الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

ملفات "البوابة نيوز".. احتضان "السيسي" لمؤتمرات الشباب الضمانة الحقيقية لحل المشكلات "2"

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي في مؤتمر الشباب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عرض: د. شريف درويش اللبان وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة، ورئيس وحدة الدراسات الإعلامية بالمركز العربي للبحوث والدراسات

73.5% من الشباب يرون أن مناقشة الأزمات في المؤتمرات وسيلة ضغط على المسئولين لحلها
54.5% لديهم ثقة في تنفيذ التوصيات والمبادرات المنبثقة عن المؤتمرات 
الشباب مقتنع بأن هناك مشروعات ضخمة لكن تجب المسارعة بإظهار نتائجها
الشباب يرى أنه لولا المتابعة الدقيقة للرئيس لكان الأداء أسوأ بكثير
أكثر من نصف الشباب يثقون في تنفيذ التوصيات والمبادرات التي تصدر عن مؤتمرات الشباب
لا بد من دعوة أطياف مختلفة من الشباب في المؤتمرات القادمة لإثراء التجربة

استمرارا لسياسة التعاون بين جريدة «البوابة» والمركز العربي للبحوث والدراسات ننشر اليوم دراسة للدكتور شريف درويش اللبان رئيس وحدة الدراسات الإعلامية بالمركز العربي للبحوث والدراسات، حول تجربة احتضان الرئيس السيسي للشباب.

تصدرت التأثيرات المعرفية قائمة التأثيرات بالنسبة للمبحوثين، حيث ساهمت هذه المؤتمرات في تكوين وجهات نظرهم وآرائهم تجاه القضايا المثارة بها، واشترك المبحوثون مع أصدقائهم المقربين في ذلك التأثير حيث جاء في المرتبة الأولى لديهم، حيث أدت تلك المؤتمرات إلى تقديم التفسيرات والتحليلات المختلفة التي تساهم في زيادة الفهم والوعي لأبعاد القضايا المثارة.
كما أدت إلى تنمية المعارف والمعلومات في القضايا محل النقاش حيث تعد التأثيرات المعرفية لوسائل الإعلام من أهم تأثيرات الإعلام فى مجال تكوين الاتجاهات والآراء، ثم تأتي التأثيرات السلوكية في المرتبة الأخيرة، ويسلط ذلك الضوء على اقتصار تأثير وسائل الإعلام على المعارف والاتجاهات، في حين يضعف تأثيرها على مستوى السلوكيات السياسية بالنسبة للمواطن المصري.
إلا أن الدراسة الحالية قد أثبتت العكس فيما يتعلق بالتأثيرات السلوكية حيث جاءت فى المرتبة الثانية بمتوسط حسابى (٢،٠٨)، ثم التأثيرات العاطفبة بمتوسط حسابى (١،٩٨)، أما التأثيرات المعرفية فجاءت في المرتبة الأولى بمتوسط حسابي (٢،١٧٧).
واتفق إلى حد كبير كل من الأصدقاء المقربين والآخرين من الشباب في بروز التأثير العاطفي كإثارة الغضب وزيادة الشعور بالإحباط والعجز والقلق تجاه بعض المخاطر والمشاكل، كما اتفقوا في احتلال التأثير السلوكى المرتبة الثالثة لكليهما والمتمثل في زيادة الإقبال على المشاركة في نقاشات ذات طابع سياسي مع الآخرين اعتمادًا على ما تمت متابعته من أخبار، فقد يعيش الإنسان في هذه الحياة ويتعامل مع أحداثها ومستجداتها من خلال التفكير العقلى القائم على المنطق والدليل والاستنتاج بجانب المشاعر والأحاسيس التي تحركها العاطفة والميول والرغبات، وهذه العواطف ملازمة للإنسان وقد تتغلب أحيانًا على أحكام العقل والمنطق نتيجة فشل الفرد فى التحكم فيها مما يبتعد به السلوك القويم.
وأفاد (٣٧.٥٪) أن متابعتهم لتلك المؤتمرات من خلال الإعلام قد ولدَّت لديهم تأثيرات إيجابية وسلبية على حد سواء، ثم أفاد (٢٣.٧٪) أن للإعلام تأثيرات سلبية فى المجمل، وتمثلت أهم التأثيرات الإيجابية فى اهتمام الإعلام عامة والصحافة بشكل خاص بإبراز الوجوه الشابة سواء التي حققت إنجازات فتم تكريمها، أو التي شاركت بفعالية في مناقشاته، التغطية الشاملة لفعاليات المؤتمرات، إبراز حالة التواصل بين الشباب من جهة، والرئيس والحكومة والمسئولين من جهة أخرى، وذلك وفقًا لردود المبحوثين.
أما التأثيرات السلبية فتمثلت في التغطية المتحيزة للإعلام لتلك المؤتمرات، عدم متابعة الإعلام للتوصيات والقرارات الناتجة عن تلك المؤتمرات، تكرار نفس الأفكار بين أغلب كُتَّاب المقالات ثم النمطية في المعالجة بشكل عام مع تكرار تلك المؤتمرات، التغطية الموسمية لهذه الأحداث وقت وقوعها مع ضعف تسليط الأضواء على الأحداث الأخرى ذات الصلة بالشباب، وهنا ينبغى على الإعلام مراجعة أوراقه حتى يتمكن من سد احتياجات جماهيره المختلفة وخاصة الشباب منهم.

