الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سوريا بين مطرقة إسرائيل وسندان إيران (3)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المحور الثالث- تركيا وحلفاؤها؛ حيث تطمح تركيا لتأسيس جيب يمنع التواصل بين إقليمين كرديين شرق نهر الفرات وإقليم عفرين، وكان طموحها بأن يكون مساحة هذا الجيب 5 آلاف كم2، إلا أن موسكو لم تسمح لها إلا بنحو 2100 كم2، وبالرغم من هذا الاختلاف، فقد أعطت موسكو ضوءًا أخضر للمرة الثانية لتركيا بشن عملية عسكرية شمال تركيا حملت اسم «غصن الزيتون»، للوصول إلى مدينة عفرين، بهدف منع وصول الأكراد إلى البحر المتوسط، وسيطر بالفعل الجيش التركى على عفرين، بالتزامن مع دخول قوات الجيش السورى إلى جنوب غوطة دمشق. وتستهدف تركيا السيطرة على تل رفعت المحاطة بالجيش الروسى وقوات دمشق، وتجرى مفاوضات للاتفاق على ترتيبات الانتشار التركى بالتزامن مع قيام دورية تركية باستطلاع شمال حماة وجنوب إدلب بعمق 200 كيلومتر من حدود تركيا.
ويعد انتزاع تركيا لعفرين من أيدى الأكراد ضمن إطار التفاهمات الروسية- التركية، ويندرج فى إطار هدف آخر للمنطقة العازلة المطلوبة تركيًا، وهو إبعاد الأكراد عن الحدود.
كما أن هناك اتفاقا فى الخطاب الرسمى لدمشق وموسكو وأنقرة وطهران وواشنطن، على الرغبة فى وحدة الأراضى والسيادة السورية، أى أن العملية السياسية سوف تكون بقيادة سوريا مع فرض القوى الدولية تفاهمات على السوريين، حكومة ومعارضة.
فيما تسيطر هيئة تحرير الشام على مفاصل المنطقة الأكثر حيوية لإدلب، وهى الشريط الحدودى ومعبر باب الهوى، بالإضافة إلى مدينة إدلب وتتحكم فى الحواجز الحدودية مع تركيا التى تتدفق البضائع والسلع عبرها، وتؤمِّن تمويلها من خلالها، بينما تنتشر فصائل أخرى إسلامية منافسة لها فى مناطق أخرى.
وأرجع تقرير دولى فى فبراير 2018، قوة الهيئة إلى تكوين مصدر للدخل والتوظيف من خلال سيطرتها على الشريط الحدودى مع تركيا، فيما تمكنت قوات الحكومة السورية مؤخرًا من استعادة السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري، وعشرات القرى فى ريف إدلب الجنوبى الغربى شمال حماة، ويرتبط مصير إدلب بقدرة تركيا على توسيع نفوذها شمال غرب سوريا، وتقليص نفوذ هيئة تحرير الشام الأقوى ميدانيًا.
مما سبق يتضح لنا أن هناك رغبة لدى النظام السورى وحليفه الروسى فى خوض معركة تحرير لسوريا من الجماعات الإرهابية كافة، فيما تطالب روسيا الولايات المتحدة وتركيا بضرورة التنسيق مع الحكومة الشرعية فى دمشق؛ حيث تشارك النظام اعتبار التدخل الأمريكى والتركى غير شرعي، وسيكون هذا جزءًا أساسيًا من الخطاب السياسى الصادر من قبل النظام السوري، إلا أنه عمليًا يبدو أن مناطق النفوذ الجغرافى فى سوريا باتت ترسم بالدم والسلاح وتفاهمات القوى الإقليمية والدولية، وتشمل سيطرة الحكومة على نصف مساحة البلاد، بينما يهيمن حلفاء الولايات المتحدة على ثلثها، فضلا عن تقاسم المعارضة وتركيا الـ 20% المتبقية من هذه المساحة.
وأخيرا لا يسعنا إلا أن نشكر الله على إنقاذ بلادنا فى الثلاثين من يونيو على أيدى الجيش المصرى العظيم، والذى حمى مصر من مخطط التقسيم.
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها