السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إلى طارق شوقي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يعد الكثيرون يرتاحون لطارق شوقي وزير التربية والتعليم، وقد باتت الثقة فيه معدومة من "البعض"، وآخرون تمنوا أن تُطَلّقُه الحكومة، بينما بجانب ذلك ما زال الوزير يرغب في بقائه كالحاكم الأعلى للتعليم، ليطلق –حلم- رؤيته الجديدة لتطوير التعليم.
يقف الوزير صاحب الثقة الزائدة في النفس، فاقدا الكثير من زعامته بعد أن كسرته الهجمات والانتقادات الشعبية والإعلامية، والتي يتحمل هو- أي الوزير- جزءا منها بسبب عدم قدرته على إدارة معركة تغيير النظام التعليمي الحالي "الموكوس"، فليس بالرؤية الجيدة تستطيع العبور لكن العبرة بكيفية طرحها!
وأعتقد أنه أساء عرضها فجنى شر الأشياء ولم يصل إلى خيرها، لذلك كان ضروريا طرح الرؤية مكتوبة حتى "لا يتفزلك" أحد في تلوينها أو تفسيرها على مزاجه –كما حدث- بل وكان ضروريا قبل عرضها على الرأي العام أن يسندها بظهير برلماني من خلال لجنة التعليم، وكان حتميا أن يجيّش قيادات وزارته وخبراء التعليم والمناهج ومستشاريه ومجالس الآباء ليكونوا حائط صد للمعترضين وأصحاب المصالح – إذا ما أشركهم في نظامه الجديد-
فانفراده بالتطوير مع نفر من (حاشيته) دفعه في الكثير من الأحيان إلى الوقوف في خانة (الدفاع) عن الرؤية لا (الهجوم) لإحراز هدف في (مرمى) عقول الطلاب وأولياء الأمور والمجتمع للفوز (ببطولة) التغيير الحتمي للمنظومة الحالية "المنكوبة".
مؤكد الوزير أراد برؤيته التطوير بعدما أصبح التعليم الحالي مضروبا برصاصة اخترقت الصديري الواقي لجسده، فلا وقت للدموع على المرحوم ويكفي ما نصب من سرادق عزاء.
إلا أنه في الوقت ذاته ما زال يطلق قنابل مسيلة للدموع والأحزان والأوجاع لنا بسبب تراجعه بتلقائية –دون سند تربوي - بمجرد رويته لكوابيس طاردته في صحوته ومنامه متعلقة بالاعتراض، سواء بمظاهرات أولياء الأمور أو انتقادات إعلامية أو تذمر ولعنات بوستات وتويتات السوشيال ميديا على بعض نقاط التطوير (بما يضع الشك في أن الرؤية لم تتبلور بالصورة الكاملة).
فباتت تعديلاته على النظام لإرضاء الرأي العام واضحة أكثر من النظام نفسه، والتي منها {تراجعه} عن تطبيق التعريب على المدارس التجريبية و{تطبيقه} فقط على الحكومية واليابانية، فصل اللغة العربية لتكون منهجا {مستقلا} عن المواد الأخرى بعدما كان المعلن {دمجها} في كتاب واحد مع الرياضيات والعلوم والدراسات.
كذلك تصريحاته بشأن تطبيق النطام الجديد بدءا من سبتمبر المقبل {بصورة رسمية} ثم يصرح بأن السنة القادمة كلها {سنة تجريبية} ولن تحسب درجاتها لهذه الدفعة ولكن سنعمل معا لتدريب المعلمين والطلاب والتمكن من نظام الامتحانات وتوزيع التابلت والتعود على نظام الأسئلة الجديد، وأخيرا وليس آخرا {عدم} تسليم طلاب الثانوية العامة بالنظام الجديد الكتاب المدرسي و{الاكتفاء} بالتابلت المحمل عليه المادة العلمية ثم تفاجأ بأن الطلاب سيحصلون على {الاثنين}.
فعلامة وجود وزير للتربية والتعليم ليست برؤيته الجديدة فحسب ولا بتصريحاته وسفرياته واجتماعاته أو(شيل) سنوات في مراحل دراسية و(حط) سنوات في مراحل أخرى، لكن بإنجازاته المؤثرة وقدرته على التنفيذ طبقا للواقع وليس الخيال والأحلام، فليس على أرض الواقع حتى الآن إنجاز لافت يستحق الإشادة.
لذلك ننتظر رؤيته الجديدة والكل ينتظر اختبار قدرته على التنفيذ "أملا أن ينجح لا أن يفشل" ويكفيه شرف المحاولة في وقت عز فيه شرفها!