القضايا محل اهتمام الشباب
جاءت القضايا الاقتصادية في مقدمة الاهتمامات لدى المبحوثين وذلك على كل المستويات، أنفسهم، الأصدقاء الأقرب، والآخرين، وتمثلت تلك القضايا وفقًا لإجاباتهم فى تدنى الأجور، البطالة، زيادة نسبة الفقر، أزمة الغلاء ومحدودية الموارد، التحديات التى تواجه الاستثمار، وأزمة سعر الصرف... وغيرها.
وأكد المبحوثون أهمية تلك القضايا لديهم وبأن لها تأثيراتها النفسية السلبية لديهم كالإحباط والإحساس بالظلم واليأس والسخط والهياج الاجتماعي والهامشية وأن الشهادات التي حصلوا عليها قد ذهبت أدراج الرياح، حيث تتركز بطالة الشباب في معظمها بين المتعلمين نتيجة لعجز الاقتصاد على خلق فرص عمل جديدة كافية لكي توائم الزيادة السنوية في قوة العمل والتي تشكل في معظمها الشباب الذين يدخلون إلى سوق العمل لأول مرة، وهذا يعزى إلى نقص الاتساق بين مخرجات النظام التعليمي والحاجات، ومتطلبات سوق العمل في ضوء التخصصات المتنوعة والمهارات المطلوبة.
يحتل موضوع تشغيل الشباب أولوية في أجندة السياسات في مصر، وينعكس هذا في تعدد وتنوع الجهات المعنية في هذا المجال، كما يتم تقديم برامج سوق العمل النشطة في مصر من قبل مجموعة كبيرة ومتنوعة من الجهات الرسمية وغير الرسمية إلا أن تلك السياسات مقيدة بعناصر نظام الرعاية الاجتماعية، بالدولة، ويتصف الكثير منها بالقدم وعدم الاستدامة وغياب المتابعة والتقييم.
وعلى الرغم من النتائج الاقتصادية الإيجابية العامة خلال العقدين الماضيين، إلا أن مصر لا تزال تعاني من نقص في فرص العمل للفئات الأصغر سنًا تأثرًا بعدة عوامل مثل: وجود تغيير في تشكيل التركيبة السكانية المصرية بزيادة أعداد الشباب، زيادة التحصيل العلمي للفئات الأصغر سنًا، تقلص الفرص بالقطاع العام في مقابل زيادة فرص العمل غير الرسمي ذي اللوائح الصارمة، ارتباط الالتحاق بالوظائف بالشبكات الأسرية والعلاقات الاجتماعية، نقص المهارات اللازمة لمزاولة كثير من الأعمال نتيجة عدم الربط بين التعليم واحتياجات سوق العمل، مشاركة النساء في سوق العمل.
ثم جاءت القضايا الاجتماعية، وتمثلت أهم القضايا الاجتماعية، وفقًا لردود الشباب في الانفجار السكانى، قضايا الأسرة والزواج، أطفال الشوارع، الهجرة، التحرش الجنسي، الإدمان، فقدان الانتماء والولاء للوطن، العنف... وغيرها، وهي القضايا التى تشير إليها التقارير والدراسات وحقوق الإنسان بالإضافة إلى قضايا المرأة باعتبارها أهم القضايا الاجتماعية.
تليها القضايا الصحية، التي هي في الترتيب الثانى لدى الآخرين وكان أبرزها لدى المبحوثين انتشار الأمراض، نقص الدواء، وزيادة سعره، تردي أوضاع المستشفيات، تجارة وسرقة الأعضاء، والعلاج على نفقة الدولة.. ويمكن القول إن عصرنا الحالي قد حمل إلينا أمراضًا جديدة صاحبت التطور الذي جاء به هذا العصر.
وجاءت القضايا الأمنية في الترتيب الثالث من حيث الأهمية لدى المبحوثين، فيما يتعلق بآرائهم نحو الآخرين، فلم يعد الأمن القومي مقتصرًا على النواحي العسكرية والأمنية، بل تطور ليشمل حياة المجتمع في مختلف المجالات.
ومن أهم القضايا الأمنية التي أشار إليها المبحوثون محاربة الإرهاب، وحالات الشباب المحبوسين، وعلى رأس تلك القضايا قضية سد النهضة حيث إن ارتباط مسألة المياه بالأمن القومي قد فرض خصوصية على عملية صنع وتنفيذ السياسة المصرية تجاه دول حوض النيل، إلا أنها لم تستغل على النحو الأمثل مع دول حوض النيل بشكل خاص والدول الأفريقية بشكل عام، وبالتالى هناك ضرورة لإعادة النظر في سياسة مصر الخارجية تجاه أفريقيا وقيام مصر بدور فعال في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في دول حوض النيل حتى تتصدى لأي تدخلات خارجية تسعى لتهميش الدور الإقليمي المصري في أفريقيا.
ويعتقد (٧٣.٥٪) من المبحوثين أن تناول المشاكل التي يعاني منها المجتمع المصري بتلك المؤتمرات قد يحدث نوعًا من الضغط على المسئولين في متابعتها أو الإسراع في حلها «خاصة عند مناقشتها أثناء وجود الرئيس» وجاءت هذه النسبة مقسمة إلى (٥٢.٥٪) إلى حد ما، و(٢١٪) إلى حد كبير، وهي نتيجة تعكس نجاح تلك المؤتمرات في تناول المشاكل قولًا وفعلًا لا قولًا فقط، وتناسبت هذه النتيجة مع ما توصلت إليه الدراسة من ارتفاع نسبة إطار المسئولية سواء عن المشكلة أو الحل لها.

