الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

مصطفى صادق الرافعي.. الثائر على قيود الشعر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استطاع الأديب مصطفى صادق الرافعي، والذي توفي في مثل هذا اليوم من عام 1937م، خلال فترة حياته الأدبية، من إصدار مجموعة كبيرة ومهمة من الدواوين والكتب التي أصبحت علامات مميزة في تاريخ الأدب العربي.
ولد الرافعي في يناير عام 1880م بقرية بهتيم بالقليوبية وفقد حاسة السمع، وتولى والده منصب القضاء الشرعي في كثير من الأقاليم بمصر بينما والدته فكانت سورية الأصل، وينتمي الرافعي إلي مدرسة المحافظين وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي لقب بمعجزة الأدب العربي.
نظم الرافعي الشعر، قبل بلوغه العشرين من عمره، وأصدر ديوانه الأول في عام 1903، والذي أذاع صيته بين كبار شعراء مصر، إذ كتب فيه البارودي والكاظمي وحافظ إبراهيم شعرا، كما أرسل له الشيخ محمد عبده وزعيم مصر مصطفى كامل له، مهنئين وبمستقبل باهر.
وكتب الرافعي بمجلة الرسالة في عام 1934م المقالات والقصص القصيرة والذي شهد له الأدباء والمثقفون بأن هذه الكتابات كانت أبدع ما كتب الرافعي.
اعترض الرافعي على الشعر العربي التقليدي في أدبنا، فقد كان يقول: "إن في الشعر العربى قيودا لا تتيح له أن ينظم بالشعر كل ما يريد أن يعبر به عن نفسه وهذه القيود هي الوزن والقافية".
كانت وقفة الرافعي ضد قيود الشعر التقليدية أخطر وأول وقفة عرفها الأدب العربي في تاريخه الطويل، وأهمية هذه الوقفة أنها كانت في حوالي سنة 1910 وقبل ظهور معظم الدعوات الأدبية الأخرى التي دعت إلى تحرير الشعر العربي جزئيًا أو كليًا من الوزن والقافية فتخلص الرافعي من هذه القيود.
واتجه الرافعي إلي النثر الشعري الحر وأصدر كتابه الشهير آنذاك وهو "تاريخ الأدب العربي" تناول فيه أبواب الأدب والرواية والشواهد الشعرية، وإعجاز القرآن والبلاغة النبوية.
كان للرافعي معارك أدبية عنيفة مع كبار الأدباء ولعل أبرزهم عباس محمود العقاد وطه حسين.
وكان خلافه مع طه حسين عميد الأدب العربي على كتابه " في الشعر الجاهلي " بينما خصامه مع العقاد حول كتاب العقاد " إعجاز القرآن والبلاغة القرآنية".
اثرى الرافعي المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات الأدبية منها تاريخ " آداب العرب "، " حديث القمر "، "رسائل الأحزان"، "تحت راية القرآن "وأصدر ديوان النظرات، ديوان الرافعي، وغيرها من المؤلفات
قال عنه الزعيم مصطفى كامل "سيأتي يوم إذا ذكر الرافعي قال الناس هو الحكمة العالية مصوغة في أجمل قالب من البيان".
توفي الرافعي عن عمر يناهز 57 عاما.