الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إلى "عبدالرحيم علي": لست وحدك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مُنذ أن علمت بقيام الكاتب الصحفى وعضو مجلس النواب عبدالرحيم علي، بالتحدُث أمام مجلس النواب الفرنسى بحضور برلمانيين فرنسيين وإعلاميين وصحفيين وشخصيات عامة من الوزن الثقيل، مِنهُم "المُرشحة الرئاسية السابقة مارين لوبان" عن مرحلة ما بعد داعش ومخاطر تمويل الإرهاب المُصدر إلى أوروبا وأنه سيتطرق فى حديثه أيضا عن دور جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيمهم الدولى فى التمهيد لتلك المرحلة وستكون قضية "العائدون من داعش إلى أوروبا" وخطورة التعاون الأوروبى مع جماعة الإخوان وقطر وتركيا بعضا من محاور حديثه.. قُلِت لزملائى الصحفيين نصا: إن هذا يُعتبر أهم حدث هذا الأسبوع.. لكن أحد الأصدقاء الصحفيين قال: إنه دخل عِش الدبابير.. ليرُد أحد الزُملاء الصحفيين ويقول: تقصد إنه دخل عِش دبابير الإخوان فى أوروبا.. لكن زميل آخر قال: هو قادر على دخول هذا العِش وسيخرُج منه سالِما غانِما فائزا كعادته لأنه مِذاكِر الملف دا كويس.
ظل الزُملاء الصحفيون يتحدثون عن هذه الخطوة الجريئة التى اتخذها الكاتب الصحفى وعضو مجلس النواب عبدالرحيم علي للحديث عن (مخاطر الإخوان وتنظيمهم الدولى وتمدُدهم فى أوروبا) لوقت طويل، لكنى توقفت أمام جُملة وردت على لسان أحد الزُملاء وهو فى حالة دهشة إذ قال نصا: "عبدالرحيم علي" وحيدا فى فرنسا رغم أن جماعة الإخوان مُنتشرة هناك ولها مُنظمات ومراكز بحثية عديدة تمولها قطر بالمليارات.
.. توقفت تحديدا أمام جُملة (عبدالرحيم على وحيدا فى فرنسا يواجه الإخوان وتنظيماتهم ومراكزهم البحثية وإعلامهُم وملياراتهم التى ينفقونها لتشويه الدولة المصرية)، فى البداية ظهرت علىّ علامات الغضب من كونه وحيدا، وقُلت: لماذا يتركونه وحيداً فى فرنسا؟ بمعنى آخر: لماذا لا تساعدُه الدولة وتُسانده فى مواجهاته مع أهل الشر؟ وبِكُل صراحة: أين دور الدولة وأجهزتها ووزاراتها وسفرائها ومراكزها البحثية فى التكاتُف مع النائب عبدالرحيم على للتصدى للخونة الإخوان فى فرنسا وَهُم يُشهرون بمصر ليلاً ونهاراً؟ وَهُم ينقلون صوراً زائفة عن الأوضاع فى مصر فى وسائل الإعلام الفرنسية؟.. بمرور الوقت أدركت أن ما يفعله عبدالرحيم علي - بصفته صحفياً ونائباً عن الشعب - أسمى من أى دور آخر، دور مُستحق عليه، فهناك من يموت من أجل مصر فى الجيش والشرطة، وهناك من يُقدِم حياته فداءً لمصر ولا ينتظر مُقَابِلا، اعتبرت أن "عبدالرحيم علي" مُقاتِل فى الميدان ولما لا وهو بالفعل يقاتل الإخوان بكل ضراوة، يواجههم وهو قادر على هذه المواجهة، يذهب لهم فى ملعبِهم ويُقرر الدخول معهم فى مُبارزة طاحنة ، هى - بطبيعة الحال - لِعبِته ويهواها وواثق من قُدراته، مُتحصِناً فى مواجهته معهم بـ"حالة غريبة من نُكران ذاته" بعد أن قدم مصلحة الوطن على خطورة ما يقوم به على حياته الشخصية، ولِما لا وهو المُقاتل - مثله مِثِل أبطال الجيش والشرطة - الذين يُؤْمِنون بقضيتهم ويحمون وطنهم من اعتداءات المتطرفين.
.. بدأ القلق يقِل مع مرور الوقت وقُلت: لست وحيداً يا "نائب الشعب" فالكثيرون من أبناء الشعب يتابعون نشاطاتك فى فرنسا وينتظرون حديثك فى مجلس النواب الفرنسي، وأنا على يقين من أن هذا الحديث فى حضور قيادات سياسية وصحفية كبرى سيثير الجدل وسيجعل الصحف الفرنسية "تِقِلِب الترابيزة على الإخوان المُخادعين".
