الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"البشارة".. الكنيسة الأكبر بالشرق في قلب الناصرة

كنيسة البشارة
كنيسة "البشارة"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لقرون عديدة مضت، كانت الناصرة قلب الحجاج والمسافرين وزهرة الجليل، وتحديدًا في موقع كنيسة "البشارة" ذلك المكان الذي سجل ذكرى الحوار بين الملاك جبرائيل ومريم العذراء، وهي تعتبر الكنيسة الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، وتحتضن العبادات المريمية للعالم أجمع.
كنيسة البشارة الكاثوليكية والتي تعرف أيضًا باسم بازيليكا البشارة، هي من أهم المعالم الدينية المسيحية في مدينة الناصرة الفلسطينية، وتعتبر إحدى الكنائس الأكثر قدسية في العالم المسيحي.
أُنشئت الكنيسة حيث موقع بيت "العذراء مريم"، والدة السيد المسيح، في الطابق السفلي من الكنيسة يقع قدس الأقداس عبارة عن "مغارة مريم"، المغارة التي تروي التقاليد المسيحية الكاثوليكية حيث ظهر فيها الملاك جبرائيل على مريم وزف إليها البشرى بأنها ستحمل المسيح في رحمها.
بنيت الكنيسة الأولى في هذا المكان عام 427 ميلادي ومنذ ذلك الحين هُدمت، ومن ثم أقيمت العديد من الكنائس في المكان. والمبنى الحالي الذي تم تدشينه في عام 1969 يحتوي على بقايا الكنائس السابقة، ويشكل أحد أفخم الكنائس وأكبرها في الشرق الأوسط. يصل علو البازيليكا إلى 59.5 مترًا ويوجد في داخلها معرض لصور فسيفسائية ملونة للعائلة المقدسة. 
هذه اللوحات الفسيفسائية أعدتها جاليات مسيحية من شتى أنحاء العالم وكل لوحة تعبر عن الطابع القومي للدولة التي أرسلتها.
في كنيسة البشارة حيث المكان الذي شهد "تجسد الكلمة"، وفي مكان البشارة نقشًا باللغة اللاتينية يقول "هنا صار الكلمة جسدًا". 
ويقول الأب بروتو فاريانو رئيس دير البشارة، في الناصرة بدولة فلسطين؛ إن هذا المكان عاشت فيه مريم العذراء حيث منزل والديها، وفيه تلقت البشارة بحملها وولادتها للسيد المسيح، فهذا المكان الذي يحظى بالوقار دائمًا.
ويتابع رئيس الدير، أنه توجد صلة لوترجية (نظام العبادة داخل الكنيسة) بين المراحل التاريخية المختلفة وتثبت ذلك الاكتشافات الأثرية، فالحفريات التي ما تزال آثارها ظاهرة للعيان في المنطقة الأثرية المجاورة للكنيسة تحدد نظامًا للكهوف الطبيعية التي أقامها الإنسان والتي كانت تشكل جزءً لا يتجزأ من المساكن آنذاك.
ويتابع رئيس الدير قائلًا؛ إن قرية الناصرة موجودة منذ العهد القديم قبل مجيئ السيد المسيح إليها، ويخبرنا علماء الآثار أن قرية زراعية أيضًا كانت هناك، وأن ثمة منزلًا مبجلًا يعود إلى "مريم"، لدينا أيضًا كتابات على الجدران يعود تاريخها إلى القرن الميلادي الأول أو الثاني، وهي من أقدم الكتابات في العالم.
يقول الأب فاريانو إن أقارب "يسوع" و"مريم العذراء" و"يوسف النجار" الذين عرفوا هذه الآثار شخصيًا، تفانوا من أجل تحويلها إلى مكان للتجمع والعبادة. وكان هذا البناء مصممًا بشكل ينسجم مع حاجات العبادة، حيث كان يلتقى المسيحيين الأوائل قبل صدور مرسوم قسطنطين عام 313 ميلاديًا (مرسوم ميلانو حيث تم الاعتراف بالكنيسة رسميًا من قبل الإمبراطور قسطنطين) وفي القرون التالية واصل المسيحيين تبجيلًا للمكان وأضيفت عليه تعديلات في الحقبتين البيزنطية والصليبية، وعندما وصل الفرنسيسكان حصلوا على ملكية المغارة بالكنيسة من أحد الأمراء الدرزيين في صيدا.
واصل الفرنسيسكان وجودهم في الكنيسة، وفي عام 1620 قاموا ببناء كنيسة ضخمة ظلت قائمة حتى عام 1955، وفي ذلك الوقت ظهرت الحاجة إلى إقامة عظيمة في مكان البشارة، فبنيت الكنيسة الحالية وفقًا للخطة التي وضعها المهندس المعماري الإيطالي "جيوفاني موتسيو" وهي تعتبر الكنيسة الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وتحتضن العبادات المريمية للعالم أجمع.