الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تعرف على الفرق بين الصوم في المسيحية والإسلام

القس ثروت قادس
القس ثروت قادس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقول القس ثروت قادس؛ إنه كما توجد علاقة وثيقة بين الصلاة فى المسيحية والإسلام، فنجد أيضا علاقة وثيقة بين الصوم فى المسيحية والإسلام، لذا أريد أن أعرف الصوم فى المسيحية ففى العهد القديم وفى سفر الخروج الإصحاح الرابع والثلاثون والآية الثامنة والعشرون «وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ الرَّبِّ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا وَلَمْ يَشْرَبْ مَاءً. فَكَتَبَ عَلَى اللَّوْحَيْنِ كَلِمَاتِ الْعَهْدِ، الْكَلِمَاتِ الْعَشَرَ» والمقصود هنا أن موسى صام أربعين نهارًا وأربعين ليلة على جبل سيناء. كما ذكر أيضًا فى سفر التثنية الإصحاح التاسع والآية التاسعة: «حِينَ صَعِدْتُ إِلَى الْجَبَلِ لِكَيْ آخُذَ لَوْحَيِ الْحَجَرِ، لَوْحَيِ الْعَهْدِ الَّذِى قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ، أَقَمْتُ فِى الْجَبَلِ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً لاَ آكُلُ خُبْزًا وَلاَ أَشْرَبُ مَاءً.» أما فى سفر الملوك الأول الإصحاح التاسع عشر، الآية الثامنة «فَقَامَ وَأَكَلَ وَشَرِبَ، وَسَارَ بِقُوَّةِ تِلْكَ الأَكْلَةِ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً إِلَى جَبَلِ اللهِ حُورِيبَ» والمقصود هنا أن إيليا سار إلى جبل حوريب لا يأكل ولا يشرب أربعين نهارًا وأربعين ليلة.
الصوم المفروض، كما ذكر فى العهد القديم- الصوم التطوعى كما جاء فى سفر عزرا، سفر نحميا، المزامير، سفرل دانيال النبى بالعهد القديم (التوراه)- الصوم الجماعى كما جاء فى سفر صموئيل الأول.
أما فى العهد الجديد كما ذكر إنجيل متى الإصحاح الرابع والآية الثانية «ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا.»، وكذلك أيضًا فى إنجيل مرقس الإصحاح الأول والآية الثالثة عشرة «وَكَانَ هُنَاكَ فِى الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ...».
وقررت الكنيسة فى المجمع الخامس سنة ٤٥٠ ميلادية، ثم المجمع السادس المنعقد فى السنة ٦٨٢م تحديد الأصوام، ونظمتها على أنواع مختلفة، حيث صام الفريسيون يومى الاثنين والخميس كما ذكر فى إنجيل لوقا الإصحاح الثامن عشر والآية الثانية عشرة «أصوم مرتين فى الأسبوع» هذا ما قاله فى مثل الفريسى والعشار أما فى إنجيل متى الإصحاح السادس قال السيد المسيح «وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ، لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا، بَلْ لأَبِيكَ الَّذِى فِى الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِى يَرَى فِى الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.» ولما سئل السيد المسيح لماذا تلاميذك لا يصومون فأجابهم قائلًا ما يعني، أنهم لا يصومون لأن العريس معهم. أما فى أعمال الرسل الإصحاح الثالث عشر والآية الأولى «وَكَانَ فِى أَنْطَاكِيَةَ فِى الْكَنِيسَةِ هُنَاكَ أَنْبِيَاءُ وَمُعَلِّمُونَ..» وفى الآية الثانية «وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ، قَالَ الرُّوحُ الْقُدُسُ:...» وفى الآية الثالثة «فَصَامُوا حِينَئِذٍ وَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ، ثُمَّ أَطْلَقُوهُمَا»، وكذلك أيضا فى أعمال الرسل الإصحاح السابع والعشرون والآية التاسعة «وَلَمَّا مَضَى زَمَانٌ طَوِيلٌ، وَصَارَ السَّفَرُ فِى الْبَحْرِ خَطِرًا، إِذْ كَانَ الصَّوْمُ أَيْضًا قَدْ مَضَى...» بمعنى أن الرسل كانوا يضعون أوقاتا معينة للصوم وكذلك أيضًا فى أعمال الرسل الإصحاح السابع والعشرون والآية الحادية والعشرون «فَلَمَّا حَصَلَ صَوْمٌ كَثِيرٌ...» وفى الآية الثالثة والثلاثين «...لاَ تَزَالُونَ صَائِمِينَ».
وإجمالا نقول إن الصوم لابد أن يكون مرتبطًا بالصلاة. وبناءً عليه استمرت الكنائس التقليدية الأرثوذكسية والكاثوليكية على هذا النظام. وهذا يقودنا إلى مفهوم الصوم داخل الكنيسة الإنجيلية.
أما عن مفهوم الصوم فى الكنيسة الإنجيلية؛ فلا شك أن الكنيسة الإنجيلية تقوم بأصوام مقرونة بصلوات، ولكنها ليست محددة بزمان أو مكان، لذلك يجدر بنا أن نشرح كيف تنادى الكنيسة الإنجيلية ولماذا تختلف عن الكنائس التقليدية سواء كانت كاثوليكية أو أرثوذكسية فهى تعتمد فى أصوامها على أقوال السيد المسيح فى عظاته على الجبل. فهذا لا يعنى أن الكنيسة الإنجيلية تنقض ما تقوم به الكنائس التقليدية. فالصوم نفسه أمر هام جدًا للحياة الروحية. فلابد من تكريس يوم للرب بالصلاة والصوم معًا.
وكما أنه هناك اقتراحات كثيرة أذكر منها؛ الصلاة والصوم التطوعى بمعرفة الأفراد، والصوم الجماعى أى أنه ممكن لأمر هام وعام أن تقام طلبات وصلوات وأصوام من أجل السلام أو من أجل إبعاد خطر الكوارث والزلازل التى يسمح بها الله حتى أن الله يعفو عنا.
طريقة الصيام فى الإنجيلية
يقول قادس؛ إن الصوم الانقطاعي، يكون بالانقطاع تماما عن الأكل- الانقطاع عن المأكولات والمشروبات المفضلة، الانقطاع تماما عن شرب الكحوليات والتدخين.
الصوم فى الإسلام
كما فى المسيحية نجد الإسلام من ركائزه الصوم، فأريد أن أتحدث عن الصوم فى الإسلام وهو من أهم أركان الإسلام، وقد ذكر فى القرآن الكريم فى سورة البقرة، الآية المائة وثمانية وثلاثون «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٣). وهنا يمكننا إدراك مفهوم الصيام فى الإسلام أنه كما ذكر فى الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد أى اليهود والنصاري.
أما الصوم فى الإسلام يتميز فى شهر رمضان الكريم الشهر المبارك الذى أنزل فيه القرآن، وشهر رمضان هو الشهر التاسع من الشهور العربية ويتميز بأن المسلمين يحتفلون فى نهاية الشهر الكريم إذ أنزل فيه الوحى بالقرآن الكريم قرانًا عربيًا، وخاصة ليلة القدر التى ذكرت فى القرآن الكريم فى سورة «القدر» (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (٥).