.. وكما توقعت .. انقلبت الدنيا ولم تقعُد فى فرنسا، بعد كشف "عبدالرحيم علي" عن وجود كيانات مُغذية للإرهاب فى أوروبا تابعة لجماعة الإخوان مثل اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا الذي يتواجد خمسين بالمائة من فروعه في فرنسا، وكشف أيضاً عن حقيقة مُفزعة تلقفها الرأى العام الفرنسي بدهشة شديدة، وسببت صدمة للكثيرين وهى ( وجود ٥٠٠ منظمة إخوانية يتم تمويلها من قطر سنوياً بنحو 6 مليارات يورو) .. يااا الله !!!
.. تابعت ردود الفعل الهائلة فى فرنسا لما كشفهُ "عبدالرحيم على - نائب الشعب"، لدرجة أننى فوجئت بوكالة الأنباء الفرنسية - الوكالة الرسمية فى فرنسا - تُصْدِر بيان رسمى عن حديث عبدالرحيم علي فى البرلمان الفرنسي، وتوالت ردود الفعل، ومع مرور كل دقيقة كانت جميع وكالات الأنباء الفرنسية والصحف الكبرى كالفيجارو واللوبوان والمواقع الإخبارية تُبرز تصريحات وتحذيرات وتنبيهات عبدالرحيم علي للمجتمع الفرنسى ومنها (إن الإخوان جماعة خائنة للوطن والدين ويشوهون الإسلام.. المرأة فى فِكِر الإخوان صنِف أعوج ومُجرد وعاء للجنس.. وحسن البنا زرع العنف فى الإخوان للوصول للسلطة).
.. وكان السؤال المنطقى فى هذا الوقت: ما رد فِعل جماعة الإخوان وأنصارهم ومنظماتهم وإعلامهم من الحديث المُذِهل لـ"عبدالرحيم علي" فى البرلمان الفرنسى وفتِحه النار عليهم من داخل المبنى العريق؟ لم يرُد إعلام الإخوان على تصريحات عبدالرحيم علي لأنه ليس لديهم أى ردود، ومارسوا هوايتهم المفضلة وهى التشهير والكذب والادعاء بالباطل حتى لا يُركز الرأى العام الفرنسى والأوروبي فى تحذيرات عبدالرحيم علي من خطر الإخوان على أوروبا كلها.
.. وكانت المفاجأة أن قامت إحدى وسائل الإعلام الفرنسية باتهام عبدالرحيم علي بأنه مُعادٍ للسامية، واستٓنٓد هذا الاتهام إلى التغريدات المُغرضة والأخبار الكاذبة التى رٓوٓج لها شخص مثير للجدل يُدعى ( رومان كاييه ) المعروف بعلاقاته الوثيقة مع الأوساط والجماعات الإرهابية رغم أنه مُدرج على اللوائح الفرنسية للإرهاب بسبب صلاته بالحركات الإرهابية وفى السابق مع جماعة الإخوان، ووصل الأمر إلى إصدار المجلس الاعلى للمنظمات اليهودية المعروف اختصارا ( بالكريف) بيانا يندد فيه بمواقف النائب وعدائه لإسرائيل والصهيونية شاجبا فكرة دخوله الجمعية الوطنية الفرنسية، مجلس النواب.
.. بعد ردود الفعل التى توقعتها أستطيع أن أوجه رسالة لنائب الشعب عبدالرحيم علي مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس وأقول له: لست وحدك فى ميدان المعركة فى فرنسا، فأنت تتلقى دعوات المصريين لك فى معركتك مع الإخوان وَمِن ورائهم قطر ومليارات قطر ومنظمات ومراكز أبحاث قطر .. لست وحدك لأنك تُدافع عن الدولة المصرية التى ينهشها الإخوان فى الخارج .. لست وحدك لأنك مُقاتل فى مواجهة أحقاد الخونة أحفاد التطرف .. لست وحدك فأنت مُقاتل والمُقاتل إرادته وعزيمته ورسالته وصلابته تقِوى على التصدى لآلاف الإخوان.. لست وحدك لأنك مُقاتل تُؤمِن بقضية بلدك العزيزة مصر وتُدافِع عنها وتؤمِن أن مصر كانت مُعرضة للضياع والانقسام والتقسيم على أيدى من تواجههم الآن بعد أن واجهتهم من قٓبِل وَهُم فى قمة السلطة وقت أن كان البعض صامتا ومُتخوِفا وقُلِت لهم فى عِز سطوتهم فى ١٧ مايو ٢٠١٣ ( أُقسم بالله العُلى العظيم، مِن هُنَا، من ميدان التحرير من منبع الثورة أننا سنُعيدُكم جميعاً إلى السجون) .. لست وحدك؟ هل تٓعِلٓم لماذا لست وحدك؟ لأن الله معك.