الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"نتنياهو" إلى أوروبا بلهجة صارمة ضد إيران

رئيس الوزراء الإسرائيلي
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين، إلى أوروبا حاملاً رسالة لا تساهل فيها إزاء إيران بينما يسعى قادة دول القارة في المقابل إلى إنقاذ الاتفاق النووي والحوار مع طهران.
يلتقي نتنياهو المعارض الشديد للاتفاق النووي والنظام الإيراني على التوالي الأسبوع المقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، وذلك على خلفية تصعيد في التوتر الإقليمي.
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا هي من بين الدول الموقعة على الاتفاق في 2015 بين القوى العظمى وطهران لمنع هذه الأخيرة من حيازة السلاح النووي. ويدافع قادة هذه الدول عن الاتفاق بحزم رغم الانسحاب الأمريكي منه في الثامن من مايو الماضي.
ومن المفترض أن تطغي تبعات هذا الانسحاب على كل القضايا الأخرى هذا الأسبوع.
وصرح نتنياهو الإثنين: "سأتباحث معهم في سبل عرقلة الطموحات النووية والتوسع الإيراني في الشرق الأوسط. وسأعرض مواقفي"، مضيفاً أن هذه المسائل "حيوية بالنسبة إلى أمن إسرائيل".
تخشى إسرائيل أن تملك إيران السلاح النووي الذي تعتبر أنه سيستهدفها حتماً خصوصاً إذا واصلت الجمهورية الإسلامية برنامجها الباليستي. كما تشعر بالقلق إزاء تحركات إيران المزعزعة للاستقرار على حد قولها في المنطقة (العراق ولبنان واليمن) وترفض أن يكون لهذه الأخيرة موطئ قدم في سوريا المجاورة.
على مدى أشهر، شدد نتنياهو بأن الاتفاق النووي لم يبعد إيران عن هدفها النووي بل زادها اقتراباً منه. وتقول إسرائيل إن العائدات التي تم تحقيقها بفضل الرفع الجزئي للعقوبات الدولية على هذا البلد ساهمت في تمويل النفوذ العسكري لإيران في المنطقة.
انسجام أمريكي-إسرائيلي
وبعد الاختلافات الواضحة مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، يبدو نتنياهو في انسجام تام مع إدارة دونالد ترامب الحالية.
وشكل الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي تكريساً لمعركة شخصية طويلة يخوضها نتنياهو في هذا الصدد لكنه يعتبر قفزة في المجهول بالنسبة إلى إسرائيل والمنطقة.
فبعد أن كانت الدولتان العدوتان تترصدان بعضهما البعض عن بعد على مدى عقود، أثار تصعيد غير مسبوق في سوريا في العاشر من مايو بعد أسابيع من التوتر والضربات الإسرائيلية المتكررة على أهداف إيرانية مفترضة في سوريا مخاوف من اندلاع حرب مفتوحة.
وقال نتنياهو، إن "رحيل إيران من جنوب سوريا (القريب من إسرائيل) غير كاف"، مشيراً إلى أن إسرائيل ستظل معرضة للصواريخ البعيدة المدى التي تحاول إيران على ما يبدو نشرها في سوريا وشدد على ضرورة أن "ترحل إيران نهائياً من سوريا".
قراءة مشتركة
يقر الأوروبيون بالقلق الإسرائيلي فالإليزيه يتحدث عن "قراءة مشتركة" للوجود العسكري الإيراني والمجموعات الموالية لها في سوريا. في المقابل، يسعى الأوروبيون إلى اتفاق منفصل مع طهران حول هذه المسائل مع الحفاظ على الاتفاق النووي.
وخلافاً لما يؤكده الأمريكيون والإسرائيليون، يؤكد الأوروبيون أن إيران تلتزم بالاتفاق. وقال دبلوماسي أوروبي، إن نتنياهو سيعرض بديلاً للاتفاق النووي هذا الأسبوع على ميركل وماي وماكرون لكن هؤلاء القادة لا يترقبونه بحماسة.
يشدد الأوروبيون على موقفهم الموحد إزاء الاتفاق. ويخشون أن تصب الضغوط الأمريكية والإسرائيلية في مصلحة المتطرفين في إيران ما سيحملها على استئناف تخصيب اليورانيوم على نطاق واسع وأن يطغى الخيار العسكري في النهاية.
وصرح رئيس الاستخبارات الإسرائيلية الأسبق تامير باردو الخميس، لقناة تلفزيونية خاصة، أن نتنياهو أمره ورئيس هيئة الأركان في 2011 بالإعداد لهجوم على إيران في غضون 15 يوماً لكنه لم يتم في النهاية. وتابع باردو، أن التعليمات يمكن أن يكون لها هدفان: "إما شن ضربة فعلية على إيران أو توجيه رسالة إلى الولايات المتحدة مثلاً".
ويشعر الأوروبيون بالقلق أيضاً إزاء إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران والمهلة التي حددها ترامب أمام المؤسسات الأجنبية لوقف أعمالها مع هذا البلد ما يؤثر بشكل كبير على الأوروبيين.
عملية السلام
بين المواضيع الأخرى التي سيتم التباحث بها النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بعد أسبوع على أسوأ تصعيد في قطاع غزة منذ حرب العام 2014، وبعد أقل من شهر على مواجهات دامية في القطاع.
إلا أن التوقعات محدودة فآفاق السلام أبعد من أي وقت والجهود الدبلوماسية متوقفة في انتظار خطة السلام التي وعدت بها الإدارة الأمريكية.
في باريس، يطلق ماكرون ونتنياهو الثلاثاء، في غران باليه، وبحضور مئات الأشخاص موسم فرنسا وإسرائيل وهو حدث ثقافي في البلدين يستمر حتى نوفمبر المقبل.