رغم جواز إفطار الحامل إذا خافت على نفسها أو جنينها حسبما يؤكد علماء الدين، إلا أن بعض الحوامل يرين أنهن قادرات على الصيام، أو يرغبن في مشاركة طقوس الشهر الكريم.. والسؤال كيف يمكن للحامل أن تصوم دون مخاطرة؟
يجيب الدكتور بهاء الدين عبدالحميد استشاري النساء والولادة والعقم فيقول: «مراحل الحمل تنقسم إلى ٣ مراحل، كل منها له طبيعة مختلفة، المرحلة الأولى هي منذ الحمل وتستمر ٣ شهور، ولا يسمح للحامل فيها بالصيام إطلاقا، بينما يمكنها الصيام في المرحلتين التاليتين إذا كان الحمل مستقرا، مشيرًا إلى أن الامتناع عن الطعام والشراب بصورة عامة يضر بالحامل، نظرًا لاحتياجها الشديد لتناول وجبات صغيرة على فترات قريبة، خاصة فى الثلاثة أشهر الأولى، والتي تعاني فيها الحامل من مشاكل المعدة والجهاز الهضمي، وكذلك تحتاج لكمية كبيرة من المياه، خاصة في شهور الصيف، كما يحتاج الجنين للتغذية الجيدة، وقد يؤثر الصيام على نموه.
وعن النصائح التي يقدمها للأم الحامل إذا رغبت في الصيام يقول: «قبل صيام الحامل يجب مراعاة أن يكون الحمل طبيعيًا ومستقرًا، والأم والجنين بصحة جيدة، وفي حال إصرار الأم الحامل على الصيام ننصحها بالسحور والإفطار الجيدين، وتناول وجبة ثالثة بين الإفطار والسحور، وشرب الكثير من السوائل، كما ننصحها بأن تفطر عند الشعور بالتعب أو العطش أو الجوع الشديد، إذا لاحظت ضعف حركة الجنين، مشددا على أنه لا يسمح للحامل بالصيام مطلقًا، إذا كان لديها مشاكل طبية، مثل السكري أو ارتفاع الضغط أو هبوط الدورة الدموية، لأن هذه الأمراض تتطلب علاجًا في أوقات محددة تتعارض مع فترة الصيام، وكذلك تتطلب نوعًا محددًا من التغذية.
ويشدد د. بهاء الدين على ضرورة أن تشرب الحامل الصائمة خلال فترة ما بعد المغرب وحتى الفجر كميات كبيرة من السوائل والمواد السكرية والخضروات، مضيفا أنه عليها فى وجبة السحور، أن تتناول طعاما يبقى فى المعدة مدة أطول، وكمية كبيرة من المياه، والابتعاد عن الأطعمة الحريفة والمالحة، والتي تتعب المعدة وتسبب العطش الشديد، لافتًا إلى ضرورة توزيع جرعات الأدوية التى تتناولها الحامل على فترة الإفطار دون إخلال بنظامها، مكررا النصيحة بعدم الصوم في حال وجود مشاكل صحية من أي نوع، وعدم الإفراط في الطعام الدسم والنشويات.
