الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

فيكتور هوجو.. شاعر الرواية الفرنسية

فيكتور هوجو
فيكتور هوجو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"فن العمارة هو المرآة التي تنعكس عليها ثقافات الشعوب ونهضتها وتطورها".. تعد هذه المقولة التي أطلقها فيكتور هوجو الذي تمر، اليوم 22 مايو، ذكرى وفاته، مقولة محورية في أدبه وفنه بشكل عام، بجانب مقولات أخرى تبلغ من الأهمية أن تكون منهجًا للحياة والحب.
وتمثل المرأة في أدب هوجو ومقولاته بؤرة الحدث ومركز الكون فهو يقول مثلا "قد يكتب الرجل عن الحب كتابًا.. ومع ذلك لا يستطيع أن يعبر عنه، ولكن كلمة عن الحب من المرأة تكفي لذلك كله".
ومن أقوال فيكتور هوجو الخالدة: “الرجل هو البحر، والمرأة هي البحيرة، فالبحر تزينه اللآلئ، والبحيرة تزينها مناظرها الشاعرية الجميلة، الرجل نسر يطير في الجو ويحكم كل ما تحته، أما المرأة فهي بلبل تغرد وعندما تغرد هذه المرأة تحكم القلوب، الرجل له مصباح هو الضمير، والمرأة لها نجم هو الأمل، الرجل ملتصق بالأرض، والمرأة دائمًا بالسماء”.
فيكتور هوجو أديب وشاعر ورسام فرنسي، (مولِد 26 فبراير 1802، وفاة 22 مايو 1885)، من أبرز أدباء فرنسا في الحقبة الرومانسية، اشتهر بأعماله الروائية، حيث ترجمت إلى كثير من اللغات، وتعد رائعته “البؤساء” من أشهر أعماله وهي قصة تتناول جوانب إنسانية بحتة تحدث بها هوجو عن الحب، والحرب، والطفولة المفقودة.
عندما ولد فيكتور هوجو كانت الحياة الزوجية لوالديه تواجه بعض المشاكل ولكنهما لم ينفصلا رسميا إلا حين بلغ هوجو السادسة عشرة من عمره، وعندما كان في الثانية أخذته والدته للعيش معها في باريس، في حين كان والده يؤدي الخدمة العسكرية، وقد أحبّ فيكتور مدينة باريس وأطلق عليها اسم “المكان الذي ولدت فيه روحي”.
وتلقَّى فيكتور هوجو تعليمًا جيدًا في الأدب اللاتيني، ودرس الحقوق، ولكن بقدوم عام 1816م كان قد ملأ دفاتره بالقصائد الشعرية والمسرحيات، وفي عام 1822م نشر أول ديوان شعري تحت عنوان “أناشيد وقصائد متنوعة” وقد لقي هذا الكتاب ترحيبًا جيدًا ونال عليه مكافأة من الملك لويس الثامن عشر، وفي العام نفسه تزوَّج من صديقة طفولته أديل فوشيه.
واستمرَّ هوجو في كتابة النثر والشعر والدراما والمقالات السياسية، واشتهر كأحد الكتّاب الشباب الذين أطلقوا على أنفسهم “الكتّاب الرومانسيين”، وكان هوجو طوال حياته معارضًا ومناهضًا لعقوبة الإعدام، وقد عبر عن موقفه هذا في أعماله الأدبية وكتاباته الأخرى، وفي شهر مارس من عام 1831م نشر روايته الشهيرة “أحدب نوتردام” التي وضحت موقفه ومفهومه المناهض لعقوبة الإعدام.
وقد لقيت هذه الرواية نجاحًا عالميا ومنحت هوجو مكانة مهمة في عالم الأدب الفرنسي، وفي ديسمبر من عام 1851م وبعد أن استولى لويس نابليون على السلطة في فرنسا ونصّب نفسه امبراطورًا عليها، نظم هوجو حركة مقاومة ولكنها باءت بالفشل فترك فرنسا مع عائلته وعاش في المنفى حتى عام 1870م، وأثناء إقامته في المنفى نشر هوجو أعمالا أدبية كثيرة كان أهمها وأشهرها رواية “البؤساء”، وعاد هوجو إلى فرنسا كرجل دولة وكأديبها الأول، وانتخب نائبًا عن باريس في فبراير من عام 1871م لكنه استقال في مارس بعد وفاة ابنه شارل.
أسس فيكتور هوجو “جمعية الأدباء والفنانين العالمية” وأصبح رئيسًا فخريا لها في عام 1878م وقد قيل إنه أسلم في يوم 6 سبتمبر من عام 1881م في منزله بباريس، وفي الثاني والعشرين من مايو عام 1885م توفي فيكتور هوجو إثر مرض عضال أصاب رئتيه ودفن تحت قوس النصر في مدفن العظماء؛ إكرامًا له كأديب مثّل قلب فرنسا وروحها.
ومن أهم الأعمال التي تركها الأديب الفرنسي الكبير فيكتور هوجو: “أحدب نوتردام” والبؤساء” و”رجل نبيل”، و”عمال البحر”، و”آخر يوم في حياة رجل محكوم عليه بالإعدام”، و”دهري حسين”، و”ثلاثة وتسعين يومًا”، ومسرحيته “مجنون كرومويل”، ورواية لوكر يس بورجيا“.