الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

طوفان الإعلانات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مَنْ يُنقذنا من تلك الهجمة الإعلانية الشرسة التى تفترسنا كل ليلة ونحن نشاهد عملًا دراميًا أو برامجيًا، حيث تضيع أعمارنا فى مشاهدة تلك الإعلانات المكررة والمقررة علينا حتى يصيبنا الملل ونبدأ فى الهروب منها إلى محطة تليفزيونية أخرى فإذ بها تخرج لنا لسانها متحدية كل المشاهدين فتطاردنا أينما ذهبنا، أما المادة الدرامية أو البراميجية فقطعًا نحن ننساها وسط هذا الطوفان الإعلانى الرهيب، ولا شك أن هذا هو السبب الذى دفع الملايين إلى متابعة الأعمال الدرامية الرمضانية عبر اليوتيوب، وفى الحالتين فإن الخسارة تقع على صناع العمل الإبداعى، فالعرض التليفزيونى ينصرف الناس عنه لكثرة الإعلانات وتكرارها، وفى العرض من خلال الإنترنت يخسر الفنان جماليات الصورة ودقتها، ومنذ عام تقريبًا تحرك قضائيًا الكاتب الكبير الأستاذ وحيد حامد متعاونًا مع اتحاد النقابات الفنية وجمعية مؤلفى الدراما العربية لوقف هذا الطوفان العشوائى الذى يدمر العمل الدرامى، وذلك استنادًا لقانون حق المؤلف وحماية الملكية الفكرية رقم 82 لسنة 2002، والذى ينص على عدم تشويه المنتج الفنى بقطعه أو الإضافة إليه أو الحذف منه.. وتنص المادة السابعة من هذا القانون على أن للمؤلف وحده إدخال ما يراه من تعديل أو تحوير على مصنفه، أما المادة التاسعة فتنص على للمؤلف وحده الحق فى أن يرفع أى اعتداء على مصنفه، ولاريب فى هذا الطوفان الإعلانى يشكل اعتداءً صريحًا على المصنفات الفنية التى تقدم، وينص القانون كذلك على أن المؤلف من حقه وقف العمل إذا خالف المنتج شروط العرض، وكل العقود لا تحتوى على بند يسمح لإدارة القناة بقطع العمل وإذاعة الفقرات الإعلانية، والقضية مازالت منظورة حتى الآن فى القضاء، وإذا كنا ندرك أن الإعلان هو مصدر الدخل بالنسبة للقنوات فإننا نهيب بأصحاب تلك القنوات أن يحترموا المشاهد ولو بوضع لافتة على الشاشة بزمن الإعلانات، فيدرك المشاهد أن زمن الإعلانات فى هذه الفقرة هو عشر دقائق فيصبح مخيرًا ما بين الاستمرار فى المشاهدة أو تغيير القناة إلى أخرى أو ممارسة حياته الطبيعية فى شئ آخر والعودة إلى المتابعة بعد الدقائق المعلن عنها، وأعتقد أن هذا حق طبيعى لمستهلك الإعلام فى مصر والذى يجب أن يحميه جهاز حماية المستهلك فيطلب ذلك من القنوات، ويجب الإشارة هنا إلى تفرد القنوات المصرية بهذا الكم الهائل من الإعلانات والذى لا نجده فى أى قناة عالمية أو عربية ومع ذلك تخرج علينا بعض القنوات المصرية لتؤكد خسارتها بينما تخرج علينا القنوات العالمية والعربية التى تذيع إعلانات أقل ببيانات تؤكد مكسبها وهذا أمر يدعو للدهشة.