سمات الشباب المشارك
تمثلت العبارة الأكثر اتفاقًا بين الشباب المصري عينة الدراسة في أن الشباب المشارك في تلك المؤتمرات منهم من يشبه المبحوثين في آرائهم، طموحاتهم، والعبارة الأقل اتفاقًا في أن الشباب المصري معبر عن أطياف وتيارات الشباب المصري جميعًا أو أغلبها مما يشير إلى أن المبحوثين يرون أن قطاعات من الشباب كانت غائبة عن المشهد، بالرغم من توجيه الدعوة للبعض منهم كبعض أعضاء وحركات المعارضة.
إلا أنهم أشاروا إلى غياب شباب الفلاحين، والحرفيين، وأبناء الطبقات الكادحة، ومن يعانون من اليأس والإحباط، وذلك وفقًا لردود المبحوثين، بالإضافة إلى من أقدموا على الهجرة الشرعية وغير الشرعية والعاطلين منهم، وهذا ما أشارت إليه أيضًا بعض المقالات الصحفية التي أشارت إليها الدراسة.
وبرز بعد ثورة يونيو ٢٠١٣ ما يسمى «تقويض التماسك الاجتماعي» بسبب عمليات إعادة الاستقطاب في المجتمع المصري، وهذا ما فطنت الدولة إلى مدى خطورته، ولهذا جاءت فكرة الحوار للتوافق والتواصل، وبالتالي وجهت رئاسة الجمهورية الدعوة لمختلف ألوان الطيف السياسى والفكرى للمشاركة في المؤتمر الوطني الأول للشباب، ولم تستثن أحدًا من الذين يؤمنون بالحوار كأداة لحل الخلافات والوصول إلى توافقات من الدعوة.
وتمثلت أهم تلك الأسباب في الرغبة فى إصلاح بعض الأمور في المجتمع، للخوض في تلك التجربة الفريدة من نوعها والتعرف عليها، الإيمان بأهمية هذه المؤتمرات في تحقيق الصالح العام للشباب بنسب (٣٤.٦٪)، (٢٩٪)، (٢٤.٨٪) على التوالي، ويدل ذلك على شعور الشباب المصري بالانتماء للوطن ومحاولة القضاء على السلبيات التي تشوبه، بالإضافة إلى إدراكهم لأهمية هذه المؤتمرات وتميزها. 
وأشار (٣٨.٦٪) من المبحوثين عن عدم مشاركتهم بتلك المؤتمرات وعدم امتلاكهم الرغبة في ذلك، وتمثلت أهم أسباب عزوفهم عن المشاركة في: وجود فجوة بين ما يقال في تلك المؤتمرات والواقع، الشعور بأن هذه المؤتمرات غير مؤثرة، عدم الثقة في نتائج تلك المؤتمرات بقولهم بعدم تفعيل جميع توصيات وقرارات تلك المؤتمرات، ثم للإنشغال بمشاكل ومتطلبات الحياة اليومية، وذلك بنسب (٢٨.٨٪)، (٢٥.٤٪)، (٢٣٪)، (٢٠.٨٪) على التوالي. 
وتمثلت أهم أسباب متابعة المبحوثين لمزيد من المؤتمرات في: لأكون على دراية بأهم مستجدات الأمور، لمتابعة حلول القضايا والمشاكل التي تتم مناقشتها، للاستفادة من المعلومات والآراء التي يتم طرحها، بينما تمثلت أهم أسباب عدم المتابعة في: عدم الاهتمام بالشأن السياسي، غير مؤثرة أو مجدية بصورة كافية، متابعتي لن تضيف أو تغير شيئا، عدم الثقة في التغيير.

