تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
كان فى العرب قديمًا، من الظرفاء ذوي حكمة وبلاغه، تشيع من كلماتهم ومواقفهم الضاحكة كـ"اشعب – وجحا"، ومنهم من تميز بالحمق والبله.
فقد كان ابن الجصاص الجوهري من أعيان التجار ذوي الثروة الواسعة واليسار، وكان ينسب إلى الحمق والبَلَه.
مما يحكى عنه أنه،قال في دعائه يوما: اللهم اغفر لي من ذنوبي ما تعلم وما لا تعلم.
ودخل يوما على ابن الفرات الوزير، فقال: يا سيدي، عندنا في الحويرة كلاب لا يتركوننا ننام من الصياح والقتال، فقال الوزير: احسبهم جراء.فقال:لا تظن أيها الوزير،لا تظن ذلك كل كلب مثلي ومثلك !!.
وتردد إلى أحد النحويين في اللغة لإصلاح لسانه، وبعد مدة سأله:الفرس بالسين أو بالصين !
وأنه قال يوما: اللهم امسخني جارية وزوجني بعمر بن الخطاب. فقالت له زوجته:سل الله أن يزوجك من النبي (ص) إن كان لابد لك من أن تبقى جارية.
وقال: ما أحب أن أصير ضرة لعائشة -رضي الله عنها-.
وأتاه يوما غلامه بفرخ فقال:انظر هذا الفرخ،ماأشبهه بأمه، فقال ابن الجصاص: أمه ذكر أو أنثى ! ورؤي وهو يبكي وينتحب،فقيل له: مالك ؟ فقال: أكلت اليوم مع الجواري المحيض بالبصل فآذاني:فلما قرأت في المصحف:"وسيألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض". فقلت: ما أعظم قدرة الله،قد بين الله كل شيء حتى أكل اللبن مع الجواري.
وكان يكسر يومًا لوزًا، فطفرت لوزة وأبعدت، فقال:لا إله إلا الله،كل الحيوان يهرب من الموت حتى اللوز !! ونظر يوما في المرآة، فقال لرجل آخر: أنظر ذقني هل كبرت أم صغرت، فقال الرجل: إن المرآة بيدك فقال صدقت ولكن الحاضر يرى مالا يرى الغائب.
وأراد مرة أن يدنو من إحدى جواريه فامتنعت عنه وتشاحَّت، فقال: أعطي الله عهدا لا قربتكِ إلى سنة لا أنا ولا أحد من جهتي.
وماتت أم ابي إسحاق الزَّجاج،فاجتمع الناس عنده للعزاء،فأقبل ابن الجصاص يضحك وهو يقول: يا أبا إسحاق والله سرني هذا، فدهش الزجاج والناس، فقال أحدهم: يا هذا كيف سرك ما غمَّنا وغمَّنا له ؟، فقال ابن الجصاص: ويحك، قد بلغني أنه هو الذي مات فلما صح عندي أنها أمه،سرني ذلك.فضحك الناس.