الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الفاتيكان يقدم الرؤية المسيحية للرياضة

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صدر مؤخرًا عن دائرة العلمانيين والعائلة والحياة بالفاتيكان، وثيقة بعنوان "إعطاء أفضل ما لدينا"، تشمل الرؤية المسيحية للرياضة والشخص البشري. 
في البداية تتحدث الدائرة الفاتيكانية عن عن دوافع إصدار الوثيقة، فتشير إلى أن إعطاء الشخص أفضل ما لديه يمنح الرضا والفرح لتحقيق الذات، ما ينطبق على الرياضة وعلى الحياة بشكل عام وأيضا على عيش الإيمان المسيحي.
تهدف الوثيقة إلى المساعدة على فهم العلاقة بين إعطاء أفضل ما لدينا في الرياضة والإيمان المسيحي المعاش بشكل يومي. والوثيقة موجهة حسب ما جاء فيها إلى ذوي الإرادة الطيبة جميعا، وتعكس رغبة الكنيسة في الحوار مع جميع الأشخاص والمنظمات الملتزمين بالدفاع عن قيم النشاط الرياضي، وأيضا في العمل من أجل إنقاذ الرياضة من المخاطر التي تهددها يوميا، من الفساد وعدم النزاهة إلى التلاعب والاستغلال التجاري.
وثيقة من خمسة فصول
تتكون الوثيقة من خمسة فصول؛ أولا عن علاقة الكنيسة بالرياضة فتؤكد اهتمام الكنيسة ودعمها لجمال الفنون والموسيقى ونشاطات الإنسان المختلفة، وذلك لأن الجمال مصدره هو الله، وتجعلنا الرياضة أبطال هذا الجمال ومشاهديه، وهي قادرة على تذكيرنا بأن الجمال هو إحدى الطرق للتمكن من لقاء الله. وتستعرض الوثيقة في هذا السياق علاقة الكنيسة بالرياضة وحوارها مع عالم الرياضة والذي أسفر عن مقترحات محددة لرعوية الرياضة، وخاصة على صعيد المدارس والرعايا والجمعيات، وهي قضية اهتم بها كثيرا البابا القديس يوحنا بولس الثاني حتى أنه أسس أول مكتب للرياضة في الكرسي الرسولي. وتتابع الوثيقة مؤكدة على دعوة الكرسي الرسولي إلى رياضة من أجل الإنسان، وعمله على تعزيز رياضة توفر الظروف لحياة غنية بالرجاء حسب كلمات البابا القديس.
ويستعرض الفصل الثاني من الوثيقة تاريخ الرياضة ونشأة الرياضة الحديثة متوقفا عند تعريف الرياضة وأهميتها في الإطار العالمي.
وينتقل الفصل الثالث الذي يحمل عنوان "رياضة من أجل الشخص البشري" إلى الحديث عن العلاقة بين الرياضة والإنسان. ويتطرق إلى الجوانب العديدة لهذه العلاقة انطلاقا من النظرة الكاثوليكية إلى الإنسان باعتباره وحدة جسد ونفس وروح، ما يجعل للرياضة بالضرورة بعدا روحيا أيضا. ويتطرق هذا الفصل إلى قضايا عديدة مثل الحرية والقواعد، الإبداع والتعاون، الفردانية وروح الجماعة والفريق، التضحية، الفرح، الانسجام، الشجاعة، المساواة، الاحترام، والتضامن.
يتمحور الفصل الرابع من الوثيقة حول التحديات في ضوء الإنجيل، ويتحدث بالتالي عن تعزيز القيم الإنسانية في الرياضة مشيرا إلى أن النشاط الرياضي يمكن تقييمه انطلاقا من درجة اعترافه بالكرامة البشرية ومستوى احترام الآخر والخليقة بكاملها والبيئة. 
وتؤكد الوثيقة إدراك الكنيسة أهمية فرح المشاركة في المسابقات الرياضية، وتشديدها على ضرورة صياغة قواعد دولية للرياضة تمَكن رياضيين من ثقافات ودول وأديان مختلفة من التمتع بخبرة متقاسَمة لتنافس نزيه وفرِح، قواعد تعزز وحدة العائلة البشرية. 
وشددت الدائرة الفاتيكانية أيضا على ضرورة إدانة الانحرافات في عالم الرياضة، وعلى الرياضيين أيضا أن يتساءلوا إن كانت أفعالهم في خدمة الشخص البشري ونظام اجتماعي عادل. ويشير الفصل الرابع إلى أربعة تحديات أمام الرياضة اليوم هي أولا عدم احترام الجسد والتعامل معه كآلة، ثانيا استخدام المنشطات، ثالثا الفساد، وأخيرا المشجعون وذلك في إشارة إلى العنف أو لغة الإهانة وخطر تحول التشجيع إلى عنصر يزيد التوتر بين مجموعات من ثقافات أو جنسيات أو حتى أديان مختلفة.
ثم يأتي الفصل الخامس والأخير من الوثيقة الصادرة عن دائرة العلمانيين والعائلة والحياة ليستعرض دور الكنيسة وحضورها الهام في عالم الرياضة، حضور مسؤول.
وتشير الوثيقة إلى أن الرياضة مجال يسمح بعيش ملموس للدعوة إلى كنيسة في خروج، بلا جدران أو حدود. وتتحدث عن الرياضة باعتبارها خبرة تربوية، مولِّدة لثقافة اللقاء والسلام والدمج، وفعل رحمة. ثم تتوقف مجددا عند رعوية الرياضة وأماكن عملها ما بين العائلة والرعايا، المدارس والجامعات والمؤسسات الرياضية للمحترفين والهواة. وتشير الدائرة الفاتيكانية في هذا السياق إلى بعض العناصر الأساسية من أجل خطة رعوية من خلال الرياضة.