اندلاع الصراع الإيرانى - الإسرائيلى كان حتميًا، لكن التوقيت لم يكن قد تحدد بعد، فصحيفة الجارديان البريطانية نشرت تقريرًا عن الصراع خلال الفترة الأخيرة، وأشارت إلى أنه منذ أكثر من عام، كان المسئولون الإسرائيليون يتحدثون عن التهديد الإيرانى واحتمال نشوب نزاع فى سوريا.
وقالت «الجارديان»: إن إسرائيل تقوم منذ عدة سنوات بضربات جوية ضد أهداف فى سوريا، ومنها طائرات دون طيار إيرانية، كانت قد اخترقت المجال الجوى الإسرائيلى فى وقت سابق من هذا العام.
فى الأسابيع الأخيرة، يبدو أن إسرائيل قد ضاعفت جهودها فى انتهاج سياسة متعمدة لإثارة إيران، عن طريق استهداف المستشارين الإيرانيين فى سوريا، ما أدى إلى وقوع قتلى إيرانيين فى الهجمات. وقد جعلت الأحداث الأخيرة من تفاقم المواجهة بين الطرفين أمرًا قد يؤدى إلى صدام حقيقى، ويمكن أن يصل إلى حرب.
ولا شك أن إيران سعت بشكل سريع لتوسيع نفوذها فى سوريا، ودعمها المادى لحزب الله اللبناني، فى طرق يمكن الشعور بها باعتبارها تهديدًا وجوديًا من قبل إسرائيل، ويبدو أن خطة إيران كان أمامها الكثير من العقبات، ومنها إسرائيل.
وعملت إيران من خلال وكلاء ونشر المستشارين إلى لبنان وسوريا، حيث تدخلت بشكل عام لتعزيز ودعم المصالح الشيعية، وهو أسلوب خدمها بشكل جيد من العراق واليمن.
وبدت تصرفات إيران تجاه شمال إسرائيل على نحو متزايد، وكأنها تجاوز خطير، أحد التفسيرات هو أن طهران أساءت تفسير أخطاء إسرائيل فى حساباتها حول المسار المحتمل للحرب فى سوريا، والتى اعتقدت أنها ستؤدى إلى دمار حزب الله وإضعافه من خلال تدخله فى الحرب الأهلية فى البلاد.
مع قيام قوات بشار الأسد، المدعومة من حزب الله وطهران وتدخل روسيا، بتحويل الحرب لصالح الأسد، رأت إيران فرصة لتوسيع وجودها، ومواجهة إسرائيل بسيناريو: المستشارون الإيرانيون، فقط على حدودها، والاستقرار فى المدى الطويل.
ورغم عشرات الهجمات الإسرائيلية التى حلت إيران حتى الآن على الأقل حتى ليلة الأربعاء، فإنها حدت من رد فعلها فى إطار سياسة طويلة، إلى حد كبير فى مكانها منذ الحرب الإيرانية العراقية، فى محاولة لتجنب المواجهات المباشرة.
وهنا الصحيفة طرحت سؤالًا حول الافتراضات الأساسية التى تحكم قواعد المنافسة بين إيران وإسرائيل قد تغيرت فى ضوء التبادلات الأخيرة، بينما دعت روسيا إلى التهدئة، وستدرك طهران أيضًا أن الصراع المباشر والمتصاعد مع إسرائيل من شأنه أن يضع الولايات المتحدة فى ورطة كبيرة.
