الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

حكايات صوفية.. فاطمة بنت ابن المثنى عارفة إشبيلية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
روى الشيخ الأكبر مولانا محيي الدين بن عربي، فى موسوعته الضخمة «الفتوحات المكية» أنه التقى فى طريقه فى قرطبة بسيدة عابدة زاهدة تسمى فاطمة بنت ابن المثنى فيقول: «خدمت بنفسي امرأة من المحبات العارفات بإشبيلية يقال لها فاطمة بنت ابن المثنى القرطبي، خدمتها سنتين وهي تزيد فى وقت خدمتي إياها على خمس وتسعين سنة، وكنت أستحي أن أنظر إلى وجهها وهي فى هذا السن من حمرة خديها وحسن نعمتها وجمالها تحسبها بنت أربع عشرة سنة، وكان لها حال مع الله، وكانت تؤثرني على كل من يخدمها من أمثالي، وتقول ما رأيت مثل فلان -تقصد ابن عربي- إذا دخل علي دخل بكله لا يترك منه خارجا عني شيئا وإذا خرج من عندي خرج بكله لا يترك عندي منه شيئا».
وعن سرها مع الله، كانت تقول السيدة فاطمة: «لقد أعطاني حبيبي فاتحة الكتاب تخدمني فوالله ما شغلتني عنه، إني أفرح به حيث اعتنى بي وجعلني من أوليائه واصطنعني لنفسه، ومن أنا حتى يختارني هذا السيد على أبناء جنسي، وما ألتفت إلى شىء باعتماد عليه عن غفلة إلا أصابني ببلاء فى ذلك الذي التفت إليه».
ويقول عنها ابن عربي: «ولقد أرتني عجائب من ذلك فما زلت أخدمها بنفسي وبنيت لها بيتا من قصب بيدي على قدر قامتها، فما زالت فيه حتى درجت وكانت تقول لي، أنا أمك الإلهية ونور أمك الترابية وإذا جاءت والدتي إلى زيارتها تقول لها يا نور هذا ولدي وهو أبوك فبريه ولا تعقيه».
وعن موقف وقع لها يحكي ابن عربي: «ضربها أبوعامر المؤذن بالدرة فى الجامع ليلة العيد فنظرت إليه وانصرفت متغيرة النفس عليه فباتت تلك الليلة، فلما كان السحر سمعت ذلك المؤذن يؤذن فقالت: رب لا تؤاخذني تغيرت نفسي على رجل يذكرك فى دياجي الليل والناس نيام، هذا ذكر حبيبي يجري على لسانه اللهم لا تؤاخذه بتغيري عليه».