تقييم الشباب للمؤتمرات
تمثلت العبارات الأكثر اتفاقًا بين المبحوثين سواء لتصوراتهم الذاتية، الشخص الأول (أو أصدقائهم المقربين)، الشخص الثاني (أو الآخرين من الشباب المصري) الشخص الثالث (تجاه تلك المؤتمرات الوطنية للشباب في كونها صورة مشرفة وحضارية لمصر محليًا وعالميًا، وكانت نسبة الاتفاق في الآراء نحو هاتين العبارتين قوية كما تم الاتفاق أيضًا على رفض عبارة «لم يقع المؤتمر فى خطأ الانتقاء أو الإقصاء لعناصر معينة من الشباب وفقًا للانتماءات السياسية وجاءت فى المرتبة الأخيرة للعبارات محل القياس».
كما جاءت أكثر العبارات اتفاقًا أيضًا لدى تصورات المبحوثين لأنفسهم، وتصوراتهم لأصدقائهم تجاه تلك المؤتمرات- من بعد العبارات السابق الإشارة إليها- في عبارات «كان لا بد للقوى السياسية الصغيرة التي قاطعت المؤتمرات من المشاركة والاشتباك الإيجابي وطرح ما لديهم من رؤى وأفكار»، وعبارة «البعض تعامل مع المؤتمر باعتباره البوابة التي ستحل كل مشاكل مصر بشكل فوري، والبعض الآخر نظر إليه باعتباره لم يحقق شيئًا يُذكر»، مما يدل على حالة التناقض والمبالغة في تكوين الآراء إما مع أو ضد، سلبي أو إيجابي.
كما تمثلت العبارة الأكثر اتفاقًا فى تصورات المبحوثين لآراء الآخرين حول تلك المؤتمرات فى عبارة «تعرضت المؤتمرات لاتهامات بأنها تكلفت ملايين الجنيهات في الوقت الذي تعاني فيه الدولة من أزمة اقتصادية.
واتفقت الآراء أيضًا فيما يتعلق بعبارة «أن الإفراج عن الشباب المحبوس يعد إرهاصة مهمة لعودة الثقة بين الشباب والدولة»، حيث احتلت تلك العبارة ترتيبًا متقدمًا بعد العبارات محل الاتفاق التي تمت الإشارة إليها.
وأعطى (٥٢.٥٪) من المبحوثين (درجة نجاح أعلى من النصف)، من ٥ إلى ١٠ لتلك المؤتمرات، مقابل (٣٩.١٪) أعطوا (درجة نجاح أقل من النصف)، أقل من ٣ إلى أقل من ٥ لتلك المؤتمرات، و(٨.٥٪) لم يستطيعوا التحديد، وتدل النتيجة على نجاح تلك المؤتمرات من جانب، مع وجود بعض السلبيات فيها من الضروري التغلب عليها، ووجود إيجابيات يجب تعزيزها، وتمثلت أهم أسباب النجاح- وفقًا لردود المبحوثين- كونه خطوة فريدة في التواصل مع الشباب، وبفضل ما أتاحه من مساحة حرة للتعبير عن آرائهم بشكل حضاري، ولأنها تناقش قضايا الشباب بطريقة حيادية وليست بشكل صوري.. وغيرها.
أما أهم السلبيات فتمثلت في: مناقشة بعض القضايا غير المهمة بالنسبة للشباب، عدم تنفيذ بعض التوصيات، كما أن الحلول لبعض المشاكل بعيدة عن الواقع، أن تلك المؤتمرات ليست الأداة التي ستحل مشاكل الشباب وأزماتهم، العمل على إهمال حضور بعض التيارات السياسية المعارضة للنظام، وقطاعات أخرى مختلفة من الشباب.
كما اتضح أن (٥٤.٥٪) لديهم ثقة فى تنفيذ التوصيات والمبادرات المنبثقة عن تلك المؤتمرات، وذلك بدرجة متوسطة، و(٥.٨٪) بدرجة كبيرة، ويمكن تفسير هذه النتيجة بأن مجموعة من التوصيات قد تم الاهتمام بها وتنفيذها بالفعل، وتوصيات أصبحت محلًا للدراسة، وتوصيات تم تنفيذها فعليًا ولكن بعد الانتهاء من جمع بيانات الدراسة الميدانية، وأخرى من المنتظر تنفيذها.
وتبين أن (٤٠.٨٪) من المبحوثين يهتمون بمتابعة تنفيذ تلك التوصيات بدرجة متوسطة، و(٣٢.٤٪) بدرجة ضعيفة، وتحمل تلك النتيجة تناقضًا بين حكم المبحوثين وفقًا لبيانات الجدول السابق، والخاصة بدرجة الثقة الضعيفة في تنفيذ تلك التوصيات، ودرجة اهتمامهم بمتابعة تنفيذها، كما تحمل حالة من الانتقائية لمتابعة المبحوثين لبعض التوصيات دون الآخر.
ومن أهم التوصيات أو المبادرات لتلك المؤتمرات وفقًا لردود المبحوثين: إنشاء اللجنة الوطنية للشباب لإجراء فحص ومراجعة شاملة لموقف الشباب المحبوسين، إعلان فرص لدعم تمكين الشباب اقتصاديًا خاصة في الصعيد، مبادرة مصنعك جاهز بتراخيصه، وإعادة الهدوء لملاعب كرة القدم، ومبادرة المشروعات الصغيرة والمتوسطة للقضاء على البطالة بين الشباب.

