 هجمات منسقة في ساعة الذروة، في 3 من قطارات الأنفاق وحافلة، ما أسفر عن سقوط 56 قتيلا و700 جريح، وتبنى تنظيم القاعدة مسئولية الهجمات.
وفي 21 يوليو من العام نفسه، فشلت 4 محاولات جديدة لتنفيذ اعتداءات مماثلة ومنسقة داخل مترو وباص في لندن، إذ إن القنابل التي استخدمت لم تنفجر بسبب خلل في تصنيعها.
وفي 30 يونيو 2007: كان مطار غلاسكو الواقع في جنوب غربي إسكتلندا هدفا لمحاولة اعتداء، عندما صدمت سيارة مشتعلة وممتلئة بالغاز والوقود والمسامير مبنى المطار من دون أن تنفجر، وجاء هذا الهجوم غداة العثور في لندن على سيارتين مفخختين قبل انفجارهما.
وفي 22 مايو 2013: قُتل الجندي لي ريغبي (25 سنة) بسلاح أبيض على يد بريطانيين اثنين من أصل نيجيري بالقرب من ثكنة عسكرية لسلاح المدفعية الملكية في حي وولويتش جنوب شرقي لندن.
وفي تسجيل تم تصويره بعد الاعتداء مباشرة، قال أحد الجناة إنه أراد الانتقام "للمسلمين الذين قتلهم جنود بريطانيون".
وفي 5 ديسمبر 2015: أقدم محيي الدين مير المولود في الصومال على طعن شخصين بسكين في مدخل محطة ليتونستون للمترو في شرق لندن، وأصابهما بجروح. وجاء الاعتداء بعد يومين على أولى الضربات الجوية البريطانية التي استهدفت داعش في سوريا، وحكم على محيي الدين مير بالسجن المؤبد.