"يعتبر المطران غفرائيل شاتيلا الدمشقي بحسب الدكتور أسد رستم كاتب تاريخ مدينة الله أنطاكية العظمى بأنه رجل النهضة في كنيسة أنطاكية بعد عصور من الجهل والظلمة، ذلك أن هذا الرجل القديس عمل بنشاط في حقل الرب رغم كل مظالم الفترة العثمانية وكان مدافعا عن اﻹيمان القويم فأسس جمعية القديس بولس لنشر المعرفة الدينية اﻷرثوذكسية في كنائس بيروت والجبل.
كما ان المطران غفرئيل بعد أن حصل على الدعم المالي من الجمعية اﻷمبراطورية الروسية والعائلات اﻷرثوذكسية الكبرى، بادر إلى تأسيس مدرسة زهرة اﻹحسان العام 1880، ومستشفى القديس جاورجيوس في محلة الرميل العام 1878، وكان يرى أن الكنيسة اﻷرثوذكسية بحاجة إلى كهنة أتقياء متعلمين لمحاربة الجهل فأخذ على عاتقه إنشاء مدرسة لتعليم اللاهوت واللغة اليونانية وجعل من دار اﻷسقفية مركزا لها وخرج من تلك المدرسة الرجل القديس غريغوريوس حداد شماس المتروبوليت غفرائيل الذي أصبح مطرانا لطرابلس والكورة وبطريركا على أنطاكية العام 1908 كذلك أرسانيوس حداد الذي أصبح متروبوليتا على اللاذقية في تلك الفترة، وغيرهم من رجال الكنيسة".
وبنى 30 كنيسة خلال عهده ضمن بيروت والجبل كما شرطن 77 كاهنا واشترى الكثير من اﻷراضي الزراعية وجعلها ملكا ﻷديرة.
وفي زمنه، شهدت الحياة الرهبانية تقدما ملحوظا فأسس دير القديسة كاترينا مع اﻷم مريم جهشان، وعمل على إصلاح دير القديس جاورجيوس المعروف بدير الحرف وإشترى وضم له أرض واسعة بمثابة وقف. وبالتالي قدرت أعمال المتروبوليت غفرائيل من السلطنة العثمانية فمنحه السلطان عبدالحميد الثاني الوسام المجيدي كما حصل غفرائيل على أرفع اﻷوسمة الكنسية من البطريرك المسكوني يواكيم ومن روسيا زمن القيصر نيقوﻻوس الثاني.