علاقة النظام السياسى بالشباب
انتهت الدراسة إلى أن الشباب المصري عينة الدراسة أصدر أحكامًا سلبية تجاه أداء الحكومة، بأن الحكومة الحالية ليست على قدر المرحلة الحرجة التي نعيشها، وأداؤها جزء مما وصلنا إليه من تراكم للمشاكل وتفاقمها، بل قام بعض المبحوثين بالتعليق على ذلك بأنهم يشعرون أنه لولا المتابعة الدقيقة للرئيس عبدالفتاح السيسي وبعض رجاله لأمور وشئون الدولة، وطموحاتها لكان الأداء أكثر سوءًا.
وربما كان الرئيس في حواراته هو الأكثر انتقادًا للوزراء والأكثر إحساسًا بأن بعض التصرفات والقوانين الصحيحة تكتسب مذاقًا خاطئًا من أسلوب تنفيذها الفج والمتسرع والذى يخلو من الفطنة، وعندما تبَدى الغضب الرئاسى، أدرك الجميع حقيقة موقف الرئيس من تصرفات وزرائه وخبرائه ومحافظيه.
كما خلصت النتائج إلى ضعف الثقة السياسية في المسئولين وما يدلون به من تصريحات وأحاديث وأن الوعود لا يتم الوفاء بها، كما أنهم يرون أن المسئولين بالحكومة لا يعنيهم سوى الاستمرار فى مناصبهم، ولا يقومون بوظائفهم والمسئوليات المنوطة بهم تجاه الشباب.
وأشارت الدراسة إلى قناعة المبحوثين من الشباب إلى أن هناك بالفعل مشروعات ضخمة وجيدة لكن التحدي يكمن في الحاجة إلى سرعة ظهور نتائجها، رغم إدراك الشباب عينة الدراسة بمدى تجذر كثير من المشاكل فى المجتمع المصرى ومحدودية البدائل، كما أعربت النتائج عن موافقة المبحوثين على أن النظام السياسي الحالي هو أفضل وضعية بالنسبة لاتجاهه نحو الشباب بالمقارنة بباقي الأنظمة السابقة.
وتدل تلك النتيجة على الفصل بين النظام السياسي المتمثل في رأس السلطة وبعض المسئولين من جهة، وأفراد الحكومة من جهة أخرى بما يحمل إدراكًا لدى المبحوثين أن النظام السياسي في حد ذاته لديه الرغبة في التغيير والتطوير بصورة كبيرة لا تتفق مع أداء كثير من المسئولين بالحكومة.