الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الدنيا لما تبكي !!

عادل السيد
عادل السيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ما أصعب أن تكتب عن شيء محزن.. فالفرح له 1000 باب يفتح له وله مليون قارئ يسعد به، أما الحزن فكلنا نهرب منه كهروبنا من الكلب الأجرب وهذه طبيعة إنسانية، وشاءت الأقدار أن أصطدم خلال الساعات الماضية بخبرين في غاية الصعوبة.. الخبر الأول ذلك الاعتداء القذر الذي تعرض له اللاعب المصري محمد صلاح على أيدي البلطجي الصهيوني راموس الذي فضحت الكاميرات تعمده إحداث الضرر بصلاح بصورة تقطر حقدًا وغلًا شيطانيًا لا يقل إجرامًا عن تلك المجازر التي ترتكبها طائرات وصواريخ الاحتلال الإسرائيلي النجسة في الأراضي الفلسطينية.
والمدهش انك تلاقي تعليقات غاية في الهبل عن ضياع امل مصر في المونديال بعد إصابة محمد صلاح .. هل لهذه الدرجة وصلت الدناءة .. فهل كل قيمة صلاح أنه ربما يحرز الفوز لمصر أو يضمن لها تمثيلا رياضيا مشرفا.. إذا أين قيمته هو كإنسان .. وهل لا توجد لي فائدة إلا فيما أحققه بالنسبة لك ؟
أما الخبر المؤلم الثاني وفاة صديق غالي إلى قلبي هو المرحوم بإذن الله عادل السيد محمود الذي عرفته في بداية عملي بجريدة الحقيقة وكان ونعم الأخ حسن الخلق نموذج للحياء والشهامة ورقة القلب ولا نزكي على الله أحدًا.
ولعل هناك من يسأل ما علاقة هذا بذاك حتى أجمعهما في حديث واحد.. ولهؤلاء أقول إن ذات المشاعر تجاه إصابة اللاعب المحترم محمد صلاح تتشابه إلى حد التطابق مع حزني العميق على رحيل صديقي الغالي عادل السيد.. وهذا ليس اعتراضًا على مشيئة الله، ما عاذ الله، ولكنها ربما نظرة متعمقة فيمن نصاب فيهم.. فدائمًا تفجعنا أنباء الابتلاء في النبلاء.. في حين أن الفاسدين والأخساء (جمع خسيس) يتناسلون وينتفخون ويستقوون وكأن الله يبقي عليهم ليكفروا ذنوب البشر، بل الكبائر من العيار الثقيل، ويزيدوا حسناتهم بالصبر على المكاره.
إن إصابتنا في الأعزاء دائما ما تدفعنا لعدم منح أي ثقة في هذه الدنيا الغرورة حقًا.. ولأن شر البلية ما يضحك فقد تذكرت مقولة الكوميديان محمد سعد حين كان ينصح ابن شقيقته بالصبر على قاذورات "المعلم حصوة" الجزار حيث كان يردد على مسامعه: "هما 50 أو 60 سنة عايشينهم في الدنيا نستحملهم يعدوا علينا بأه بالطول والعرض".
وكثيرًا ما كنت، ولا زلت، أبحث عن سؤال حول سر وجودنا في هذه الحياة ومعاشرتنا لأشخاص وتعلقنا بهم لدرجة ارتباط حياتنا بوجودهم.. ثم تسري المقادير بما يحزننا.. فإما يتركوننا أو نتركهم.. أو نراهم يتألمون لمرضهم أو إصابتهم.. ولا نقدر على شيء إلا التوجه بالدعاء لله لرحمتهم أو التخفيف من آلامهم.. وقبل كل ذلك أن يمنحنا القدرة على احتمال مثل هذه الاختبارات الصعبة.